ليلى الحيمر طفلة من ابن سليمان تتحدى الفقر والمرض لتبدع في مجال الرسم بطريقة عفوية وعصامية

0

جريدة النشرة : لطيفة كعيمة

 

كثيرا ما نصادف بعض الفنانين يبدعون بالدراسة والتكوين ليستطيعوا التعبير عما يخالج نفوسهم بشتى الطرق ليخرجوا ما يحسون به من معاناة وآلام وحسرة أو أفراح ومسرات قصد مجعل الآخرين يقاسمونهم هذه الأحاسيس والتجارب الغنية والمعبرة في عمقها عن حالات نفسية وإنسانية مشتركة ليعبروا عن ذلك إما بالألحان والموسيقى أو الشعر أو المسرح أو الرقص أو الرسم أو بطرق أخرى يحاولون الإبداع والتفنن في التعبير بواسطتها لتكون خير رسول لهم إلى كل من تصله رسالتهم وذلك بطرق نبيلة وراقية …


ومن بين الطرق التعبيرية والإبداعية الراقية الحالة التي اخترناها هذه المرة ، والتي التقيناها بالصدفة ، حالة الطفلة المبدعة ليلى الحيمر المزدادة سنة 2002 بدوار البسابس الشرقية تراب جماعة عين تيزغة ضواحي إقليم ابن سليمان ، والتي تدرس بالمستوى التاسع إعدادي ، بحيث استطاعت أن تتحدى العديد من الموانع والمشاكل الإكراهات كالفقر والمرض إلى غير ذلك والتي يعمل والدها بالحلال الطيب كبائع للخبز ، لتتفتق عن هذه الطفلة المناضلة موهبة الرسم بطريقة فطرية وعصامية معتمدة في ذلك عما تتوفر عليه من طاقة خيالية هائلة وحس جمالي راق لتترجمه في لوحات تنبتق من الواقع المعيش والمحيط الطبيعي والاجتماعي المتنوعين اللذين تزخر بهما منطقة إقليم ابن سليمان لتبدع هذه الطفلة الصعيرة سنا والكبيرة قيمة فنية وتنتج عددا من اللوحات جميلة الألوان والمعبرة بصورة حية شكلا و مضمونا عن العديد من المواقف المستقاة من الطبيعة

 

والحياة اليومية للناس وما يزاولونه من أنشطة اعتيادية ، كما تناولت كمواضيع تتطرق إليها لوحاتها بقوة بعض الآثار التاريخية التي تزخر بها بلادنا كصهريج المنارة بمراكش إلى غير ذلك من الآثار التي بقيت خالدة لتعبر عن الماضي المجيد للمغرب ، كما أنها تناولت ضمن مواضيعها لوحات تعبر عن اعتزازها بجمال الخط العربي وتنوعه وقيمة لغة الضاض اللغة العربية العظيمة والتي وفقت في اختيار آيات من الذكر الحكيم التي تعبر بواسطتها عن إيمانها القوي بالله تعالى وبعض تعاليم دين الإسلام كالاتحاد قوة.

كما استطاعت أن تتناول في رسوماتها الفطرية العديد من المواضيع التي وفقت في اختيارها واختيار محتوياتها وألوانها والتنسيق بين مكوناتها لتعبر عن جمال وقيمة الظواهر  والأحداث الطبيعية وتعطيها قدرها من الإبداع في الاختيار والتعبير عن روعتها وسكونها وهدوئها من خلال لمساتها

التي تعبر عن الشروق والغروب وزرقة الماء والسماء وتحليق الطيور وركض الخيول وجموحها وإقبال الغزلان على المورد العذب والصافي المحاط بالأشجار مختلفة الأشكال والألوان التي تجعل من المكان جنة ساحرة تتعايش فيها العديد من المخلوقات في جو من التناغم مع الطبيعة الخلابة والرائعة…

Leave A Reply

Your email address will not be published.