قصيدة : ضمير في المزاد

0

 

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

 

 كفى تعنتا وعنادا

فقد حرت في أمرك والزمن

وأتعبتني معك مرارا

 أيها الضمير الأرعن

تركتني أعزل تائها

 بلا وجهة ولا سكن

بخ بخ منك ضميرا

 تم تصنيفه بلا ثمن

ودفن جثمانه توا

 بلا مراسم ولا كفن

آه منك أيتها النفس العنيدة

آه منك أيها الضمير الأرعن

سأبيع إرثي منك جملة

من عصارة العذاب والمحن

لأول راغب في تبنيها

 كخردة صدئت وأخذها العفن

ولم تعد لها قيمة ولا ثمن

وتم رفضها في هذا الزمن

 كالغطاء والكساء تماما

في زمن العري والفتن

أيا مشتريا لا يغرنك ما

 في سلعتي من لمعان

فقد كنت قبلك مبهورا

 حتى تبين  ما استبان

بعد أن اكتفيت قانعا

ثم اكتويت بالحسبان

حين استبد وتوارى

خلف الظلم والطغيان

وفضل ألا يفصح نية

 أو ينطق بالحق والبيان

فكان أن استجمعت قواي

ونزعت قلبي من المكان

ونظفت جميع الأحشاء

من شظايا الضمير اللعين

مسبب المصائب والأسى

لكل من له ضمير أرعن

فتساءلت في نفسي

كي أخفف منها المحن

لم لا اتبع للآخرين خطى؟

وأسير حيث يتطلب الزمن

كي أتقي شر الناس والعدا

وأوفر لي راحة البال والبدن

تبعا لمقولة العصر الشهيرة

 اعمل قليلا وغش كثيرا

إن لم تربح في حياتك ماديا

 تربح صحة وعمرا مديدا

هكذا يفكر الحثالة ظنا

منهم أنه الرأي السديد

لا وألف لا لن أستسلم أبدا

وعن مبادئي لن أحيد

ولو بقيت فريدا وحيدا

سأسعد بضميري العنيد

وأعتز به بطلا وقدوة

ولا أستسلم اليوم ولا غدا

لهذا الزمن اللقيط الزهيد

الذي سبته الخيلاء والدمى

وتحول الأسياد فيه إلى عبيد

 يتبع فيه الجاهل متبجحا

ويحقر ذوو  الرأي السديد

لعنة الله عليه من زمن

جعل الرويبضات أعاليا

ورمى بالهمم في الحضيض

وغابت المروءة ورحلت القيم

 فلن أبيع أبدا ضميري

ولن أبيع القدس والحرم

Leave A Reply

Your email address will not be published.