الواقع الملموس يجعل عزيمة الشعب فوق كل الشائعات ومحاولات إيقاف المقاطعة
جريدة النشرة : عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث…كثيرا ما يشير بعض المشوشين على الظاهرة الحضارية الراقية ”المقاطعة” التي اتبعها المغاربة في التعبير عن مطالب اجتماعية مشروعة التي عرت عن الكثير من الفضائح والخروقات التي أثيرت بفضل المقاطعة والتي أبانت عن تواجد خلل كبير في التسيير ، حتى لا أخص بالذكر الحكومة المبجلة كما لامني على ذلك العديد من المثقفين والسياسيين سامحهم الله ، ظنا منهم أني متحامل على سيادتها الموقرة ، وأنا لا جمل لي ولا ناقة في الأمر ، لا من بعيد أو قريب ، إلا النية الخالصة في التوجيه والإصلاح ما استطعت ، وحسب إمكانياتي المتواضعة التي أضعها رهن إشارة خدمة وطننا العزيز وقائدة المظفر . بحيث قام المشوشون بتلفيق تهمة خسيسة للمقاطعة على أنها ترعى من طرف أجندات معادية للوحدة الترابية وما إلى ذلك وأن الشعب مغلوب على أمره منساق إلى ذلك ، بما أنه من المداويخ، لتأخذني الغيرة على بلدي وإخواني وأخواتي المغاربة ، وأؤكد لأولئك الغافلين المتطاولين علينا أن هذه المقاطعة لم تكن تابعة إلا لأجندات المواطنين المغاربة الأحرار أنفسهم ودفعتهم إليها ظروفهم القاسية التي ما انفكوا يودعونها حتى تراكمت فوقها الظروف والمواقف الأكثر قساوة منها، والمعبرة عن واقعهم المزري الذي استبشروا خيرا فيمن وضعوا التقة فيهم وسلموهم مفاتيح المسؤولية في مغربنا الحبيب ، عاقدين الأمل الكبير عليهم في خدمة البلاد والعباد.
فقد ظهر الحق وعلى الباطل أن يزهق يوما ، مادام صوت الملك قد انضم إلى صوت شعبه العزيز ، حين خرج يقر ويؤكد بوجود الفساد وفي الكثير من الميادين والمؤسسات الرسمية ، كما صرح جلالته بذلك في أكثر من مرة من خلال خطبه الجريئة التي حذر فيها من التلاعب بمصير الوطن والمواطنين ، وأعطى فرصة للمسؤولين بمراجعة مواقفهم هذه والعمل على إصلاحها وخيرهم بممارسة سلطهم بطريقة ترضي البلاد والعباد وتصب في خدمة المصلحة العامة ، وبين التخلي عن مناصب المسؤولية هذه لمن هو هو قادر على تحمل المسؤولية بغيرة وحب للوطن واحترام كل مكوناته والسير به في الطريق الصحيح.
فلا داعي لتغليط الرأي العام الوطني ، لأن الشعب يعرف جيدا ما له وما عليه ، ولا تزيدوا الطين بلة بتعميق الجرح الغائر الذي قام بنقشه بعض المسؤولين في نفس الشعب المغربي ، حينما وصفوه بالخيانة و… والذين بادروا إلى سبق لم نشهد مثله في أي بلد آخر ، سواء كان متقدما أو متخلفا ، دون تقديم أي مسؤول من هؤلاء اعتذاره وطلب الصفح من شعب الكرم والسلم والتسامح ، والذي اتخذها بتكريس مثال مغربي أصيل في الصبر والمحاباة والتعبير عن التضحية في سبيل الوطن وقائده دون الالتجاء إلى التصعيد الذي طالما سعت إلى إثارته جهات معينة عدوة للمملكة المغربية ، ليستثمر المغاربة فيما هو أرقى وأعظم باتباع مفاهيم ومضمون المثال القائل ”على قبل الكتاف كتباس الجلدة”
وهكذا يمكن أن نقول بأنه بقي فقط على المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم في ذلك بالعمل على إخراج أنفسهم من هذه الورطة التي تسببوا فيها بضرب عمق القدرة الشرائية للمواطنين وتعميق هوة الفقر في المجتمع المغربي مقابل مباركة إغناء أصحاب سلطة المال والأعمال المقرونة بقمامة السياسة المتعفنة ، التي فاحت رائحتها النثنة واخترقت الأنوف المزكومة ، لتستقر في عقول ألفت الابتزاز وامتصاص دماء المقهورين …والتعامل مع الوضع بكل جدية وتعقل …ولا رجاء إلا في قدرة الله تعالى الخارقة على تغيير المنكر واللطف بعباده ، بالإضافة إلى عزيمة قائد البلاد الكبيرة التي تبقى أملا كبيرا لدى الشعب المغربي لينصفهم جلالته ، لما يعهد له برجاحة الفكر وعمق التفكير، حتى يعيد لهم الاعتبار كمواطنين ويجعلهم يتذوقون طعم العيش الكريم الذي طال صيامعم عليه وافتقدوه منذ سنين …
فاللهم خفف وطء ما حل ببلادنا من مصائب اشترك في نفت سمومها في كل من المجتمع المدني والمؤسسات المكونة له وكذلك الساهرة على تسييره وخدمته والتي قلبت الآية و جعلته يأخذ موضعه بين فكي غول الفساد الذي تفنن في الهدم بشتى الطرق والوسائل .
لقد انتظر المقاطعون المغاربة حلولا واقعية وملموسة لمطالبهم المشروعة ، لكن دون جدوى باستثناء وعود كاذبة واستفزازات واستصغار وإهانات صدرت بقوة في حقهم بغية أمور وأهداف لا يعلمها إلا الله.ليعيشوا المرارة والأسف تحت ما قرر المسؤولون اتباعه بسياسة ”كم حاجة قضيناها بتركها”.
في حين استطاع الشعب المغربي أن يبين عن مدى سمو وعيه بضرورة الحفاظ على الوطن والدفاع عن مقدساته ورموزه وهويته التي لا تقبل أي مساومة من أي كان ، ممن تسول له نفسه التفكير في النيل من وطننا الحبيب بكل مكوناته البشرية و المادية والمعنوية.
فنحن كل لا يتجزأ وشعب لا يساوم وعزيمة لا تقاوم،لا نؤمن إلا بشعار ثلاثي مجيد ألا وهو الله ، الوطن ، الملك …فما عاش من خان الوطن وأراد بيع البلاد وقهر العباد…وللحديث بقية