دموع قلم…لهاجر إبراهيم
جريدة النشرة : هاجر إبراهيم
وسيكتبون عنا يوما ما، عن إخفاقاتنا، عن سقطاتنا وعثراتنا المتكررة. سيعدون انهزاماتنا، سيذكرون نجاحاتنا أو قد يغفلون عنها . وسيلعنون عهدنا قليلا، وسيرضون عنه كثيرا، فعهدهم القادم، وجيلهم الآتي أسوأ بكثير من سيئنا الحالي، من حاضرنا القاسي، من حضارتنا المبتورة، وأيقونة مجدنا المكسرة .
لكن لا بأس بكل شيء، لا بأس ببعض السخف وبعض افرازات الغباء، لا ضير من الغبار الذي يحجب نور فكرنا.
فنحن في عصر غدا المتقدم فيه متأخرا، والمثقف فيه متخلفا، والمتزن مختلا، والجدي معقدا. وما دمنا نحيى في فراغ العبث، ماذا يخبئ لنا الغد وللذين سيأتون بعدنا .ونحن لا نفهم التنمية المستدامة إلا في استبقاء قدر من جهلنا وعجزنا ويأسنا إلى الأجيال القادمة ؟.
حقا كل منا يخبئ في جيبه بقايا ماضيه الموجع، رواسب قهوته الفانية، ويحمل في قلبه وجع السنين، وتعزف أنامله مقطوعة الحنين،>
جيوبنا مشوهة بما يطوقها، وأرواحنا المتعبة سعت في عوالمها إلى محطة ترتاح فيها، بحثت في سمائها عن شقاق تنسل منه إلى باطن القمر ، فلم ولن يعدو أن يكون سعيا أجوفا وبحثا معتلا لم يجدا سبيلهما إلى الخلاص…