التحقيق مع الفنان ”بزيز” إثر شكاية ضده تقدم بها وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت
من جديد، عاد ملف الفنان الساخر احمد السنوسي (بزيز) إلى الواجهة، بعدما استمعت إليه مصالح الشرطة في الدارالبيضاء، في 6 دجنبر 2018، إثر شكاية ضده تقدم بها وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، بشأن تدوينة سبق أن كتبها في حسابه على فيسبوك، بتاريخ 18 يوليوز 2017، ينتقد فيها الاعتقالات في الحسيمة خلال حراك الريف.
السنوسي توجه إلى مفوضية الشرطة رفقة محاميه عبد السلام باهي، وكان حينها لا يعلم سبب استدعائه، لكن تبين له أن النيابة العامة تلقت شكاية من وزير الداخلية تطلب فتح بحث معه بشأن تدوينته، فأحالتها على الشرطة.
التدوينة التي يتابع بسببها السنوسي عبر فيها عن تضامنه مع فنانين تم اعتقالهم في الحسيمة مثل الفنانة سيليا، منتقدا ما اعتبره حملة للقمع يتعرض لها المحتجون، لكن عبارات وردت في تدوينته أثارت حفيظة السلطات.
وتركزت التحقيقات وأسئلة الشرطة حسب السنوسي، على عبارات فيها من قبيل “ماذا تقصد بيد البطش التي امتدت إلى الفنان؟”، فكان رده “هذا تعبير مجازي؟” وقال ساخرا لـ”أخبار اليوم”، “أنا لا أستطيع أن آتَيهم بيد البطش.. إنه تعبير مجازي”. وسئل عن قصده بعبارة “التعذيب”، خلال وصفه ما تعرض له هؤلاء المعتقلون، فرد بأنه يقصد بأن مجرد اعتقال شخص لأنه احتج فذلك تعذيب نفسي. كما سئل عما يقصده بـ”السلطة الغاشمة”، وما يعنيه بعبارة “أصابع القامع المانع”، الواردة في تدوينته. كما سئل “هل أعطيت الإذن لعلي المرابط لنشر تدوينتك في صفحته؟”.
المرابط صحافي سبق أن أدين بالمنع من الكتابة لعشر سنوات وهو مقيم خارج المغرب. ورد السنوسي أن الناس يتشاركون التدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي دون الحاجة لإذن. وفِي نهاية التحقيق وقع السنوسي على محضر وغادر، بعدما تم إخباره بأن الملف سيتم إرساله إلى النيابة العامة لتقرر في شأنه.
السنوسي اعتبر أن هذا الملف ليس سوى محطة جديدة من محطات التضييق عليه، قائلا لـ”أخبار اليوم”، إنه “منذ 25 سنة وأنا أتعرض للتضييق من السلطات”، مشيرا إلى منعه من الظهور في الإعلام العمومي ومنعه من لقاء الجمهور في القاعات العمومية والتضييق على لقاءاته المسرحية الساخرة في الخارج.
وشدد السنوسي على أن التضييق عليه لن يثنيه عن مواصلة التعبير عن مواقفه الداعمة لحقوق الإنسان، وأضاف “أنهم بعد التضييق علي في الإعلام العمومي، يريدون التضييق علي في مواقع التواصل الاجتماعي”.
وفِي انتظار تفاعلات هذا الملف، عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في بيان لها عن إدانتها “للتضييق والحصار المستمرين” اللذين يتعرض لهما السنوسي، “من طرف مختلف أجهزة الدولة المغربية”، وطالبت برفع “كافة أشكال المنع والحصار التي تحول دون تواصل الفنان الساخر مع جمهوره والتضييق عليه في مصادر كسب قوته”.
وأعلنت الجمعية أنها توصلت برسالة من السنوسي حول استدعائه من الشرطة في 6 دجنبر للتحقيق معه حول المقصود من “بعض المفردات المجازية في تدوينته”، التي تضامن فيها مع معتقلي الريف. ومن جهة أخرى كشف السنوسي لـ”أخبار اليوم” أن لجنة دعمه ستجتمع قريبا لمساندته.