صحة الجزائريين في كف عفريت بسبب المنتوجات الفلاحية المشبعة بالمواد المسرطنة ، ووضعهم الراهن في عنق الزجاجة

0

جريدة النشرو : د. عبد اللطيف سيفيا

بقية الحديث…ما مصير المواطن الجزائري بعد أن كشفت جهات خارجية دولية أن فساد ما تلقته من منتوجات فلاحية صدرتها الجزائر لعدد من الدول الأوروبية ودول الخليج في إطار المبادلات التجارية وغيرها ، والتي أقرت بغير صلاحيتها للاستهلاك الآدمي نظرا لاحتوائها على مواد مسرطنة بسبب الاستعمال المفرط للمبيدات الحشرية من طرف الجزائريين ، لما أثر سلبا على جودة المنتوجات وحالتها الاحتوائية التي تهدد صحة الإنسان لتأكيده بانتشار أورام سرطانية أكيدة بواسطة العديد من المنتوجات الجزائرية.
والخطير في الأمر هو ما أثارته هذه الظاهرة المشكلة التي وضعت مصير صحة المواطن الجزائري في وضعية شك كبير ومريب يجعله بعض المسؤولين الجزائريين موضع يقين يدفعهم للخوف من تأثير ذلك على صحة المواطن الجزائري الذي ليست لديه جهات معينة وأجهزة كافية لحمايته في مثل هذه المواقف ، بحيث يعتبر رئيس المنظمة الوطنية للمستهلكين مصطفى زبدي المنتوجات الفلاحية والغذائية التي تروجها السوق الداخلية الجزائرية وطنيا والتي تعتبر سائبة يستحيل ضبطها لعدم وجود مختبرات متخصصة في جميع أنحاء البلاد يمكنها إجراء تحليلات محددة بما في ذلك تلك التي تتعلق بمستويات المبيدات المتبقية في المنتجات، مذكرا بأن الأمر يتعلق بمشكلة صحية عامة خطيرة.
وهكذا فقد أصبحت صحة المواطن الجزائري معرضة لخطورة كبيرة قد يستعصي أمرها في حالة تفشي الظاهرة وعدم تدخل الجهات المسؤولة باعتماد الجدية والسرعة في التدخل لإنقاذ من يمكن إنقاذه، قبل استيقاظ الشقيقة الجزائر على كارثة صحية تتولد عنها تبعات كثيرة ومتنوعة لا يعلم فظاعتها إلا الله.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قامت قطر برفض كل الكمية التي تلقتها من الشقيقة الجزائر بخصوص منتوج الطماطم لنفس السبب الذي دفع بروسيا أيضا إلى رفض دخول كميات هائلة من البطاطس الجزائرية إلى أسواقها ، مما يجعل اقتصاد الجزائر المتعلق بصادراتها إلى الخارج ، يدخل في مأزق كبير بإمكانه التأثير على الميزان الاقتصادي للشقيقة الجزائر وينضاف إلى عدة مشاكل أخرى تتخبط شقيقتنا فيها ، ما سيؤثر بالسلب على مصداقيتها في السوق الدولية ويخلق أزمات اقتصادية للبلد ، ليست في هي حاجة إليها في الوقت الراهن .بحيث لازالت الجزائر تعاني الكثير من المشاكل المستعصية بسبب سوء تدبير الجهاز الحاكم لشؤون البلاد والذي يبدو أنه فقد البوصلة منذ دخول الرئيس بوتفليقة في حالة عجزه على ممارسته السلطات التي يخولها له القانون ، بسبب معاناته مع المرض الناتج عن تقدمه في السن ، وغيابه عن الساحة السياسية لسنوات طويلة ، مما ترك فراغا سياسيا فعليا تسبب في خلق مشاكل جديدة واتساع هوة أخرى كان بالإمكان السيطرة عليها في ظل الانضباط وحسن التسيير.
وهكذا فإن الفراغ السياسي الذي تعيشه الشقيقة الجزائر والتسيب الذي تعيشه جميع القطاعات ومن بينها القطاع التجاري غير المهيلك ، والصحي المهدد بوقوع الكوارث والفواجع ، كما تم التطرق إليه أعلاه ، بالإضافة إلى الوضع السياسي المتخبط في العشوائية واللامسؤولية …كل هذا سيزيد من تأزيم الوضع الاجتماعي الراهن ويشعل فتيل الغليان في صفوف الشعب الجزائري المنهوك والصامد في وجه النكبات التي توالت عليه لمدة ليست بالهينة ، والتي كان يراعي فيها لعدة أمور تستوقف نظره للتفكير فيها وفي تبعاتها التي قد تقلب الأمور رأسا على عقب إيجابا وسلبا ، مما جعلهم يحترزون دون التسرع والمغامرة كبقية الشعوب العربية التي علقت آمالها على تغيير أوضاعها إلى أحسن ، لتفاجأ بالعكس تماما بزيادة معاناتها ، حين تبنت ظاهرة ما سمي بالربيع العربي ، الذي أعاد حساباتها إلى دون الصفر ، وأثار عليها الآلام والمواجع .
وهكذا فإن الشعب الجزائري الشقيق الذي نكن له كل الحب والتقدير ، ونفتخر بتاريخنا وديننا وعروبتنا وعاداتنا وروابطنا المشتركة وآمالنا الموحدة ، يمكن أن الوضع الواهن الذي يتجرع معاناته وانتكاساته في صبر ، قد يدفع به إلى إيجاد حلول تساعده تجاوز مرحلة عنق الزجاجة ، والخروج منها سالما معافى وغانما لمرحلة تعيد إليه مجده وعزه ، وتجعله يحقق آماله في التأسيس لعهد جديد يضمن له الحرية والكرامة والتقدم والازدهار والرخاء …وللحديث بقية…

Leave A Reply

Your email address will not be published.