من الفساد الأصغر إلى الفساد الأكبر…عنوان مقالة شيقة تتناول بعض أوجه الفساد في البلاد…الفصل الأول
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
من الفساد الأصغر إلى الفساد الأكبر…عنوان مقالة شيقة تتناول بعض أوجه الفساد في البلاد وتغلغله في العديد من مكونات المجتمع المغربي والمؤسسات الحكومية والتشريعية إلى غير ذلك في غياب تام للمراقبة والتتبع والمتابعة وكل آليات الإصلاح رغم موقف دستور 2011 الصريح من كل أوجه الفساد وخطابات جلالة الملك المباشرة والمحذرة من كل تلاعب في المسؤوليات وتلويحه بقطع الطريق عن كل متهاون في العمل ومخل بالقانون…بقلم د. عبد اللطيف سيفيا
الفصل -1-
بقية الحديث…لازال المواطن البسيط المسكين يتعرض للتهزيء والإهانات ولم تنصفه الحكومة ولا أي جهاز مسؤول من بعيد أوقريب ، ولا حتى من جعلوهم ينوبون عنهم في تسيير الشأن العام الوطني أو الجهوي أو المحلي الذين اتخذوا لهم المناصب لتحقيق أحلامهم وأهدافهم الخاصة دون أي مراعاة لمن نصبوهم أو أنابوهم وجعلوهم سيفا على رقابهم، ليتكتموا عن الحقائق الضاربة في عمق مصلحة البلاد والعباد.
يا صاحب الجلالة ، هذا شعبك العزيز يستغيث بكم بعد الله الذي خلفكم عليه حاكما وأميرا للمؤمنين ورحيما بهم ورؤوفا كما عهدناك دائما وأبدا من دون غيرك ، ليس لهم من رجاء سوى أن يعيشوا في كرامة بني البشر ، كمواطنين يبايعونك في السراء والضراء ،بدون منازع أو وازع خاص مادي أو معنوي أو مصلحة يبتغونها غير التي ترتضيها لهم ، على عكس ما يفعله العديد من المفسدين الفاسدين الذي نزلوا قهرا على الناس ولا ينشدون من وراء ذلك إلا ما يحقق أهدافهم ومصالحهم الخاصة ، ضاربين بقوة سافرة في عمق مصلحة البلاد والعباد ، لا يهمهم مصير الوطن والمواطنين وقائدهم الذي يفني عمره في سبيل الرفع من وثيرة التقدم والازدهار وإسعاد شعبه وجعله ينعم بالكرامة والرفاه في ظل ملكية دستورية وديمقراطية عصرية سطرت بإتقان لتجعل المواطنين يسعدون بحياتهم والزاخرة بالإنجازات الواعدة المسخرة في مجال التنمية البشرية الذي تفضل جلالته بفتح ورشاتها على مصراعيها لجعل المواطن يلامس حقيقة ثمارها ويجني من ورائها كل الخير العميم ، دون ميز أو حيف بين الشرائح المكونة للمجتمع المغربي.
فقد أمل الشعب فيكم كل الأمل ورأى فيكم البطل المقدام الذي يستطيع أن يخلصه من آفات الزمن التي تكالبت عليه وحاصرته من كل جهة ، لا تترك له متنفسا ضئيلا للعيش ، كاتمة أنفاسه بالتمام ، جاعلة إياه كذاك المخلوق الهجين الذي يمشي على الخطى التي سطرتها له نحو النهاية المشؤومة…
فقد عانى شعبك يا مولاي منذ زمن طويل أبدأه من انطلاق الحماية الفرنسية للمغرب الذي جردته خلالها من كل الأسس التي تضمن سيادته على أرضه وخيراتها وشعبه الذي لم يرض بالذل والهوان ، ليقوموا ملكا وشعبا مدافعين عن كرامتهم وحرية الوطن بأبسط الوسائل المشفوعة بعزيمة الشعب والملك وإرادتهم التي لم تقف في وجهها أسلحة المحتل المتطورة آنذاك.
وهكذا تمكن المغاربة ملتفين حول عرش المملكة أن يحققوا انتصارا كبيرا على الفساد الأصغر الذي عاثت به فرنسا المحتلة في البلاد وحاولت من خلاله التفرقة بين مناطق المملكة وزرع الفتنة بين شعبها الواحد لتستأصل روح الوحدة وتنفث سم التفرقة بين المواطنين بالتمييز بينهم في الكثير من الأمور رغبة في جعلهم يخدمون مصالحها ويضربون مصالح الوحدة الترابية …وللحديث بقية.