المواطن والأضحية و…ضربة تحت الحزام وأخرى على الرأس…فرفقا ورحمة بالضعفاء يرحمكم من في السماء
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث…بعد قيامنا بزيارة تفقدية لبعض أسواق بيع الأغنام بالدار البيضاء والنواحي ، لاحظنا أن العرض يستوفي الطلب رغم التخوفات التي أعلن عنها بعض المواطنين سابقا ، إلا أن شبح غلاء أسعار الماشية لازال يلهب جيوب المواطنين ويتقل كاهلهم نظرا لبلوغها أحيانا 4000درهم وأكثر ، مما يجعل القدرة الشرائية لدى المواطن هزيلة أمام وضع ارتفاع أسعار الأضحية ، خاصة وأننا لا يفرقنا عن مناسبة عيد الأضحى إلا يومان أو أقل ، مما يضع المواطنين ذوي الدخل المحدود منهم والفقراء في وضعية حرجة مترقبين نزول أسعار الأضحيات الذي يبدو أنه في كف عفريت.
كما أن ظاهرة استعمال المرائب لترويج الأضاحي قد خالفت ما جاء في مذكرات منع هذه الأماكن واعتماد مساحات كبيرة ومعروفة ومنظمة ومراقبة اتيسير عملية شراء الأضحية بالنسبة للمواطنين والعديد من الاهداف التي سطرتها الجهات المسؤولة من وراء ذلك، قد أفرغ هذه المذكرات والأوامر من محتواها ، بحيث أصبح العرف الاجتماعي والاقتصادي والشعبي سيد الموقف ويفرض نفسه بقوة لم تستطع السلطات التحكم فيها لسبب أو لآخر لا يعلمه إلا الله.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض رؤوس الأغنام التي تم إعدادها لهذه المناسبة قد أصيبت بحالات مرضية والتي آلت أحيانا إلى حالات نفوق مباشرة بعد بيعها للزبائن ، مما يثير بعض الجدل المبني عن تخوف المواطنين من ذلك ، الامر الذي يستدعي التدخل السريع للسلطات المعنية لتدارك الأمر قبل فوات الأوان ويصبع الامر مستعصيا ليؤدي إلى كارثة صحية واسعة الانتشار.تزيد من تأزيم الوضع لدى المواطنين المغاربة.
وهكذا فعلى الدولة ان تدخل في وضع مخطط تنموي فلاحي صحي خلال المستقبل القريب والبعيد تأخذ فيه بعين الاعتبار كل ما من شأنه إفساد فرحة المواطنين بهذه المناسبة العظيمة ومحاولة اجتناب سلبياته ،وذلك بالانكباب على كل الحيثيات والمعيقات والمشاكل التي تضرب في عمق منظوماتنا الاقتصادية والصحية وتعبث بمبادئنا وقيمنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية، ومحاربة كل مل له علاقة بالخروقات التي تمليها المصلحة الخاصة والطمع والجشع ، والضرب على كل مخل بالآداب العامة والقوانين المسطرة التي تنظم الحياة العامة والمعاملات التجارية التي هي ركن من أركان التعامل والتفاعل بين أفراد المجتمع ، وذلك بفرض مراقبة صارمة فيما يخص الأثمنة وصحة وسلامة المنتوج باختلاف أنواعه ، بحيث نلاحظ بأن بعض المضاربين الاقتصاديين والوسطاء كالشناقة مثلا ينتهزون الفرصة للاغتناء على حساب كاهل المواطمين وقدرتهم الشرائية ، لترتفع أسعار جل المنتوجات إن لم نقل جميعها، ليصبح المواطين بين نيران الأسعار الملتهبة وظروف عيشه القاهرة.
فمثلا ولا حصرا ، بالإضافة إلى ارتفاع ثمن الأضحية ، نجد أن العديد من المنتوجات الأخرى كالخضر والتوابل وغيرها ترتفع أثمنتها ارتفاعا صاروخيا وبطريقة مذهلة تجعل المواطنين يدخلون في حالة من الشرود قد تبلغ إلى الإغماء أو…وذلك لشدة الضربات التي يتلقونها تحت الحزام فما فوق ليتلقوا الضربة القاضية التي لن يستيقظوا منها ولو بعد شم البصل.
فرفقا بالضعفاء ، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء…وللحديث بقية.