صرخة
جريدة النشرة :
أثناء تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي استرعت نظرنا تدوينة للأستاذ العربي رياض بسبب ما تحمله من مضمامين و معان كثيرة وعميقة فضلنا أن نشارككم في التمعن فيها والاطلاع عليها والتي جاءت كالتالي تحت عنوان”صرخة”
لم أعد أطيق ظروف الاشتغال الصحفي ….وأتمنى من كل شاب حاز على ديبلومات عالية أن يشتغل بعيدا عن هذا الميدان ماعدا في حالة واحدة أن يكون والده مهما في حزب ما أو مقربا جدا جدا جدا من مصادر القرار النميمي والاقتصادي ..أما ما تدرسونه أيها الشباب فيما يسمى معاهد فماهو إلا تعاويد المعطي للمعطي بدليل أنكم لا تتدكرون أي شيء من الدروس المقدمة فيها سوى كيفية جلب الإشهار وهو مرتبط أساسا ب مول الشكارة وليس بالعلم أو الدفاع عن أي مبدأ ..أيها الشباب لا تضعوا حياتكم رهنا للنفاق الذي نعاني منه نحن اليوم ..فالصحافة يمكن أن تمارسها باستقلالك وإن كنت في مهنة أخرى فقط كن صادقا وجريئا وبطبيعة الحال موضوعيا ومتمكنا من أدوات الكتابة وعالج الأمور التي يعيشها مجتمعك ….ندمت أشدالندم أني دخلت هذا المجال الذي أحببته في سياق معين وفي ظروف أخرى لأجدني اليوم أتحمل التعامل مع بعض من كنت ومازلت أعتبرهم مجرد كاريكاتورات في قصة عابرة قد تليق لأنسة الأبناء قبل المنام..أيها الشباب لا تضعوا أعناقكم في مقصلة الوهم ..وأول سؤال صحفي يمكنكم أن تبدأوا به ..أن تطلبوا من مدرسكم في أي معهد أن يكتب مقالا بكل حرية عن مدير المعهد الذي تدرسون به وسترون في الحين حقيقة حرية التعبير التي شنف مسامعكم بها خلال الدرس..أريدكم أن تمارسوا الصحافة لكن بعيدا عن أي رئاسة كونوا رؤساء أنفسكم ..هي معادلة صعبة لكن قد يحققها المثابر الذي لا يبهره ما يسمى غصبا زعيما أو مسؤولا أو شيء من هذا القبيل فالصحفي الحر لا يرضى بمسؤول فوقه لأنه بكل بساطة حر بكل مسؤولية ويتوخى لمجتمعه التعبير بكل حرية علمية مسؤولة وهو الأمر الذي لن ترضاه مجمل المؤسساة الإعلامية التي تستجدي الإشهارمقابل قمع قمع اللسان…..مناسبة هذا القول أن بعض أصدقائي يطلبون مني أن أشرف على تمرين أقرباء لهم في مجال الصحافة وبحكم اطلاعي على الكثير من الخبايا وحقائق الأمور أخجل من النظر في وجوه الشباب االعاشق لهذا المجال الذي يعتمد على الولاء والسخرة وليس على الكفاءة ما عدا إذا كانت محرجة جدا أو ضرورة لا محيد عنها في إطار الماركوتينغ ..لهذا أطل عليهم بهذه التدوينة عسى أن يتفهموا أني أريد لهم حرية أكبر مما يطمحون إليه كشباب وهي لا محالة أكبر مما يرونه في وسائل الإعلام البئيسة المتوفرة أمامهم.