متاجرة الإعلام والبحث العلمي في الخبر والمعلومة لتمويه الحقائق وتضليل الرأي العام

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … تغص الساحة الدولية بالعديد من الانتهازيين عبيد الفتات من الإعلاميين والباحثين والعلماء والمحللين … الذين يتاجرون في الخبر والمعلومة ويقمصونها صفة الحقيقة التي لا تمت إلى الواقع بصلة ، بل يجتهدون في تنميقها وتلميع صورتها بشتى الطرق التي يبرعون في مناولتها ، كل حسب تخصصه ، لتغليط الرأي العام الدولي وجعله يؤمن بمواقفهم المبنية على مصالح من يوالون وإيديولوجياتهم التي لا تصب إلا في اتجاه واحد دون مراعاة الطرف الآخر واعتباره ثانويا في اللعبة السياسية القذرة التي ينهجها بعض الساسة ، بل الأنشز من ذلك أن هؤلاء المسؤولين يعتبرون من سواهم مجرد أوراق لعبة يتفننون في مزاولتها بكل براعة ولؤم ، وزعوا فيها الأدوار والغنائم فيما بينهم واحتفظوا بالآخرين كأسرى حرب يشغلونهم في بناء مشاريعهم وتحقيق أحلامهم وآمالهم ليعتمدوا عليهم أيضا كطاقة استهلاكية لمنتوجاتهم الصناعية والمادية والمعنوية ، واتخاذهم كفئران تجارب تمارس عليهم جميع أنواع الاختراعات والاكتشافات والمعادلات العلمية وغيرها دون استثناء ، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كما يحدث معهم في مجال الصحة ، الذي تبين مؤخرا أنه ميدان يتعرض لكثير من الانتهاكات والأكاذيب فيما يخص تصنيع الأدوية التي أصبحت تذر على أصحاب الشأن أموالا طائلة واختلاق أمراض وأوبئة ونشرها بطرق أو بأخرى للزج بالناس في دوامة التداوي باستعمال سموم ومواد تدخل في خانة المحظورات المضرة بصحة الإنسان إلى جانب العديد من الأشياء التي لا تزيد الأمر إلا تأزما . ناهيك عن الإيديولوجيات التي يعملون على نشرها بين الشعوب والمجتمعات للتفرقة بينها وزرع الفتنة فيها وخلق الحروب بين أهلها حتى تمسي أسواقا نشيطة لترويج الأسلحة وتجريبها وجعلها موردا لملء خزائن لوبيات السياسة الدولية واستنزاف خيرات هذه الشعوب والأمثلة كثيرة ومتنوعة يمكن أن نثيرها مرة أخرى بحول الله لفضح كل النوايا السيئة والخسيسة لهؤلاء القادة أعداء الإنسانية والسلام . وكمثال على تدليس الحقائق التي يقدم عليها هؤلاء المطبلون والمنمقون والمزورون هو وجوب معرفتهم أو اعترافهم صراحة بالوضع المالي السيء والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها بعض أسيادهم المسخرين لهم ، مثلما يحدث للولايات المتحدة التي لا يسمح وضعها قيد أنملة بمثل هذه المبادرات في استعراض القوة المجاني الذي تأتي عليه بين الحين والآخر والتي تكلفها الملايير ثم الملايير من الدولارات بالإضافة إلى الخسائر المادية والبشرية ، لولا خزائن السعودية والإمارات وغيرها ممن لهم مصلحة في ذلك ، لتجدها تسارع إلى اختلاق بؤر للتوثر، هنا وهناك ، لوضع خرائط طرق تناسب مصالحها في استنزاف خيرات الدول والشعوب والحفاظ على مكانتها كقوة دولية يرضخ لها ولجبروتها باقي دول العالم كبعبع يسبق صيته هيأته ليثير الخوف والفزع في الكيانات الأخرى التي تخشىاها كما لو تخشى بالون الهواء العملاق الذي يمكن لوخزة إبرة فقط ، أن تفرغه من محتواه المبني على التبجح والرياء يوما ما، أثناء أي لحظة لاستعراض العضلات ، مثلما يحدث في هذه الفترة الأخيرة ، التي قد ينقلب فيها السحر على الساحر ويتطور الوضع فجأة ليولد انفجارا غير منتظر ويعطي نتيجة عكسية ، ويجعل كل ما بنته الولايات المتحدة سرابا محتوما ،. الأمر الذي يقض مضجع البيت الأبيض ويجعل وضعه في خطر ، لتبادر مؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس الشيوخ في اتخاذ قرار يوقف ترمب ، الفتى المدلل والشقي الذي جعل من تسييره لأقوى دولة في العالم ، حسب تصنيف بعض الجهات لها ، وكأنه يسير لعبة أطفال في إحدى معارض العم سام ، عند حده وسحب بساط الرئاسة من تحت قدميه حتى لا يتمادى في طيشه ويجعل الموقف محرجا وعسيرا بالنسبة للعديد من الأطراف وفي مقدمتها واشنطن التي ليست في قوتها الكاملة للدخول في حرب ليس بعدها إلا الدمار والخراب وضياع الأموال التي هي في حاجة ماسة إليها لتصرفها على العديد من مشاريعها الهادفة ، كالبحث العلمي الذي فتحت بابه على مصراعيه منذ سنين وتعتزم الإقبال على تنفيذ جزء مهم منه سيساعدها على تأكيد سبق سيطرتها في بعض الميادين والمناطق الاستراتيجية كالانطلاق في غزو الفضاء تبعا لمخطط “عشرين عشرين” الذي ستستأنف في تنفيذه الشهور المقبلة بشكل مكثف ومتطور ، خاصة وأن هذا الأمر المتعلق برحلة استكشافية لكوكب المريخ ، قد فتح شهية العديد من الدول من بينها الصديقة لها والغريمة ، كالصين وروسيا ودول أوروبا والهند واليابان و…التي هي أيضا تؤكد أنها على أتم الاستعداد لكسب الرهان… وللحديث بقية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.