جسد له خوار
جريدة النشرة : العربي الحميدي -المغرب-
في ما يسمى ببلاد العرب، مند ستينيات القرن الماضي كنا نتساءل هل الزلزال الذي أحدثه الضباط الأحرار في 22 يوليوز كان دعوة عنصرية لصد دعوة عنصرية صهيونية، وتدفع العربي إلى رفع التحدي مع النفس ، ثم مع كل الأشياء التي أدت وتؤدي إلى العجز أمام الجهل والقصور الحاد في معالجة البنية الإجتماعية، والانكباب على قضايا التنمية؟
لكن اتضح باليقين أن تركيبة المجتمعات العربية تركيبة ثور هائج، يعيش منفرد ومنعزل عن المحيط الذي كان يجب أن يتكامل معه. مجتمع التناقضات مند استقلال مصر في 22 من فبراير سنة 1922 إلى استقلال جيبوتي في 27 من يونيو 1977.
جسد له خوار منكب عن ذاته العاجزة عن التخلص من نرجسيته الزائفة. جسد لم يستقل ويتخلص من كل انواع الاستعمار الداخلي قبل الخارجي. جسد أعلن الكفر على نفسه وعلى الحرية والديمقراطية والتنمية من جميع مناحيها، الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ستة وتسعون سنة والحوار يردد اسم القومية وفي النهاية يبيع القضية ( القضية الفلسطينية)لتصبح تحت رحمة القومية اليهودية. والعراق وسوريا تحت الطائفية. وسوف يستمر استمرار الخوار في كافة الوظائف الحيوية في جسد يسمى بالأمة العربية. لا فرق بين القوى الرجعية والظلامية في نهضة القومية.