الصحافة بين الواقع والسخافة والأفق المظلم ”الجزء الأول”
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث…كثيرا ما تطلع علينا مواد تحسب على الصحافة بشتى أنواعها لتتناول عدة مواضيع حولاء لما تتصف به من المتباعدات والمتناقضات والخلافات المتباينة …التي تباعد بين عناصرها تباعد الأرض والسماء والواقع والخيال والمشروع واللا مشروع وهلم جرا من المتناقضات المتباينة التي لا حصر لها ولا نهاية ، وعلى سبيل المثال لا الحصر الخصام والقطيعة التي يمكن أن نلحظها كضرورة شاذة بين عنوان المادة ومحتواها اللذين لا يمكن أن تجد لهما أي رابطة قرابة أو صلة وصل تجمع بينهما أو حتى قاسم مشترك يفي بمهمة التبليغ و الإخبار و التوعية والتثقيف ، اتباعا للمثل المغربي الشائع والقائل ”الراس في واد والجثة في واد آخر”أو ربما قد تجد الرأس من جنس والجثة من جنس آخر مخالفة تماما…إلى غير ذلك من الأسس التي يجب أن تنبني عليها مهمة الصحافة والإعلام ومنظومتها والأهداف المتوخاة منها والتي يمكن أن تفرض للسلطة الرابعة ككيان قوي معترف به عند العامة قبل المهتمين وذوي الاختصاص والمسؤولين والهيئات والمؤسسات الحكومية وغيرها ، حتى تتربع فعلا على عرش المسؤولية المنوطة بها ، وتقوم بدورها أحسن قيام ، دونما تقصير أو تماطل أو زيادة أو نقصان أو افتراء أو إطراء أو مجاملة أو تمييز أو عصبية ، أو شيء من هذا القبيل ، الذي قد ينحرف بها عن مسارها الذي يرجى أن تسير عليه والأهداف النبيلة المسطرة لها والمطامح والآمال المتوخاة منها ، بعيدا عن التحامل والإيديولوجات التي من شأنها أن تفسد دورها الحقيقي في نقل المعلومة والتوجيه والتثقيف والتوغية والرقي بآليات الاتصال والتواصل والانفتاح وقبول الرأي واحترامه مهما اختلف حتى لا تضيع الصحافة بين الواقع والسخافة والأفق المظلم …وللحديث بقية.