كابو الإلتراس بالمغرب كبش فداء أي حدث لا رياضي

0

 

جريدة النشرة : أشرف لكنيزي -خريبكة-

 

ناشدت العديد من الفعاليات الرياضية، والحقوقية الإدارة العامة للأمن الوطني، من أجل التنازل عن متابعة معتقلي أحداث الأربعاء 11 دجنبر 2019 بخريبكة، مباشرة بعد نهاية مباراة الفريق الفوسفاطي بضيفه الوداد الرياضي.

وإعتبر العديد من المتتبعين للشأن الرياضي الوطني، ان ظاهرة الشغب عالمية ويتم في تسجيلها في العديد من المباريات الوطنية، وبحدة أكثر مما سجلت بمدينة خريبكة، لكن التحامل الإعلامي على مباراة الأولمبيك و الوداد، جعل الجماهير الوفية تدفع ثمن وفائها وإخلاصها لمتنفس الإقليم “لوصيكا”، خاصة ان مجموعة من المعتقلين قاصرين، وعوض الزج بهم في زنزانات السجن، وحرمانهم من متابعة دراستهم وتكوينهم، لن يكون حلا ناجعا في ردعهم، وكذا التصدي لظاهرة الشغب، إذا ام التفكير في عقوبات بديلة كالحرمان من ولوج الملعب لمدة محددة، كما يتم تطبيقه في دول أوروبية عديدة شهدت بداية ظهور الشغب كإنجلترا وكارثة هيلزبره التي خلفت 96 قتيلا، وأزيد من 770 جريحا جراء عملية دهس وتدافع بين الجماهير خلال المباراة التي جمعت نادي نوتينغهام فورست ونادي ليفربول، الواقعة التي حدثت سنة 1989، تجعلنا نعود للملاعب الإنجليزية من أجل إلقاء نظرة على الوضع الجماهيري بعد كارثة هيلزبره، فمقاعد الجماهير أصبحت بالقرب من الملعب، ودكة البدلاء، ولاتوجد أسلاك شائكة تفصل بين الجماهير ورقعة الميدان، ونادرا ما يتم تسجيل حالة ولوج للملعب، لأن ولوج الملعب من طرف أحد الجماهير يكلفه عقوبات مالية والحرمان من مشاهدة فريقه المفضل من المدرجات لمدة محددة.

إذا كان فعلا المشرع المغربي، بالإضافة للجهاز الوصي على كرة القدم بالمغرب، يعمل جاهدا على الحد من ظاهرة الشغب فيستوجب عليه التفكير في عقوبات بديلة للقاصرين كاسلوب جديد سيساهم في ردع الجماهير، عوض الزج بهم في زنزانات السجون، والمساهمة في صنع مجرمين يستحسن حرمانهم لمدة محدودة من ولوج الملعب، خاصة انه المتنفس الوحيد لهؤلاء الشباب الشغوفين بكرة القدم.

لكن الغريب في مجمل قضايا الشغب التي تشهدها الميادين الرياضية، هو إعتقال كابو الإلتراس، مباشرة بعد اي حدث لارياضي، في حين أن الكابو كما يسمونه هو من يساهم في ضبط سمفونية ونسق الإيقاع لكل  مجموعة تشجيعية، بعد تحميل السكوادرا كابو الرجاء مسؤولية أحداث السبت الأسود الذي جمع الرجاء بضيفه شباب الريف الحسيمي، وخلفت المباراة ثلاث وفيات، وعدة إصابات في صفوف الفريق الجماهير الرجاوية، عوض متابعة إدارة مركب محمد الخامس التي حرمت الجماهير الرجاوية من معقلها المغانا بداعي الإصلاحات التي لازلت لم تنتهي لغاية كتابة هذه الأسطر، تم الزج بزكرياء قائد المجموعات الرجاوية، نفس السيناريو اليوم يتكرر بعد أزيد من ثلاث سنوات لكن هذه المرة بمدينة خريبكة، بعد أحداث الشغب التي شهدتها المدينة عقب مباراة لوصيكا والوداد، كان كبش الفداء هو سيمو كابو الأشباح، رغم أن جل الفيديوهات توثق أنه ولج الملعب من أجل إعادة بعض الجماهير التي قفزت لرقعة الملعب للمدرجات، والمساهمة في إعادة الأمور لنصابها، وكذا التحدث للاعبين وحثهم على مواصلة الدفاع عن ألوان الفريق وعدم الإستسلام، بعدما كانت النتيجة تشير لتقدم الوداد بثلاثية نظيفة على بعد خمسة عشر دقيقة من بداية المباراة.

يبقى اليوم ملتمس الإفراج عن المعتقلين، بمثابة نوع من المصالحة مع الفيراج الخريبكي، والتفكير في حلول جدية للتصدي لظاهرة الشغب، على الجهات الوصية ان تستحضر ان الجماهير هي من ساهمت في تسويق المنتوج الكروي، الذي لازال يفتقد للفرجة الكروية، فأغلب القنوات العالمية تنقل المباريات من أجل الإستمتاع باللوحات الكوليغرافية التي ترسمها الجماهير في المدرجات.

Leave A Reply

Your email address will not be published.