المقاطعة عهد للشعب في مواجهة جبروت لوبي الاقتصاد والمال والأعمال الذي تسانده الحكومة
جريدة النشرة : عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث…وهكذا أصبح للمقاطعة التي أخذها المغاربة عهدا على نفسهم في مواجهة جبروت لوبي الاقتصاد مساندا من طرف الحكومة المغربية التي أبانت عن فشلها في معالجة الأزمة التي استفحلت لتشمل منتوجات أخرى ضاربة في عمق القدرة الشرائية للمواطنين ، وكذلك برامج أخرى تعتبر آلياتها ناسفة لميزانية الدولة ،كمهرجانات موازين، والتي تصرف عليها أموال طائلة ، عوض صرفها على العديد من الأمور التي يمكن أن تعود على الشعب المغربي بالنفع المباشر ، هذا الشعب الذي يعيش معاناة صادرة عن الفقر وهزالة الخدمات ، إن لم نقل انعدامها ، هذه الخدمات التي من المفروض توفيرها له من طرف الجهات المسؤولية وعلى رأسها الحكومة ، الشيء الذي صرح به عاهل البلاد كذا مرة من خلال خطاباته المتكررة والتي أشار فيها برسائل واضحة وفاضحة لما يعيشه المغرب من فساد طال قطاعات كثيرة ومتعددة كقطاع الصحة والتعليم والاقتصاد والمالية والدبلوماسية وهلم جرا… الأمر الذي دفع بأعلى سلطة في البلاد إلى إحداث ما سمي بالزلزال الملكي الذي قام خلاله بمسح أسماء وازنة من لائحة المسؤولية ليحيلها على المرآب ويجردها من المسؤولية، حين ثبت قصورها في القيام بواجبها بعد تعيين جلالته للجان تقصي الحقائق وإطلاعه على ما وقفت عليه من تجاوزات وخروقات في حق هؤلاء. كما خرج عاهل البلاد في خطاباته أكثر من مرة شاجبا للواقع المؤلم والمر الذي يشتكي منه المواطنون ، مشيرا إلى عدم رضاه عن هذه الاختلالات التي جعلت البلاد تعيش العديد من التناقضات البعيدة عما تم تسطيره والاتفاق عليه وما تصبو إليه المخططات الوطنية والدولية ، رغم صرف الأموال الطائلة عليها بغية تحقيقها ، الأمر الذي بدا مستحيلا بنهج المسؤولين لسياسات بعيدة كل البعد عما تصبو إليه تطلعات جلالته وآمال شعبه الذي يكن لقائده كل الحب والاحترام والتقدير لما يكابده جلالته في سبيل الرفع من مستوى شعبه المعيشي والثقافي والصحي وغير ذلك من آليات العيش الكريم التي من المفروض على المسؤولين الانكباب على ملفاتها الساخنة التي تطور أوضاعها وأصبحت بسبب سياستهم الممنهجة حارقة ، لما خلقته من مشاكل عدة لا يمكن حصرها أو حصر مجالاتها العريضة والواسعة ، والتي جعلت البلاد في جلبة ، الله وحده يعلم منتهاها ، لولا رغبة المغاربة وملكهم في الجنوح إلى التروي وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة والتضحية في سبيل العيش تحت سقف وطن واحد والدفاع عن مقدساته ومرتكزاته تحت شعار لثلاثية المقدسة : الله الوطن الملك. وهكذا فيمكن أن نستبشر انطلاقة التغيير الحقيقي في السياسة المغربية من هذا الطرح الشعبي الجديد ألا وهو المقاطعة التي جاء بها المغاربة كلسان يعبر عن واقعهم المزري وموقفهم الصامد في الدفاع عن حقوقهم التي يسطرها الدستور ويحميها ملك البلاد ، هذا الصمود في المقاطعة الذي دام ما يفوق الشهر بين من خلاله عزمه على تحدي المسؤولين والمتحكمين في الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد ، هؤلاء المسؤولون ومن معهم الذين أبانوا عن عدم رغبتهم في التواضع والتراجع عن قراراتهم السلبية التي لم تأت إلا بالمشاكل والأزمات التي ضربت في كل اتجاه باستثناء مصالحهم الخاصة التي ازدادت تحسنا أكثر من مائة في المائة ، إن لم نقل بحسب تصريحات مسؤولة ، تسعمائة بالمائة ،وما خفي كان اعظم ، الأمر الذي يبين مدى الانفلات المالي والسياسي و…الذي وصل إليه الوضع في المغرب والذي اتسعت دائرته لتشمل أكثر المجالات والمؤسسات حساسية ، لما يجعل الوضع لا يبشر بالخير إذا ما استمرت الأمور على هذه الحال