أليس من حق شعوب العرب أن تتنفس ولو ببصيص من هواء الحرية والكرامة الذي تنعم به قطط وكلاب الغرب؟

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

بقية الحديث…أليس من حق شعوب الوطن العربي أن تستمتع بحياتها كأي شعب من شعوب الدنيا التي تعمل أنظمتها كل ما في وسعها لإسعادها بشتى الوسائل والطرق والإمكانيات لتجعلها تتنفس هواء الحرية والكرامة وتحس بنفسها كإنسان له قيمة كبيرة في البلاد ودور هام في المجتمع المتماسك بحقوق أفراده وواجباتهم ، ويحظى باحترام الجميع واهتمامهم وكأنه عضو من الجسم ، إذا أصابه سوء أو مكروه تداعت له جميع أعضاء الجسم بالسهر والحمى والآلام و…، ليجد نفسه محل الرعاية الفائقة ، بل حتى الكلاب والقطط والحمير لديهم أصبحت تنعم بالرعاية الخاصة التي لا يستطيع المواطن العربي ولو رؤية سرابها في اليقظة أو المنام.
فهل خلق المواطن العربي ليؤدي في هذه الحياة دور التعيس المقهور بامتياز؟
أليس مثله مثل أولئك الذين ضحكت لهم الدنيا في وجههم ، واستقبلتهم بالزغاريد والورود والحناء…وجعلتهم ينعمون في بحبوحة العيش الرغيد ؟
ألم يتساءل المسؤولون عن سبب مغامرة مواطنيهم بحياتهم وأبنائهم وذويهم وكل ما له مكانة عزيزة لديهم في سبيل هجرة الوطن الذي تجري دماؤه في عروقهم ويسكن الحب في قلوبهم يرسخ الواقع في عقولهم وأحاسيسهم بكل حسناته وسيئاته ، بحلوه ومره ، يرجحون إيجابياته على سلبياته ،مؤمنين كل الإيمان لعهود ليست بالقريبة بمقولة” قطران بلادي ولا عسل البلدان ”ولا يفرطون في ذكرياته ولا يحبون له إلا الخير والخير ، رغم ما يلاقونه فيه من المتاعب والآلام والويلات والظلم والإجحاف الذي كبدهم خسارة المتعة بالحياة بين أحضان الوطن الأم، تحت سمائه التي تغنوا بزرقتها رغم سوادها وقتامتها ، وبسطوع شمسها المحرقة التي تغزلوا بدفئها وحنانها، وبجمال طبيعتها التي لم يلامسوها قط إلا من وراء الستار أو على شرفة النوافذ الضيقة ،ليسترقوا عبر النظر الضعيف والعيون السقيمة المليئة بالرمص، والخيرات الكثيرة والمتنوعة التي تزخر بها البلاد والتي تابعوا حكاياتها عبر الأثير، الأماني المقبورة ، كما لو كانوا يتابعون حكايات ألف ليلة وليلة…
أليس من حق شعوب العرب أن تتنفس بصيصا من هواء الحرية والكرامة الذي تنعم به قطط وكلاب وحمير الغرب؟
إنه حقا لظلم كاسر ، إنه حقا لجور عظيم . إنه بين هذا وذاك ولا ثالث لهما إلا ما هو أكثر منهما بشاعة وجرما.
فلماذا الإقصاء الممنهج من كل شيء جميل ؟ أليسوا من بني جلدتكم ؟ هل أنتم الأصل وهم من حطهم السيل من عل؟
أليس بفضلهم أنتم تتقلدون المناصب وتعيشون في النعيم وحياة الرغد؟
فتوبوا إلى الصواب ولا يغرنكم طيب العيش ، فربما يدور الزمان الغدار…أو يملأ جوفكم التراب ويرثك الشامتون ويعقفون الدعاء لكم ويشمتون…
فمهما عشتم أقوياء متجبرين ورعاة مسلطين ، يأت يوم تقطفكم فيه المنون…وتصبحون في خبر كان وتبيدون كالأقوام البائدة مع الزمان…والعبرة لمن اعتبر…وللحديث بقية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.