الشعب السوداني يأمر بنقل برلمانيي نظام عمر البشير إلى السجن بواسطة عربيات الأكباش
جريدة النشرة : د . عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث …توصلت الحكومة السودانية الحالية المتمثلة في العسكريين ، بقرار منحتهم من خلاله منظمة الوحدة الإفريقية مدة لا تتجاوز ال 60 يوما للتخلي عن تسيير البلاد وإرجاء الأمور إلى ما سيستقر عليه اختيار الشعب السوداني ورغبته، هذا الأخير الذي لم تتوان الحكومة الحالية (الانتقالية )عن تطبيق رغبة المواطنين الذين طلبوا منها إيلاج برلمانيي البلاد السجن شريطة نقل هؤلاء عبر عربيات الأكباش والمواشي تشفيا فيهم وانتقاما منهم .
وقد استقبل المواطنون السودانيون موكب البرلمانيين الذي تصدرته سيارات تقل الجنود لحمايتهم من المواطنين الذين صبوا جام غضبهم على البرلمانيين الذين كانوا في حالة لم تخطر لهم أو لأي أحد على البال ، وذلك لما تعرضوا إليه من إهانات قاسية كثيرة ومتنوعة من طرف المواطنين السودانيين الذين لم يستطيعوا تمالك أعصابهم وغضبهم لينطلقوا في سب البرلمانيين الذين سيقوا إلى السجن بطريقة محطة لشخصهم ومقامهم ،
بحيث لم يكتف المواطنين بالسب فقط بل انطلقوا أيضا في البصق على وجوههم وإلقاء كل ما يجدونه أمامهم من حجارة أو كراسي أو أي شيء يفي بغرض قصفهم والاعتداء عليهم انتقاما منهم لتصبح أول وضعية حرجة يقع فيها مسؤولون بطريقة جماعية في العالم رغم كل ما رأيناه سابقا في بعض البلدان الأوروبية ووالتي لم تكن فيها أوضاع المسؤولين المغضوب عليهم في مستوى ما وقع لهؤلاء البرلمانيين أمام الشعب السوداني الذي استطاع أن يعبر بتصرفاته هذه عن شدة الكراهية والبغضاء والحقد الذي يكنونه لمسؤوليهم والذي راكموه على مر عقود طويلة زادت من غليان الشارع إزاء النظام السابق المتعسف ومتعاونيه الذين لم تخطر على بالهم النهاية الأليمة والبشعة لحياتهم السياسية وربما البيولوجية.
لهذا فعلى كل ظالم ومستبد أن يتعظ بما حدث ويحدث في بقاع العالم التي شهدت سابقا وحديثا العديد من صور ثورات الشعوب على رؤسائها ومسؤوليها المتجبرين الذين كانوا يظنون أنهم مخلدون في هذه الحياة والمناصب التي يعتلونها والتي تتحول بقدرة قادر إلى سحابة صيف تعبر في الفضاء وتتلاشى فيه دون أن تترك أي أثر يذكر لتطوى طي النسيان ، بل وقد تبقى صفحات كتاب التاريخ مكتوبة بمداد الذل الذي سيبقى وصمة عار تلاحقهم أينما حلوا وارتحلوا ليذوقا بذلك مرارة الجبروت والطغيان الذي كانوا يكرسونه على الشعوب البريئة التي نصبتهم على نفسها وجعلت رقابها بين أيديهم ووثقت بهم لحد الإيمان بصدقهم وحسن نيتهم في الحين الذي لم تكن تطالبهم إلا بحق ضئيل لا يسمن ولا يغني من جوع في العيش الكريم ،إذا ما قورن بما يجنيه هؤلاء المسؤولون الأنانيون من ثروات وخيرات البلاد وأرزاق العباد.
وهكذا فإن الله يعطي العبر لذوي الألباب لئلا يتملصوا من مسؤولياتهم بادعائهم الجهل وعدم المعرفة و…و…و…
فيحملهم سوء ومغبة ما يباشرونه من ظلم وجور وغيرهما من صفات دنيئة لا يفترض أن يتحلى بها أي مسؤول ويكرسها على البلاد التي تؤيه وتخرج له الخيرات وعلى العباد الذين وضعهم الله سبحانه وتعالى أمانة في عنق كل راع ليحسن رعايتهم ويدافع عن حقوقهم ويقوم بخدمتهم على أحسن حال…والعبرة لمن اعتبر…وللحديث بقية.