من المسؤول عن الحالات الهستيرية المتكررة التي أصيبت بها تلميذات عدد من المؤسسات التعليمية بالمغرب؟
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث…يبدو أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي منشغلة بعدد من الأمور التي تبدو لسيادتها بأنها في غاية الأهمية أكثر مما تعيره لأبناء المواطنين المغاربة ، خاصة بعدما حدث في مرات عديدة ببعض المؤسسات التعليمية بالمملكة العمومية منها والخصوصية ، لما دخل العديد من التلميذات ،يوم أمس الاثنين 11 فبراير 2019 ، في حالات هستيرية تجهل أسبابها إلى حد الآن ، بحيث كن يسقطن أرضا وينطلقن في الصراخ والبكاء بأعلى صوت والتمرغ بكل قوة غير آبهات بأي كان ممن كان يحاول التدخل لتهدئتهن والأخذ بيدهن حتى يعدن إلى حالتهن الطبيعية .
وللتذكير فقط ، فقد سبق وأن صادفنا مثل هذه الحالة المزرية في عدد من المؤسسات التعليمية مما يجعل منها حالة متكررة ، أو مستنسخة إذا صح التعبير، مما وقع سابقا بخلال سنة 2017 حين دخل حوالي 54 تلميذة بالثانوية الإعدادية عقبة بن نافع الواقعة بجماعة سيدي عيسى التابعة لإقليم الفقيه بن صالح ، في حالة هستيرية مثيرة للقلق ، لتعود الواقعة مرة أخرى وتضرب بين صفوف التلميذات بعد حوالي أسبوع فقط بتأهيلية ابن تومرت بجماعة الكفاف ، مما يجعل الحادث مميزا ومثيرا للانتباه ، بسبب خلقه للرهبة في صفوف الآباء والأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات خوف على حياة أبنائهم وبناتهم وصحتهم العقلية والبدنية التي تبدو في محك مع حيثيات الخطورة التي تفرضها الظروف الراهنة التي اختلط فيها الحابل بالنابل ، وجعلت الأخماس تضرب في الأسداس ، مما يؤدي إلى حيرة المواطنين من أمرهم بسبب ما يتم خلقه من فتنة وانعدام الثقة بين أفراد المجتمع الذي تسعى بعض الجهات إلى فكه وبث التفرقة بين مكوناته في غياب أي تدخل حازم وجاد من طرف السلطات المعنية وعلى رأسها الوزارة الوصية على المجال وهي وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني .
كما أن الأمر لا يقتصر فقط على تقصير وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ، التي لم نر منها إلا المتاعب وهزالة مردوديتها وعدد المشاكل التي تتخبط فيها وملايير الدراهم التي تصرف على برامجها ومناهجها التي اتخذت من أبناء الشعب المغربي ومؤسساتها التعليمية حقول تجارب متتالية الخيبات والسلبيات التي لازلنا نحصد ويلاتها التي جعلت التعليم بالمملكة يتقهقر إلى الخلف ويتربع على عرش الرتب المتأخرة عالميا ، وإنما الأمر يهم كذلك المنظومة الأمنية التي يبدو أن قلة مواردها البشرية وإمكانياتيها اللوجيستية لا تسمح لها بالاضطلاع باستتباب الأمن بكل المرافق العمومية منها والخصوصية ، بحيث تم في عدة مرات ومناسبات إثارة العديد من المشاكل المماثلة لما تم التطرق إليه فيما سبق ذكره في هذه المادة وغيرها ، من تفشي ظاهرة تزويد تلاميذ المؤسسات التعليمية بمواد مخدرة ومهلوسة ، ولم لا مهيجة أيضا؟،ابتغاء الدفع بفلذات الأكباد إلى الاعتياد على المخدرات بجميع أصنافها وألوانها ومكوناتها ، والإدمان عليها بهدف إفسادهم وجعلهم غير قادرين على تحمل مسؤولياتهم الخاصة والعامة بطريقة مقصودة وممنهجة.
كما أن هاتين المنظومتين ليستا معنيتين لوحدهما بما حدث ويحدث بمؤسساتنا التربوية العمومية والخصوصية من تصرفات وأحداث مشينة يندى لها الجبين وتحز في قلب كل مواطن مغربي غيور على بلاده ، بل جميع مؤسسات الدولة المغربية وعلى رأسها رئيس الحكومة ومن معه بالإضافة إلى قبتي البرلمان وما يملؤهما من مخلوقات بشرية ترصد لها أموال طائلة من صندوق الدولة لتقوم بواجبها المتمثل في خدمة البلاد والعباد ، لا النوم على الأرائك الوثيرة وغض الطرف عما يحدث أمام أمهات أعينها من فساد مستشر ومعاناة المواطنين تحت ضغوطات الفوضى واللامسؤولية…إلخ
كما أن وزارة الداخلية أم الوزارات وصاحبة السيادة المعهود إليها ، حسب الدستور والقانون والواجب ، بضبط الأمور وتتبعها بعين ذكية وحادة ، حتى لا تترك الفرصة والمجال للمتلاعبين بمصير البلاد والعباد حتى لا يستفحل أمرهم وتزداد قوتهم وأطماعهم ويعيثوا في البلاد فسادا .
فعلى كل جهة مسؤولة أو وصية أن تلتزم بمهامها وتتحمل مسؤوليتها في خدمة البلاد والعباد والحفاظ عليهما، وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها المغرب الذي كثر حساده وتكالبت عليه الشياطين الماردة الرجيمة من كل جهة ، حتى لا يصبح لقمة مستساغة بين فكي هؤلاء الحمقى الأشرار الذين يتحينون الفرص للإيقاع ببلدنا العزيز في هوة الضياع ،لا معاد الله ، بحيث أصبحت بلادنا في الآونة الأخيرة مسرحا للعديد من المشاكل التي تبدو أنها مصطنعة ومختلقة ، والتي يجب علينا جميعا ، مؤسسات حكومية وبرلمانية ومخزنية واقتصادية ومجتمع مدني… أن نتجند وراء قائد البلاد في صف واحد بنظام وانتظام ، وبإرادة قوية ، وعزيمة صادقة ، لمواجهة كل ما من شأنه أن يضر بوحدتنا الترابية ومقدساتنا الدينية والوطنية ، أو يحاول المس بها حتى قيد أنملة…وللحديث بقية.