ما الفرق بين أن تسرق رغيفا أو مولودة و أن تسرق وطنا قائما و شعبا بأكمله؟!

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

وقعت في الأسبوع الجاري حادثة سرقة لمولولدة حديثة الولادة بإحدى المستشفيات العمومية لتتجند جميع الجهات الأمنية المسؤولة على قدم وساق في عمل يمكن أن نسبغ عليه صفة الجدية والحزم بكل المقاييسليتم في وقت وجيز اإلقاء القبض على الجانية التي ، حسب ما يروج ، أنها لازالت قاصرا.
لكن الغريب في الأمر هو ما يمكن أن يتبادر إلى الذهن ولو كان ذهن بليد أومتخلف عقليا هو ما الفرق بين أن يسرق شخص مولودة وتتجند له كل الهيئات الأمنية منها والمدنية وغيرها من آليات المراقبة والتتبع و و و وبين أن يسرق مسؤولون خيرات البلاد والعباد ”بالعلالي” ولا أحد يهتم لذلك بل قد يجازى اللصوص الكبار بما يشفي غليلهم ويروي تعطشهم لامتصاص دماء المواطنين دون ضجر ويتمادون في صنيعهم بكل افتخار واعتزاز بالنفس البعيدة كل البعد عن تلك النفس اللوامة بالسوء، ويكبر طمعهم وجشعهم بكبر الامتيازات الممنوحة لهم والفرص السانحة لهم والآفاق المفتوحة لهم و و و
فرغم الأيادي الفاسدة التي ضبطت متلبسة في عمق ”الشكوة”وهي تتأبط بالزبد وما أدراك بالزبد وما جاوره ، لم نسمع ولو أزيز نحلة ولم نر ولو إشارة مرور حمراء ولم نشم ولو رائحة مبيد للحشرت الضارة وكأنهم يريدون ترك الذباب “طرانكيل”
أليس هذا بالغريب ونحن في بلاد الديمقراطية التي ترعى الجميع تحت سقف الدستور والقانون الذي يعلو ولا يعلى عليه ،وحقوق الإنسان والحيوان التي شملت كل صفحات الاتفاقيات مع الهيئات الإقليمية والدولية ، والتي أصبحت البلاد تعتمدها للاسترزاق بها في المحافل الدولية ولا ”نقشع”منها حتى وزة . والعديد من الكلمات الفضفاضة والوعود الكاذبة التي تصدر عن هيئاتنا الموقرة ، السياسية منها والإقتصادية والتربوية ، بل حتى الحكومية .هذه الأخيرة التي اعتلت منصتها كمتفرجة تتابع الأحداث عن بعد لا تتعب نفسها في الخوض في أمر هجومات مرتدة عنيفة أو تسجيل أهداف غير مشروعة في مرمى المواطنين ، رغم احتجاج هؤلاء على تعسفات الخصوم وما أدراك ما الخصوم وما يتخذه المكلفون بتتبع مجريات المباراة عديمة التكافؤ بين الخصمين والتي تجري أطوارها على أرضية مائلة بدرجة تتراوح ما بين 90 و100 بالمئة في اتجاه شباك المواطن المغلوب على أمره بالإضافة إلى الرياح العاصفة التي تسير في اتجاه الميل لتصبح كل العناصر ، الطبيعية منها والمفتعلة ، تنهال على شباك الكائن الضعيف ليئن تحت ثقلها ويعاني من تكالبها عليه مكافحا ومدافعا بكل ما تبقى لديه من قوة وعزم وصبر ، ليس لاتقاء الخسارة الفادحة التي هي مصيره دون شك، وإنما ليتفادى الصدمات واللكمات التي قد يتلقاها من طرف خصمه الشرس الذي لا يرحم ، ويتم إخراجه على المحمل نحو المستعجلات أو قسم حفظ الأموات. فشتان بين هذه وتلك، من سرقة مولودة وسرقة شعب ومبادئه ووطن قائم ورموزه ومقدساته ، وأمانة وحقوق ومكتسبات اعتصر مركزها من محن السنين والحقب المظلمة .بل الأبعد من ذلك فما موقع ومصير من يسرق رغيفا ليسكت يه ألام بطنه أوجرعة ماء رغب منها إطفاء نيران العطش التي شبت في أعماقه….إنها حق لمفارقة عجيبة وغريبة لا يمكن فك لغزها إلا من طرف حكيم عليم … والفاهم يفهم….وللحديث بقية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.