هل وصلت الوقاحة بالسلطات الفرنسية لتنتقم من مواطنيها المسالمين والبعيدين عن أي وجوه الاستنكار والتظاهر ؟
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث…هذا ما حدث بأنفاق المترو على نقطة محطة شارل دوغول التي أصبحت بمثابة كمين ينصب للمواطنين الفرنسيين على السواء دون التفريق بين المتظاهرين منهم والمسالمين وغير المتظاهرين ، بحيث تفاجأ العديد من هؤلاء حين وجدوا أنفسهم محاصرين بقباء مترو الأنفاق الموصدة عليهم من كل جهة ليجدوا أنفسهم يتأثرون من قوة الغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها الجهات الأمنية والتي تسببت في خنقهم واحمرار عيونهم وإسالة الدموع منها وصعوبة الرؤية واضطرابات في جهاز التنفس وحالات مماثلة أدت إلى تذمرهم وإحساسهم بالظلم والاحتقار من طرف بلدهم الذي يدعي الديمقراطية والمناداة بحقوق الانسان والحيوان…
فأين هذه المبادئ المثالية التي تتبجح بها فرنسا أرض الثورة الثقافية التي كثيرا ما وضعتها على واجهتها السياسية والثقافية والدبلوماسية كشمعة تنير المحيط لدولي وتجلب الفراشات الجميلة والمستكينة لتلتهمها شعلتها التي تبين خلال الآونة الأخيرة أنها نار جهنم وليس مجرد نور يستنير بضوئه من يتبعها ويقتدي بها من شعوب العالم …فكيف لفرنسا أن تكون قدوة للعالم وهي لا تستطيع حتى توفير الأمن والأمان لشعبها ومواطنيها ، ولم تعد تفرق بين هذا وذاك لتصب جام غضبها وحقدها عليهم جميعا ولا أحد يستطيع أن يسلم مما تقدم عليه من استبداد بأبنائها الذين ضحوا من أجل استقرارها ورفاهيتها ، ليجازوا بما يأتي عليه بلدهم من تنكر لهم ولانتمائهم لتعاملهم كما لو كانوا غرباء عن الوطن أو أعداء له يتربصون له بالشر .
إنها لأعجوبة الزمن أن نجد بلدا له باع في التقدم والديمقراطية ويلجأ في آخر المطاف إلى تقديم صورة غير مشرفة لما تنادي به وتؤمن به من أفكار ومبادئ تصنيفها من بين الدول الرائدة في مجالات الصناعة والثقافة والتربية والدبلوماسية لتصير قدوة يعتد بها ومثالا يقتدى به…
وسنوافيكم بعد قليل بشريط فيديو يوثق لهذا الأمر الرهيب والخطير الذي ربما سيدفع بالمواطنين الفرنسيي إلى فقدان الثقة في مسؤولي بلدهم ليعيدوا قراءة أوراقهم وتريبها حسبما يمليه عليهم ضميرهم ومصلحتهم ومصلحة البلاد عامة…وللحديث بقية.
يمكنكم التوصل لشريد الفيديو المخصص لذلك عبر الرابط التالي : https://youtu.be/WECnZe8BGnU