هل ستقوم الساعة على الحكومة المحكومة بسبب الأوضاع المزريةالتي تعيشها البلاد؟؟؟

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

بقية الحديث…العديد من المواطنين يطرحون هذا السؤال بنية مقصودة تعبر عن أملهم في التغيير الجذري لكل الشوائب التي تسببت في تأزيم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية والرياضية و…كل الميادين دون استثناء ، بحيث لا يمكنك فتح ملف إلا وتجد نفسك أمام العديد من المشاكل التي تعتريه وتعصف بمكوناته لدرجة أن ذلك أصبح لدى المواطنين والمسؤولين على السواء علامة شؤم عليهم وفزاعة هائلة تخيف كل من لديه ذرة حب لهذا الوطن مما يمكن أن يجلبه الوضع الحالي من مشاكل وسلبيات على هذا البلد العزيز الذي كان ضحية سياسات غير متزنة سار على نهجها المسؤولون السياسيون وغيرهم ليدفعوا بالبلاد إلى حافة الهاوية .
فلا يمكن السكوت أبدا عما يجري بالبلاد أمام أنظار حكومة خرساء عمياء مشلولة، لنتساءل إن كانت هذه الحكومة في كامل قواها العقلية والجسدية لتقف صامتة أمام ما يحدث في جميع القطاعات دون أن تحرك ساكنا ؟
فالوضع المزري مما يحدث من استقالات يشهدها قطاع الصحة الذي يعيش أوضاعا كارثية ، ووقفات ومسيرات بالجملة يعبر فيها رجال التربية والتعليم عن سخطهم وعدم رضاهم عما يعيشه هذا القطاع الحيوي والحساس والمصيري من نكسات وفوضى وارتجالية بالإضافة إلى المشاكل التي يتخبط فيها قطاع النقل على جبهات متعددة ليدفع ذلك بمستخدميه وأربابه إلى الخروج إلى الشارع في احتجاجات وإضراب وشل وسائل كل مل له علاقة بوسائل النقل ، الأمر الذي أثر سلبا على العديد من الأمور التي يمكن أن تضرب في صميم الاقتصاد المغربي كالزيادة في أسعار الخضر والفواكه والمواد الغذائية بصفة عامة إذا ما استمر الحال على ذلك.
كما أن هذه المشاكل ليست محصورة فيما سبق ذكره فقط وإنما في عدد كبير من الأمور الأساسية التي لا تحصى كأسعار المحروقات التي لازال غولها المارد يصول ويجول ، وأثمنتها المحررة في ارتفاع مستمر يخرج عن نطاق المعقول بل تتجاوز أحيانا أثمنة المحروقات في بلدان متقدمة وذات دخل فردي يفوق الدخل الفردي للمواطن المغربي أضعافا مضاعفة ، مثل ما هو في فرنسا وبعض الدول الاوروبية ، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها في ذلك .
كما أن الأوضاع التي تعيشها الشبكة الطرقية الوطنية والثانوية والمسالك وغيرها كالملاعب الرياضية ،ونسوق على سبيل المثال لا الحصر ، المركب الرياضي محمد الخامس والشوهة التي حدثت به هذا الأسبوع الذي تفاجأ خلاله الجمهور المغربي المتتبع لإحدى المباريات بعين المكان أنه استمتع بالإضافة إلى أجواء أطوار المقابلة بتواجده امام مناظر خلابة تدهش الناظرين تمثلت في شلالات متدفقة بمياه أمطار الخير التي هطلت أثناءها لتتحول المدرجات إلى مجار مائية اضطر خلالها الجمهور إلى التزام الوقوف طيلة لقاء المباراة الرياضية ، أضف إلى ذلك ملعب البشير بالمحمدية الذي كان فيما مضا يضرب بأرضيته المثل في الجودة على الصعيد الوطني والإفريقي ليصبح من الأطلال والآثار المليئة بالوحل ومدرجاته التي لا تليق حتى بزحيليكة وأولاد زيدوح .ناهيك عما تعيشه الطرقات والأحياء التي أصبحت محاطة بالبرك والسيول المائية الجارفة التي جعلتها معزولة عن محيطها وتهدد المواطنين وممتلكاتهم ، هؤلاء الذين أصبحوا يتساءلون إن كانت الحكومة قد عينت لخدمتهم وخدمة البلاد أم لخدمة طرف آخر مجهول الهوية؟
وهكذا نجد أن هذا الأمر يسري على جميع أنواع البنيات التحتية والمرافق المصالح التي أصبحت لا تشرف بلدنا والتي انفضح من خلالها تورط المسؤولين على اختلاف مناصبهم ومسؤولياتهم في العديد من أوجه الفساد والإهمال وعدم القيام بالواجب، ليخالفوا بذلك أمر الله وأمر وليهم الأول صاحب الجلالة الذي أشار في أكثر من مرة إلى ضرورة محاسبة المسؤولين المخلين بالواجب الوطني والمحلي إذا ما ثبت ضلوعهم في ذلك ، وأمر باتباع سياسة السير بسرعة تنموية واحدة حتى تبلغ البلاد درجة مشرفة من التقدم والازدهار، وليس كما نلاحظ جليا في جل القطاعات ، إن لم نقل كلها ، التي نجد كل مسؤول فيها يغني على ليلاه، ولا يتبع أوامر الملك التي ترمي إلى خدمة البلاد والعباد …
ولهذا فلا يمكن للأوضاع أن تستمر على هذا الحال الذي لم يعد يشرف البلاد وملكها والشعب الذي بدأ يفقد أعصابه وثقته في الحكومة المحكومة التي ستقوم عليها الساعة لا ريب…وللحديث بقية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.