جريدة النشرة :
السفير سعيد سيف السلام نائب أمين المكتب التنفيذي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة _فرع المغرب
يبدو أن الاستهتار في جميع المجالات والإدارات الترابية أصبح واقعا معاشا وأصبح يتعايش مع المغاربة كل يوم وفي كل مكان،نموذج من هذا العبث صادفته اليوم بالحي الصناعي تيط مليل …وقفت متعجبا من هذا الاختراع العجيب:بالوعة وسط الطريق مقلوبة ، هكذا…ذبت أسئلة كثيرة في دماغي،وضربت أخماسا في أسداس لأفهم المعنى والقصد..التحق بي عمال….. وطرحت عليهم السؤال الذي حيرني علني اجد لديهم بعض الاسباب التي جعلت القيمين على هذا الامر الاجتهاد في إيجاد حلول غريبة كهذه والتي بكل صراحة لم تستطع مخيلتي المتواضعة التوصل إلى مثل هذا المستوى من الاختراع الذي غن دل على شيء فإنما يدل على مدى شموخ هؤلاء المسؤولين وعلو تفكيرهم ورقيه وعظمتهم .
غير أن أحدهم هؤلاء العمال باغتني بمفاجأة من العيار الثقيل، لقد أكد لي أن هذا الاختراع (الفخ) ساهم في حوادث كثيرة للسيارات وفي موت صاحب دراجة نارية…؟؟؟؟!!!!!!!!
السؤال الآن مطروح على مدبري الشأن العام بالمغرب عامة وعمالة مديونة خاصة والمسؤولين بتيط مليل أكثر خصوصية :كم عدد هذه البالوعات(النشبات) الفخاخ في تراب العمالة تم وضعها بهذه الكيفية ، هذا إن لم نقل غائبة تماما…؟؟
ولازلت اتذكر ان شابا يافعا كان مريضا بالسكري ، ومع انعدام شامل للرؤيا بسبب الغياب التام للإنارة العمومية ، سقط في بالوعة وتم البحث عليه ولم يجدوه الا بعد ان انبعتث الرائحة الكريهة من شدة تعفن جثته التي مكثت هناك لأكثر من أسبوع…!!!!!!!
وكم عدد المواطنين الذي باتوا في المستعجلات..بمثل هذه الحوادث والمواقف المخجلة واللامسؤولة و(كمدوها و سكتوا) ، وربما بثرت أرجلهم أو أيديهم أو أصيبوا في أماكن أخرى أكثر حساسية من جسمهم كالرأس مثلا …
والطامة الكبرى أنه حين تقع هذه الحوادث ليلا ،في غياب تام للانارة العمومية ….؟؟على من ستقع المسؤولية؟لتصبح هذه المسؤولية ككرة للتنس تتقاذف من مسؤول الى آخر؟؟والمواطن المسكين يمسحها في القضاء والقدر، علما أنه لا علاقة لهذا القدر بمسؤول عابث أو لجنة أهملت تقاريرها التي وضعت على الرفوف؟
وبجولة سريعة في هذا الحي الصناعي البئيس …تنكشف لنا عدة اشكالات ، فهذه حفر كالقبور تنتظر بكل أريحية قدوم زائرا مسكين ،وهناك كتل اسمنتية تعرقل الطريق بعد أن لفظتها شاحنة لشركة هناك…وهناك بقايا ازبال بلاستيكية…وهناك بقايا البناء المتناثرة وسط الطريق وفي الجنبات و… و… و…
فالوضع كارثي بامتياز، والغريب أن من مسؤولية رجال الأمن الذين لا يتجولون بالحي الصناعي بواسطة الجوامات أو الصحون الطائرة بل بوسائل نقل تلامس أرضية الأسفلت المتهالك بهذه المنطقة الصناعية دون أن يسجلوا ملاحظاتهم في محاضر تخص الإخبار بما يلاحظونه من خروقات كهاته تهدد سلامتهم أولا وسلامة مستعملي الطريق من المواطنين الذين يضطرون إلى التوجه إلى هذه الوحدات الصناعية للعمل او التبضع أوغير ذلك ، هذه الشركات التي بدورها تؤدي ضرائب سنوية ومن المفروض على مسؤولي تسيير الشأن العام المحلي أن يوفروا لها كل ما هي بحاجة إليه لتقوم بدورها في تنمية المنطقة اقتصاديا واجتماعيا والتي تدخل أيضا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد عامة ، بالإضافة كل جيوش أجهزة الدولة التي تزور المنطقة المذكورة كل لحظة وحين من أعوان السلطة وعلى اختلاف درجاتهم والذين يعتبرون عيونها الساهرة على أمن وأمان المواطنين والنظام وهم اقرب العناصر إلى الواقع تحت إمرة قائد الملجقة الإدارية والذين يتم افتقادهم في مثل هذه الأحداث والمناسبات ، ناهيك عن سكوت رجال الأمن التام عما يحدذ هناك وخاصة انهم يتواجدون باستمرار بالسد القضائي المقام بالطريق الوطنية رقم 9 المحادية تماما للجي الصناعي هذا، وكذلك مجموعة رجال الأمن الذين يضعون الرادار بنفس الطريق المذكورة ويقفون قرب هذا الاهمال والانتهاكات الجسيمة دون الإشارة إليها في محاضرهم التي لا تصب إلا في تسجيل مخالفات السرعة والحوادث وغيرها دون الإشارة إلى بعض مسببات هذه الحوادث الخطيرة التي يمكن أن تخلق للمواطنين عاهات مستديمة ووفيات أيضا قد تخلف عدة مشاكل اجتماعية لا تحمد عقباها لدى المغاربة المغلوبين على امرهم ، بحيث يجب الانتباه لمثل هذه الامور بوضع تقارير كاملة تخص هذه الحالات تدخل في مراقبة الطرق وضمان الامن والامان لمستعمليها ، ورفعها إلى الجهات المختصة لتتحمل مسؤوليتها في ذلك وكل ما ينتج عنه من اضرار خاصة وعامة وربط المسؤولية بالمحاسبة …لكن…يبدو أنهم لاتهمهم حالة الطريق،بقدر ما يهمهم تسجيل مخالفات السائقين ، في حين أن هذه العملية يجب أن تسير بموازاة الاخرى حتى يكون هناك شيء من الإنصاف والضبط ونشر ثقافة احترام القانون .
ختاما لانعطي دروسا لأحد ، ولكن نقوم فقط بالمساعدة لإيجاد الحلول المناسبة ، وننقل المعلومة لنخبر المسؤولين حتى يكونوا على دراية لما يحدث وما لم يصلهم في التقارير التي تعرض عليهم…
وأملنا ومبتغانا لا يراوحان خدمة المجتمع والوطن عموما ، لننعم جميعنا بالاستقرار في ظل وتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده .
