قصيدة : كل ما لدَيَّ لِلرِّيحِ
جريدة النشرة : عبد اللطيف رعري / فرنسا
كل ما لدَيَّ
لِلرِّيحِ
لِتخْرُجَ يَدِي مِنْ جَيْبِ العَاصِفةِ
صَفراءَ كَمِلْحِ المَوتَى
قُلْتُ لِمنْ أهْدانِي عَرائِي
الصُّبحُ دعَابةٌ
هكَذا, ترَكتُ رخَّات المَطرِ
نِصْف مَائِلةً
قُرْبَ كَأسِي
أوْمَأتُ بِقَلَمِي لِشَيءٍ مَا فِي الشَّارِعِ
فَسَقَطتْ أفْكَاري فِي المَاءِ
يَا لِهَذَا الهَبلِ
أُرَصِّعُ الأرْصِفَة برُضَابِي
! والمَوْسِمُ جَفافٌ
حَتْماً ,الفَراغُ سَيتَّمطَّطُ فِي بَهْوِ العُيُّونِ
ليَحْرُسَ المَنافِذَ المُطِّلَّة
علَى البَحْرِ
المَرَاكِب سَتحْترٍِقُ تِباعاً
وَتنْهَارُ بيْنَ المَوجَاتِ بَدْرَةَ الوِلَادَة
ويَفِيضُ الصَّوتُ
خَرَاباً
فَمَنْ اذَنْ يكْمِشُ الأغْنيَّات بِيدٍ
ويُهَادِنُ بِالأخْرَى ذُهُولَ الطُّيور ؟
غَيْرِي
لَدَيَّ مِدَادِي لأُغيِّرَ نكْهَةَ العِصْيَانِ
بِقَلِيلٍٍ مِنَ العِطْرِِ
وأضُمُّ جُنونِي لِضَيْقِِ المَتَاهَةِ
وأنْفَجِرُ رَذَاذاً
لَدَيَّ مُدَامَ الفَرْحَةِ, عَتَّقَهُ اليُّتْمُ بأهَاتِ
السَّيدَاتِ
الأرَامِلِ
لِأرْقُص بِأجْنِحتِي الزُّجَاجيَّة
أمَامَ هَذَا الوَطَنِِ
لَدَيَّ كفِّي, لأخْلِطَ تُرَابَ الارْضِ
بِالوَجَعِ
الاتِي
وأصْنعُ دُمَّى لِلنِّسْيَانِ
ونَطُوفُ مَعاً السَّرَاديِبَ المُظْلِمَةِ
بِعيْنٍ وَاحِدَةً
كُلُّ مَا لَديَّ
لِلرِّيحِ
حَتَّى أُزِيح هَذَا المَارِدُ المُدَجَّجُ منَ البَوابَةِ
ُالجَبلُ لَا يتحَرَّك
لَكِنَّهُ ا
يَنَامُ واقِفاً بعُيونٍ مُتْرَعَةً عَلَى طُلُولِ الدِّيارِ
وَيتَرَقَبُ صَفْعَتِي
صَدْمَتِي
الجَبلُ لَا يَتَلَوَّنُ
لكِنْ منْ فَوهَتهِ تتَسَاقَطُ القَذائِفُ
بِشَتَّى الالْوَانِ
مَنْ تُصِبْهُ قَضَى تحْتَ القَتِّ
ومَنْ أتَاهُ ضِداً
فَلَهُ سَلَامًا حتّى اشْعَار اخَر
وَمَا ِللرِّيحِ لِلرِّيحِ
فَاهَ بِهَا أبِي يَوْماً للْجَبلِ
ُوَهَا انَا اليَومَ أفْعل
فَهَلْ يفْعَلُ ابْنِي مِنْ بَعْدِي ؟