من الفساد الأصغر إلى الفساد الأكبر “أيها السادة الوزراء ، والمسؤولون ، ماذا يحدث في البلاد ؟ وماذا يحدث لكم؟”
جريدة النشرة : د. عبد اللطبف سيفيا
بقية الحديث…أيها السادة الوزراء ، أيها السادة المسؤولون ، ماذا يحدث في البلاد ؟ وماذا يحدث لكم؟
ألا تفقهون لغة الشارع ؟ ألا تسمعون نبضه ؟ألا تحسون بمعاناته؟ ألا تحرك مشاعركم مطالبهم التي تشق سمع الأصم وتلمحها عين الأعمى من بعيد وتقيم المقعد مستقيما وتوقظ النائم من سباته وتحرك مشاعر الجبال…؟
أم أنكم تضعون أصابعكم في آذانكم وتضعون أخماسكم على أعينكم وتوثرون دفء أرائككم وتفضلون الاستمرار في سباتكم لتغطوا كما يحلو لكم وتتابعوا أحلامكم وترسموا من خلالها أهواءكم وأهواء ذويكم …؟
فلا تفرحوا بما أتاكم من أمانة لم تحافظوا عليها وتسببتم فيه من غليان الشارع قد تحزنوا على اتقاد فتيله لتتوهج نيرانه ويحدث لكم ما يحدث للفراش حين تستهويه شعلة الشموع فيقترب منها راقصا فتحرقه وتؤديه .
إن الشارع المغربي لواع بمسؤوليته في الحفاظ على الوطن ، مما يجعله يعبر عن امتعاضه من سياستكم المقيتة ليخرج في مسيرات سلمية محتشمة مراعيا لحرمة الوطن ومؤسساته ورموزه ، غير مبال بما يصدر عن أعداء البلاد الذين يتحينون مثل هذه الفرص لخلق الفتنة بين فئات المجتمع المغربي كي يحققوا مبتغاهم الخبيث ونيتهم السيئة المبيته منذ سنين.
قوموا واستقيموا وعبروا عن حبكم لهذا الوطن ، كل من مكان مسؤوليته وإمكانياته بالإسراع إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه دون تماطل أو تهاون ، وحاولوا لم شتات أبناء الوطن ، فإن الشعب المغربي شعب أصيل يمكن أن يسامح وينسى لمجرد أن تحفظ كرامته وتسمع كلمته ويجبر خاطره، لأنه يحب وطنه حبا فريدا ويصبر على الظلم في سبيله ويتكبد عناء التضحية من أجله ، ولا يرضى أن يمس هذا الوطن العزيز بمكروه مهما ضحى من أجل ذلك بالغالي والنفيس والروح والدم.
فهيهات ثم هيهات ، إني لأرى مسؤولين قد اقتربت ساعة نهاية مسؤولياتهم إن هم لم يلبوا نداء الوطن وقائده في الإصلاح وجمع الشمل .وإن غدا لناظره لقريب .
فكونوا في مستوى الأبناء البررة ، وأعدوا العدة لمواجهة أعداء الوطن ، والتزموا الجدية في تحمل المسؤولية وخدمة البلاد والعباد ، قبل أن يشتد الفتيل وتقوى نيرانه المتوهجة وتأتي على الأخضر واليابس.
فلسنا على استعداد لفقد وضياع كل ما توصلت إليه البلاد من تقدم ملموس وواضح في الحرية والديمقراطية والتنمية التي نباهي بها بلدان العالم الرائدة في ذلك ونطمح إلى الزيادة في رفع وثيرة الازدهار والتقدم والرخاء…وليس ذلك عنا ببعيد إن تصافينا وجعلنا يدا في يد كي نصحح اليوم ونربح الغد…وللحديث بقية.