مُعَلَّقَةُ تَلَاقَتْ عُيُونُ الرَّبِيعِ بِأُمِّي

0 8

جريدة النشرة : الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

تَلَاقَتْ عُيُونُ الرَّبِيعِ بِأُمِّي = فَنَفَّضَتِ الْقَلْبَ مِنْ كُلِّ هَمِّ

وَقَالَتْ : ” أُحِبُّكِ مِنْ كُلِّ قَلْبِي = سَكَنْتِ بِدَاخِلِهِ فِي الْأَهَمِّ “

وَقَالَتْ : ” فَدَيْتُكِ يَا رُوحَ عُمْرِي = أَتَسْرِينَ فِعْلاً بِرُوحِي وَدَمِّي

فَدَيْتُكِ يَا قِبْلَةَ الْعَاشِقِينَ = تُرِيحِينَ نَفْسِي وَتُجْلِينَ غَمِّي

فَأَنْتِ فَخَارٌ لِكُلِّ الزُّهُورِ = بِطِيبِ الْمُرُورِ عَلَى مَاءِ يَمِّي

وَأَنْتِ سَمَاءٌ لِكُلِّ الْعُصُورِ = وَأَنْتِ الْبَرَاحُ إِذَا ضَاقَ كَمِّي

وَأَنْتِ الْوِسَادَةُ لِلْمُتْعَبِينَ = وَصَدْرُكِ مُلْكٌ لِهَذَا الْخِضَمِّ

تَبَارَكْتَ يَا رَبُّ تُثْنِي عَلَيْهَا = بِقُرْآنِكَ الْمُسْتَبِينِ الْأَشَمِّ 

وَتُعْلِي مِنَ الشَّأْنِ بَيْنَ الْأَنَامِ = ذَكَرْتَ الْعِبَادَةَ تُوصِي بِأُمِّي

وَفَصَّلْتَ فِيهَا بِآيَاتِ حَقٍّ = تُعَظِّمُهَا فِي دَلَالَةِ عِلْمِ

فَبِالْأُمِّ تُبْنَى صُرُوحٌ كِبَارٌ = وَبِالْأُمِّ تَعْلُو مَدَائِنُ حُلْمِي

أَغَالِيَتِي كَمْ حَنَنْتُ إِلَيْكِ = بِشَوْقِ الْكَبِيرِ وَأَشْجَارِ كَرْمِي

كَمِ اشْتَاقَ قَلْبِي وَكَمْ ثَارَ حُبِّي = يُوَفِّي الْجَمِيلَ وَحَفْلُكِ قِمِّي

