السعودية تبتلى بعمليات انتحارية خطيرة في عمق أماكنها المقدسة وعلى رأسها الكعبة المشرفة…ترى من وراء ذلك؟ وما موقفها منه؟
جريدة النشرة : عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث…يبدو أن المملكة العربية السعودية أصبحت محل العديد من المحاولات الإرهابية التي تجعلها محط أنظار دول العالم وخاصة الدول الإسلامية التي يهمها كثيرا أمن واستقرار البلد لما لها به من ارتباط روحي ووجداني بالمملكة لاحتضانها لمكانين مقدسين وهما الكعبة المشرفة التي يحج إليها عدد غفير من المسلمين من جميع بقاع العالم وللقيام بمناسك الحج الذي هو خامس ركن من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا ، بالإضافة إلى مناسك العمرة التي تستقطب خلالها في فترتين متباعدتين من السنة ، هذه الديار عددا هائلا من المؤمنين ،بالإضافة إلى المسجد النبوي الشريف الذي يتوق إلى زيارته المسلمون تيمنا بقدوتهم وخاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، مما يجعل هذه الأماكن المقدسة ذات مكانة عظيمة عند المسلمين ، لا يدخرون جهدا في زيارتها .
إلا ان بعض الأحداث الخطيرة التي ألمت بهذه الأماكن ذات القيمة الروحية الفريدة من نوعها ، كعملية الانتحار التي أقدم عليها أحد الأشخاص الأسيويين الذي رمى بنفسه في مباشرة بعد صلاة العشاء ومع امتلاء المكان بالمصلين ، بعد أن رمى بنفسه من آخر الطوابق بصحن الكعبة وسط جمع غفير من المؤممين الذين يقومون بمناسك العمرة ، تاركا وراءه بركة من الدماء ، وسط استنكار المصلين وهلعهم وخوفهم الذي خلقه فيهم هذا الحادث الذي لم يروا أو يسمعوا عن مثله في التالريخ.
كما تلاه حادث خطير آخر تمثل في إقدام رجل على محاولة تفجير نفسه بأحد المساجد ، لولا تدخل الناس والعناصر الأمنية فيا لوقت المناسب لإنقاذ الموقف .
كما أن هذين الحادثين تبعهما حادث أكثر خطورة تمثل في إقدام مواطن سعودي هذا اليوم على محاولة إحراق نفسه بمحاداة الكعبة المشرفة ، لولى تدخل بعض الطائفين الذين تنبهوا إلى قيام هذا الشخص بصب مادة سائلة قابلة للاشتعال على على ثيابه وجنبات الكعبة مباشرة ليتدخل أخيرا عناصر أمن الحرم لإيقافه واصطحابه إلى مخفر الشرطة للقيام بالمتعين.
وهكذا أصبحت المملكة العربية السعودية ، وخاصة الأماكن المقدسة بها ، عرضة للأعمال الإرهابية الخطيرة التي قد تخلق لدى زوارها من المسلمين ، شيئا من الخوف و فقدان الثقة في المنظومة الأمنية للمملكة ، مما سيدفع بهم إلى التراجع عن التفكير في زيارتها مستقبلا خوفا على حياتهم وصحتهم ناهيك عن الأموال الطائلة التي يقومون بصرفها أثناء قيامهم بمناسكهم الدينية.
وهكذا فإن المملكة العربية السعودية تجد نفسها في وضعية حرجة ، خاصة وأن مواسم الحج والعمرة هي مناسبة لذر المال على ميزانيتها بأموال فائقة وبشكل ملفت للنظر، ماهيك عن القيمة الدينية والروحية التي تمتاز بها بين الدول الإسلامية التي تكسبها أيضا قيمة سياسية كبيرة تجلب لها كل التقدير والاحترام من بلدان العالم .
لهذا يبقى التساؤل المطروح بقوة هو، ما مصدر هذه الأحداث الأخيرة التي يرى العديد من الخبراء والمتتبعين للشأن السياسي السعودي والعالمي في كونها ممنهجة…
ومن يا ترى له مصلحة في ذلك ويقف وراءها ؟ ولماذا؟
وكيف ستتمكن المملكة العربية السعودية من استيعاب هذا النوع من الغضب العارم الذي أصبح يترجم بلغة العنف القصوى؟ وهل هي على استعداد تام لذلك في غياب القبضة الحديدية لولي العهد محمد بن سلمان ؟ أم أن حديد قبضته سينصهر بقوة حرارة من يخالفونه الرأي؟
أسئلة سوف لن يتأخر الزمن في الإجابة عنها ، نظرا للسياسة الجديدة التي أصبح حكام المملكة العربية السعودية ينهجونها ، والتي جلبت لهم عدة عداوات من الداخل والخارج وعلى جميع الأصعدة…وللحديث بقية…