من الفساد الأصغر إلى الفساد الأكبر : عناصر أمنية تفرشخ الرمانة وتفضح الخروقات المستورة التي تنخر الجسم الأمني …فما موقف الإدارة العامة للأمن الوطني من ذلك؟؟؟

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

من الفساد الأصغر إلى الفساد الأكبر : عناصر أمنية تفرشخ الرمانة وتفضح الخروقات المستورة التي تنخر الجسم الأمني …فما موقف الإدارة العامة للأمن الوطني من ذلك؟؟؟

بقية الحديث…لا يمكن التزام الصمت إزاء ما يحدث من فساد في الجهاز الأمني المغربي ،والذي أثير في هذة الآونة الأخيرة فجأة وبحدة ، على لسان عدد من العناصر الموظفة داخل الجهاز الأمني الذي كنا ننبهر بصورته الخارجية وواجهته الملمعة ،ليتضح بعد ذلك أنه يسير على خطى ومعنى المثال المغربيالقائل’´آ لمزوق من برا آش خبارك من الداخل؟بحيث خرجت أصوات هؤلاء المتدمرين من وضعياتهم المتشابهة والمتطابقة التي عبروا من خلالها عما تكتنفه ذهاليز منظومتهم المعنوية التي ينخرها فساد أشخاص ماديين جعلتهم الأقدار يتمكنون من رقاب موظفين غيورين على المصلحة العامة بما فيها كل من مصلحة البلاد والعباد، إلا أنهم وبقدرة قادر يستولون على المناصب ويستعبدون الناس ، حسما جاء في شكايات العديد من المتظلمين من عناصر الأمن الوطني المتضررين من تعسفات هؤلاء وسلطاتهم المتجاوزة للحدود،ليصل السيل الزبى وينفجر بعض من كانت لديه الشجاعة على فضح المستور والنبش في الجرح المقيح منذ سنين طويلة،عانى خلالخا الموظفون الأمنيون من شتى أنواع العذاب والظلم والحيف الذ كان يلحق بهم وبالمواطنين الأبرياء من تزوير يطال المساطر والأحداث،خدمة من وراء ذلك للمصلحة الخاصة بهؤلاء المفسدين وبذويهم ومن كانت لهم صلة بهم مشكوك في أمرها ،ليتضح الأمر ويظهروا جليا ما كانت تواريه من فساد تراكم عبرت زمن طويل، في ظل القمع الذي أجبر موظفي هذه المنظومة على التزام الصمت المطبق المفروض عليهم بقوة لم نكن نتخيل معها فظاعة ما كان يجري في سراديبها ، إلا بعد أن تم تعيين صاحب الجلالة والمهابة لأحد خدام الوطنة البررة وهو السيد عبد اللطيف الحموشي ، الذي جاء بمنظور جديد لهذه المؤسسة وحاول أن يضفي عليها نوعا من الفاعلية ليضرب بها المثل في باقي بقاع الأرض ،بما فيها الدول الغربية التي صفقت كثيرا على الإنجازات الكبيرة التي كانت بمثابة قفزة نوعية أقدمت عليها المؤسسة الأمنية المغربية منذ توليه منصب المسؤولية الأولى بها. ما شجع موظفيها على الجرأة بعد الاستبشار خيرا بجديته ورغبته الأكيدة في خدمة كل المنخرطين في منظومة الأمن الوطني والساهرين على أمن وممتلكات الوطن والمواطنين ، وآماله الكبيرة في توفير الظروف اللئة والمناسبة لهذه الشريحة من المجتمع التي تضحي بوقتها وصحتها وحقوقها العائلية والاجتماعية في سبيل خدمة البلاد والعباد ،حتى تستطيع القيام بواجبها على ما يرام .
وقد أبان السيد الحموشي غير ما مرة عن رغبته في تطوير هذه المنظومة الأمنية وجعلها تساير العصر وتساير متطلبات البلاد التي تسير في خطى حثيثة نحو التقدم والازدهار المضطردين ، والرفع بمستوى العاملين بالجسد الأمني ماديا ومعنويا حتى يتمكنوا من إيجاد الظروف الجيدة والملائمة للقيام بواجبهم أحسن قيام مع ضمان شروط الحفاظ على عزتهم وكرامتهم وحب هم للمهنة وإحساسهم بالمسؤولية .
ولا ننكر دور هذه الشريحة الهامة من المجتمع حين نعدد مزايا منظومتهم العتيدة وما يقوم به عناصرها النزهاء والشرفاء ، وهم كثر ، من أعمال جليلة لا تعد ولا تحصى ،يقومون من خلالها بخدمة المواطنين وتقديم يد العون لهم في صور كثيرة ومتنوعة لا يسعنا معها إلا الاعتراف بجميلهم وتوفيرهم لنعمتي الأمن والأمان لكل المواطنين الذين كانوا سيفتقدونه من دونهم وتدخل البلاد في حالة فوضى لا يعاني منها إلا الضعيف .
