قصيدة : أَحَاسِيسُ قَلْبْ
جريدة النشرة : شعر أ د / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر وروائي مصري
تَوَفَّى الْوَالِدُ فِي لَيْلَةِ زَفَافِ ابْنِهْ فَانْقَلَبَ الْفَرَحُ مَأْتَماً وَكَانَتْ هَذِهِ الْقَصِيدَةُ الَّتِي أُهْدِيهَا إِلَى الْأَخِ الْأُسْتَاذْ/صَلَاحْ عَبْدِ الْعَزِيزْ أَبُو سِعْدَه وكل من فقد حبيبا مُشَارَكَةً لَهُم فِي الأَحْزَانْ .
مَنْ ذَا سَيَبْقَى مِنْ بَنِي الْإِنْسَانِ=وَالْخُلْدُ حَقُّ{الْوَاحِدِ}{الدَّيَّانِ}
مَا الْحُزْنُ إِلَّا هِزَّةٌ بِقُلُوبِنَا=وَالْفَرْحُ شَيْءٌٌ دَاخِلُ الْوُجْدَانِ
هَذَا وَذَاكَ مَصِيرُهُ كَمَصِيرِنَا=صَمْتٌ رَهِيبٌ هَزَّ كُلَّ كِيَانِي
أَرَأَيْتَ كَيْفَ ذِهَابُهُمْ وَسُكُونُهُمْ؟!!!=هَلْ تَبْتَغِي شَيْئاً جَلِيلَ الشَّانِ؟!!!
***
هَلْ تَطْلُبُ الدُّنْيَا وَأَنْتَ مُشَاهِدٌ=لِرَحِيلِ أَغْلَى الْأَهْلِ وَالْخُلَّانِ؟!!!
مَا الْمَالُ وَالْأَهْلُونَ إِلَّا مِنَّةٌ=مِنْ{رَبِّنَا}يَا صَفْوَةَ الْإِخْوَانِ
سَنَعُودُ حَتْماً{لِلْإِلَهِ}سَنَلْتَقِي=عِنْدَ{الْحَكِيمِ}بِإِخْوَةِ الْإِيمَانِ
يَا أَيُّهَا الْعَاصِي أَلَا مِنْ عَوْدَةٍ=لِطَرِيقِ رُشْدِكَ فَهْوَ كُلُّ أَمَان
***
هَلْ تَدْخُلُ الْمِحْرَابَ تَدْعُو{رَبَّنَا}=فَهُوَ{الْمُجِيبُ}وَ{قَابِلُ النَّدْمَانِ}؟!!!
وَهُوَ{الَّذِي شَمَلَ الْمُنِيبَ بِعَفْوِهِ}=فَهُوَ{الْكَرِيمُ}وَ{أَصْدَقُ الْأَعْوَانِ}
يَا {رَبِّ}أَنْتَ{إِلَهُنَا}وَ{نَصِيرُنَا}=نَنْجُو بِفَضْلِكَ مِنْ لَظَى النِّيرَانِ
يَا{رَبِّ}عَفْوُكَ يَا{كَرِيمُ}يَعُمُّنَا=لِيَزُولَ كُلُّ الْفُحْشِ وَالشَّنَآنِ
***
يَا{رَبِّ}أَنْتَ{الْوَاحِدُ}{الصَّمَدُ}{الَّذِي=خَلَقَ الْوُجُودَ وَعَمَّهُ بِحَنَانِ}
وَالْفَقْرُ شَيْءٌ مُحْزِنٌ لِنُفُوسِنَا=وَالْيُسْرُ سَعْدٌ لِلْفَقِيرِ الْعَانِي
وَالسُّقْمُ يَذْهَبُ بِالْجَمَالِ وَحُسْنِهِ=مِنْ شِدَّةِ الْآلَامِ وَالتَّيَهَانِ
وَالْمَوْتُ زِلْزَالٌ يَهُزُّ جُمُوعَنَا=فَنَبِيتُ فِي نَكَدٍ وَفَي أَشْجَانِ
***
وَالْبَيْنُ ذَا صَعْبٌ عَلَى النَّفْسِ الَّتِي=أَلِفَتْ أَحِبَّاءً بِكُلِّ أَوَانِ
اَلْبَدْرُ غَابَ؟!!!هَلِ افْتَقَدْنَا نُورَهُ=فِي لَيْلِنَا وَظَلَامِهِ السَّأْمَانِ
ذَهَبَ الْمُنَى وَتَبَدَّدَتْ أَضْوَاؤُهُ=فِي غَيْهَبِ الْأَجْدَاثِ وَالطُّوفَانِ
لَفَّ الزَّمَانُ بِدُونِ إِشْفَاقٍ عَلَى=نَبَضَاتِ قَلْبٍ تَائِهٍ لَهْفَانِ
***
..أَبَتَاهُ:هَلْ تَغْدُوا بِعَالَمِنَا شَذاً=نَهْفُو إِلَيْهِ بِدَاخِلِ الْبُسْتَانِ؟!!!
..أَبَتَاهُ:قَدْ طَالَ اشْتِيَاقِي لِلسَّنَا=مِنْ نُورِ وَجْهِكَ كَيْ يَطِيبَ زَمَانِي
{عَبْدُ الْعَزِيزِ}هَلِ اخْتَفَتْ أَنْوَارُهُ=لَا لَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ فِي الْأَكْوَانِ
كَمْ كُنْتَ تَدْعُو اللَّهَ فِي عَلْيَائِهِ=لِيُخَفِّفَ الْبَلْوَى عَنِ الْإِنْسَانِ
***
وَلَكَمْ حَثَثْتَ ابْناً عَزِيزاً كَيْ تَرَا=هُ هَانِئاً فِي حُلَّةِ الْفَرْحَانِ
وَلَكَمْ تَمَنَّيْتَ الْكَثِيرَ وَخِلْتَهُ=فِي زَفَّةٍ بِفَخَامَةِ الْعِرْسَانِ
هَلْ كُنْتَ تَدْرِي أَنْ بِلَيْلَةِ عُرْسِهِ=سَتَكُونُ وَحْدَكَ حَوْلَكَ الْمَلَكَانِ؟!!!
هَلْ كُنْتَ تَبْغِي رَاحَةً وَسَعَادَةً=قَبْلَ الْفَوَاتِ وَ قَبْلَ أَيِّ هَوَانِ؟!!!
***
أَتَرَكْتَ نَجْلَكَ فِي لَذِيذِ سَعَادَةٍ=وَذَهَبْتَ يَسْتَهْوِيكَ حُسْنُ جِنَانِ
يَا{رَبِّ}أَكْرِمْ كُلَّ عَبْدٍ تَائِبٍ=وَتَوَفَّهُ فِي كَامِلِ الْإِيمَانِ