من الفساد الأصغر إلى الفساد الأكبر “قد تبين الرشد من الغي… ولا خير فيمن تقاعس عن خدمة البلاد والعباد”
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث…يعد رفض رئيس الحكومة إعطاء تصريحات للصحافيين خرقا لمبادئ أخلاقيات المنصب والمهام المنوطة به والمسؤولية الملقاة على عاتقه وشعار اللقاء ،الذي هو عبارة عن لقاء تواصلي، ليختمه السيد رئيس الحكومة المبجل بالتزام الصمت وعرقلة مهام الصحافيين الذين ينتظرهم الرأي العام المحلي والوطني و…على أحر من الجمر وفي شوق لمعرفة مستجدات ما يحدث في البلاد من أحداث تبدو غريبة وغير صحية ولا تدعو للارتياح .الأمر الذي يثير الشكوك في تصرف رئيس الحكومة هذا ويضعه موضع اتهام فيما يخص أسباب الوضع المزري القائم في البلاد والذي يتساءل المواطنون بقوة حول جدوى تواجد الحكومة إن لم تقم بدورها المنوط بها في البحث عن حلول مناسبة للأزمة الخانقة التي تضرب بأطنابها في جميع مقومات البلاد والحياة اليومية للمواطنين الذين لم يجدوا بدا من التعبير عن عدم رضاهم عن الأوضاع الخانقة والمشبوهة التي تمر بها البلاد والتي تشمل جل الميادين إن لم نقل جميعها،ليخرجوا عن بكرة أبيهم في شكل وقفات ومسيرات احتجاجية سلمية شملت أكثر جهات المملكة مستنكرين من خلالها ما آلت إليه الأوضاع بالبلاد أمام السكوت المطبق للمسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة الذي اتضحت مواقفه السلبية في العديد من المواقف ،وخاصة هذه المرة التي امتنع فيها عن التواصل مع السلطة الرابعة ،وبمعنى آخر مع الشعب الذي نصبه في ذلك المنصب ليكون في خدمة البلاد والعباد،لا أن يضع جدارا مانعا بينه وبين المواطنين وكل ما يمت بصلة للاتصال والتواصل معهم.إلا إن كانت هناك أمور لا نعلمها وتمنع السيد الرئيس من الإفضاء بتصريحات قد تشفي غليل المواطنين وتطفئ الجمر الذي يتقلبون بفعل سعيره المتوهج منذ سنين.أو ربما أن السيد رئيس الحكومة خالي الوفاض ،وكما يقول المثل”فاقد الشيء لا يعطيه”لهذا يطرح السؤال التالي بشدة قصوى وهو:ما جدوى تواجده بهذا المنصب هو وأتباعه الذين تصرف من خزينة الدولة الأموال “المطلطلة”عفوا الطائلة،لمجرد الاحتفاظ بهذه الرباعة ،عفوا المجموعة،من المسؤولين ومن دونهم ،في واجهة زجاجية يكتفى بعرضها في المناسبات المختلفة فقط؟…
لقد اتضحت الأمور جليا وأصبحنا نعلم أن سفينة الوطن تقودها حكومة فاشلة لا تستطيع حتى مواجهة أبسط الأمور ولا حتى كاميرات الصحافة الوطنية .فكيف يمكن لها مواجهة الأمور الدولية المستعصية التي قد تواجهنا في قضايانا المصيرية كالمتعلقة بالوحدة الترابية وقضية الصحراء المغربية ،مثلا لا حصرا ، التي صرف عليها المغرب “دم جوفه” ودافع عنها بالغالي والنفيس وأرواح أبنائه البررة المخلصين؟…
لهذا فقد تبين الرشد من الغي ، واتضح من خلال هذه المواقف الباهتة للحكومة أن استمرارية تواجدها هو ضرب من الضياع والفراغ السياسي في البلاد الذي لم يعد يعتمد في سلامتها وأمنها وترابطها إلا ذاك الخيط الرفيع المتمثل في ملك البلاد بفضل التفاف قلوب المواطنين حوله والإجماع حول مصداقيته وثقة الشعب فيه وعقد الأمل عليه في التدخل الصارم لإنقاذ اللحمة المتبقية بين سائر مكونات المؤسسات المسيرة للبلاد وشرائح المجتمع على اختلافها وتنوعها….
لهذا وبعد أن اتضحت الرؤيا وعرفت مكامن الضعف والخلل ،فلا خير فيمن تقاعس عن خدمة البلاد والعباد ،وجاءت لحظة الحقيقة بجعل الشخص المناسب في المكان المناسب،حتى نمضي قدما نحو ما يطمح إليه كل مواطن وما نرتضيه لهذا الوطن العزيز من عز وتقدم وازدهار ورفاهية في ظل قائد البلاد وجامع شملها الملك محمد السادس نصره الله وأيده…وللحديث بقية.