ولهذا فلا بد ، كما أسلفنا الذكر في مقالات سابقة متعددة تنشرها في العديدمن المنابر الإعلامية ذات المصاقية ،من رد الاعتبار للأسرة الأمنية وخاصة الشرفاء والنزهاء منهم ، وإنصافهم ورفع الظلم والحيف عنهم وإنصافهم وتوفير الإمكانيات والظروف المواتية لقيامهم بعملهم كما ينبغي ، وجعلهم يحسون بقيمتهم في المجتمع وقيمة عملهم الجليل ، والضرب على أيدي كل جبار أثيم ، يستغل سلطته للتلاعب بمصيرهم ومصير المواطنين ، بيد من حديد حتى يكون عبرة لمن يعتبر .
فلا يمكن ، مع هذا الوابل من الشكايات التي تقدم بها العديد من رجال الأمن في هذه الفترة الأخيرة، أن نصب جام غضبنا على كل المسؤولين الأمنيين ، لأن منهم الشرفاء والنزهاء والطيبون الذين يستحقون كل الاحترام والتقدير ، ولكن كما يقول المثل المغربي الشعبي”الناس طوب وحجر” وأيضا المثل القائل”حوتة كتخنز شواري”،لهذا لابد من اتخاذ تدابير جادة وصارمة لمحاربة هذه الآفة التي تنخر المجتمع المغربي والعربي عامة والمنظومة الأمنية على الخصوص ، حتى يتم القضاء على رؤوسها الفاسدة اليانعة ،وإعادة السلم الأمني الذي بفضله يمكن استتباب السلم والأمن الاجتماعيين في هذه المملكة السعيدة .
وما يمكن استنتاجه من الحالات الغاضبة والمستنكرة للوضع المزري الذي تترنح فيه المنظومة الأمنية للأسف ،هو أن هذه النخبة من الأمنيين الصادقين والذين تملكتهم الجرأة على فضح الفساد المفسدين والفساد المتفشي في هذه المؤسسة التي لا يمكن أن نجزم بأن هذا الفساد منبثق عنها أكثر مما هو منبثق عن بعض العناصر السيئة والفاسدة التي تستغل مناصب مسؤوليتها التي لا تستحقها البتة والتي يجب استئصالها من الجذور حتى يتأتى القضاء على الفساد تماما داخل هذه المنظومة الحساسة ذات الدور الجبار في استتباب الأمن بكل أنواعه سواء الاجتماعي أو الاقتصادي أو التربوي أو الصحي …إلى غير ذلك من مناحي وضروب الأنشطة التي يمارسها المواطن في حياته اليومية وكذلك المؤسسات بكل أصنافها وأنواعها المختلفة التي تقدم خدمات لا تعد ولا تحصى للبلاد والعباد،ناهيك عما يقوم به الوطن وقائده من مجهودات جبارة لضمان العيش الكريم للمواطنين بكل ما يتأتى من إمكانيات وطرق وأساليب وطاقات مختلفة ومتنوعة والرفع من مستوى العيش وضمان الاستقرار وتحقيق المبتغى ، كل هذا يصب في المصلحة العامة ،عكس ما نراه لدى بعض العناصر الفاسدة التي في سبيل إشفاء حاجتها الخاصة وتحقيق مآربها الخسيسة ،تعمل على تقويض كل ما يسطر له المسؤولون وعلى رأسهم ملك البلاد من مشاريع ومنجزات تخدم الصالح العام ،ليستغلوا مناصبهم والسلط الممنوحة إليهم في قضاء مصالحهم ومصالح أقربائهم وكل من يدخل في دائرة معارفهم ومصالحهم الخاصة ،غير مبالين بالعواقب التي قد تنتج عن مثل هذه التصرفات المشينة والضاربة في عمق مؤسسة الدولة التي قد تتأثر كثيرا بذلك ويسقطها فيما لا تحمد عقباها، وخاصة في الأوقات الراهنة والوضعية الحساسة التي تتواجد عليها البلاد من جلبة قوية في جميع المناحي دون استثناء ،وفي الوقت الذي يجب أن يتحلى فيه عناصر الأمن وخاصة المسؤولون منهم ،قبل أي كان ،بشيء من الرصانة والتعقل والجدية وفي القيام بواجبهم الوطني ويكونوا قدوة حسنة للآخرين حتى لا يتركوا أي فرصة للمتربصين بالبلاد وذوي النيات السيئة من تكريس نواياهم الخبيثة واللئيمة على واقع وطننا العزيز الذي نرفض رفضا تاما من كل من يقبل أو يساهم في تقويضه وضرب أمنه واستقراره وعدم احترام سيادته ورموزه أو التنكيل بمقدساته والتنقيص منها.
لهذا فأملنا كبير في أن يسارع المسؤولون الأمنيون ، وعلى رأسهم السيد عبد اللطيف الحموشي ، إلى وضع حد لهذا التسيب الخطير الذي ينهجه بعض العناصر الفاسدة بهذا الجهاز حتى لا تبهت صورته ويفقد مصداقيته لدى العامة والخاصة الذين يرون فيه ضمانا للأمن والأمان والتعايش بين جميع شرائح المجتمع في هذا الوطن العزيز… وللحديث بقية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.