أحرقونا…فلم نعد إلا ذاك الرماد…
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
أحرقونا فالنار نارنا
والفحم والرماد
يا أمة نهضت بعلمنا
وتركت لنا الكساد
حين أحرقت ياحسنا
فقد أحرقت منا الأكباد
وذكّرنا حرقك بحرقنا
من الرباط إلى بغداد
حين تكالب الأعداء علينا
وسلمنا لهم إرث الأجداد
فرحلت العصمة من أيدينا
ليستبد بها المشركون الأنداد
أهزوءة العالم ومعرته جعلونا
فتسلطوا على البلاد والعباد
نشروا الحقد والدمار بيننا
واستباحوا الغدر والفساد
إن أحرق اليهود زمنا
فإن حرقنا قائم كي نباد
هذا حالنا نستباح عدوانا
للغرب اللقيط مهجن الجياد
احترقنا لننير لهم كونا
كانوا فيه نكرة كقوم عاد
وليناهم وفضلناهم على بعضنا
فخالفنا أمر الله الواحد الأحد
سلمناهم أمورنا وشعلة مجدنا
فصبوا عليها بنزيننا لتتوهج وتتوقد
وأحرقوا أوراقنا وأتلفوا هويتنا
ورموا بها بين حجارة الموقد
فأحرقونا وزيدوا من حرقنا
فلم نعد منذ وليناكم إلا ذاك الرماد
تلاعبنا رياحكم الهوجاء وتعصف بنا
و تحاصرنا من كل صوب أعاصيركم الشداد
فكما تشاءون حلما أو يقظة وتريدون تشكلينا
ما عليكم إلا الأمر واتركوا الطاعة علينا
فنحن لم نعد إلا ذاك الرماد
الذي تراكم أياما وسنينا وقرونا
بعون غدر الغادرين منا الذين هم كالجراد
فقد تشبثوا بالفروع اليابسة وتركونا
ألا يعلمون أننا الأصل والأسياد؟؟؟