تَبَاعَدْتِ عَنِّي وَتَوَّجْتِ فَنِّي = بِتَاجِ الْجَلَالَةِ مُبْرِي الْأَصَمِّ

وَرَفْرَفْتُ بَيْنَ السَّمَاءِ كَحُلْم = دُعَاؤُكِ حَقَّقَهُ فِي الْمُلِمِّ

أَيَا رَبِّ فَاغْفِرْ لِأُمِّي الذُّنُوبَ = بِفَضْلِكَ يَا مَاحِياً كُلَّ إِثْمِ

أَيَا رَبِّ وَارْحَمْ حَبِيبَةَ نَبْضِي = وَلَا تَنْسَهَا فِي قَلِيلٍ وَجَمِّ

أَيَا رَبِّ عَافِ الْكَرِيمَةَ أُمِّي = فَفَضْلُكَ يَا رَبِّ حُلْمِي وَغُنْمِي

أَيَا سَابِلَ السِّتْرِ حَقِّقْ رَجَاهَا = وَعَفْوُ الْكَرِيمِ بِأَجْمَلِ حُكْمِ

جِنَانَ الْخُلُودِ بِفَضْلِكَ رَبِّي = لِأُمِّي بِجَاهِ الْكَرِيمِ الْأَعَمِّ

بِفِرْدَوْسِكَ الْأَعْلَى طَالَ اشْتِيَاقِي = وَأُمِّي تُطِلُّ بِأَفْضَلِ دَعْمِ

فَيَارَبِّ بَشِّرْنَهَا بِنَعِيمٍ = يَفُوقُ خَيَالَاتِ حِبٍّ وَخَصْمِ

مَلَاكِي الْجَمِيلَ تَزُورُ الْخَمِيلَ = وَقَلْبِي يُحَلِّقُ فِي كُلِّ قِسْمِ

وَيُزْهَى بِأُمِّي وَقَدْ زَالَ غَمِّي = بِفَضْلِ الْحَبِيبَةِ فِي كُلِّ كَلْمِ

جِرَاحِي أَلِيمٌ وَحُزْنِي مُقِيمٌ = وَلِكِنَّ رَبِّي حَفِيظٌ لِسِلْمِي

أَدِمْ حُبَّ أُمِّي أَدِمْ فَضْلَ أُمِّي = وَعَيْنَ الْحَسُودِ بِفَضْلِكَ أَعْمِ

وَوَفِّقْ فُؤَادِي وَبَارِكْ مِدَادِي = بِفَضْلِ دُعَاهَا الْجَمِيلِ وَسَمِّ

تَجَاوَزْتُ حَدِّي وَفَضْلُكَ يُجْدِي = فُؤَادِي الْمُتَيَّمَ أَعْلِ وَأَسْمِ

وَحَقِّقْ سَبِيلَ الرَّوَاجِ لِأُمِّي = بِمَا عَلَّمَتْنِي صَغِيراً بِحَجْمِي

بِمَا أَنْجَبَتْنِي بِمَا أَرْضَعَتْنِي = وَقَامَتْ حَبِيبَةُ قَلْبِي بِفَطْمِي

أَلَيْسَتْ تُرَبِّي حَبِيبَ الْفُؤَادِ = تُوعِّيهِ يَبْعُدُ عَنْ كُلِّ جُرْمِ ؟!!!

فَأَهْلاً حَبِيبَةَ قَلْبِي الدَّؤُوبِ = يُوَفِّي جَمِيلَ صَبُورٍ وَشَهْمِ

فُؤَادُكِ يَا أُمُّ أَبْهَى فُؤَادٍ = تَخَيَّلْتُهُ فِي مَدِيحٍ وَذَمِّ

وَقَلْبُكِ أَصْفَى وَحُبُّكِ أَغْلَى = حَبَانِي بِهِ اللَّهُ مَا بَيْنَ قَوْمِي

وَأَمْشِي الْمُبَارَكَ مَا بَيْنَ قَوْمِي = وَمَا بَيْنَ أَغْرَابِ كَدْحٍ وَصَرْمِ

أُلَاقِي الْغَرِيبَ بَشُوشاً بِوَجْهِي = يُقَابِلُنِي فِي ابْتِسَامَةِ حِلْمِي

لِأَنَّكِ تَدْعِينَ رَبِّي لِقَلْبِي = تُرَجِّينَهُ فِي صَلَاةٍ وَصَوْمِ

وَمَا دَامَ حُبُّكِ بَيْنَ ضُلُوعِي = أُلَاقِي الصَّعَابَ بِلَا خَوْفِ غُشْمِ

وَمَا دُمْتِ أَنْتِ تُزَكِّينَ عُمْرِي = فَمَا زِلْتُ فَذّاً بِشِعْرِي وَرَسْمِي

وَمَا زِلْتُ أُسْطُورَةَ الْحَالِمِينَ = أُغَرِّدُ مَا بَيْنَ غُصْنٍ وَأَجْمِ

فَأَنْتِ الدَّوَاءُ وَأَنْتِ الشِّفَاءُ = وَأَنْتِ الْأَمِيرَةُ فِي كُلِّ غُرْمِ

تَحَدَّيْتُ أَعْتَى صِعَابِ الْحَيَاةِ = بِفَضْلِكِ يُغْرَسُ مَا بَيْنَ لَحْمِي

فَأَنْتِ مُنَايَ وَأَنْتِ نَجَاتِي = وَأَنْتِ غِذَائِي وَأَكْلِي وَهَضْمِي 

وَهَبْتِ لِقَلْبِي سُمُوَّ الشُّعُورِ = أُفَصِّلُهُ بَيْنَ رُمْحٍ وَسَهْمِ

وَسَيْفٍ جَسُورٍ وَقَلْبٍ طَهُورٍ = وُحُبٍّ لِرَبِّي إِذَا رَامَ أَرْمِي

فَشُكْراً لِأُمِّي وَغَوْصِي بِحُلْمِي = وَلُؤُلُؤُهَا بَيْنَ أَمْسِي وَيَوْمِي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه المعلقة من بحر المتقارب التام

أول المتقارب

العروض تام صحيح والضرب تام صحيح

ووزنه :

فَعُولُنْ  فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ = فَعُولُنْ  فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ

مثل :

تَلَاقَتْ عُيُونُ الرَّبِيعِ بِأُمِّي = فَنَفَّضَتِ الْقَلْبَ مِنْ كُلِّ هَمِّ

وَقَالَتْ : ” أُحِبُّكِ مِنْ كُلِّ قَلْبِي = سَكَنْتِ بِدَاخِلِهِ فِي الْأَهَمِّ “

وَقَالَتْ : ” فَدَيْتُكِ يَا رُوحَ عُمْرِي = أَتَسْرِينَ فِعْلاً بِرُوحِي وَدَمِّي

فَدَيْتُكِ يَا قِبْلَةَ الْعَاشِقِينَ = تُرِيحِينَ نَفْسِي وَتُجْلِينَ غَمِّي

فَأَنْتِ فَخَارٌ لِكُلِّ الزُّهُورِ = بِطِيبِ الْمُرُورِ عَلَى مَاءِ يَمِّي

وَأَنْتِ سَمَاءٌ لِكُلِّ الْعُصُورِ = وَأَنْتِ الْبَرَاحُ إِذَا ضَاقَ كَمِّي

وَأَنْتِ الْوِسَادَةُ لِلْمُتْعَبِينَ = وَصَدْرُكِ مُلْكٌ لِهَذَا الْخِضَمِّ

Leave A Reply

Your email address will not be published.