ظاهرة التسول .. الأسباب ؟! مسؤولية من؟؟؟
جريدة النشرة : د. سعيد سيف السلام / المغرب
هذا الموضوع غاية في الاهمية وله ماله وعليه ما عليه ، فلا يختلف إثنان أننا اصبحنا أمام ظاهرة فريدة من نوعها، بحيث لا يخلو زقاق أو إشارة ضوئية “ضوء أحمر” أو مسجد أو أي مكان تستطيع الولوج إليه إلا وينتظرك متسول أومتسولة،من شتى الأعمار ومن الجنسين.
تحليل الآية الكريمة ( وأما السائل فلا تنهر) والتي يحملها العامة ما لا تحتمل ! السائل ليس المتسول، فيمكن أن يكون السائل في مسألة علمية أو فقهية، والغاية من السؤال الوصول إلى معلومة !!!
فظاهرة التسول في مجتمعاتنا أصبحت نظاما داخل نظام ودولة داخل الدولة ؟! ويظهر جليا أن مافيا التفقير والبؤس وتجار المآسي هي التي تغدي هذا الفيروس المدمر الذي ينخر المجتمعات وخصوصا العربية !!!
هل هي مؤامرة خارجية أم داخلية أم هما معا؟
من يستفيد من هكذا ظواهر وماهي الغاية من ذلك؟
المتسول يفقد مسحة الحياء، ويتحطم كبرياؤه ونخوته؟هل هذه شخصية المؤمن القوي؟
المتسول عالة على نفسه، كذاب أشر، يتفنن ويبدع في أنواع الإعاقات والحيل والخدع ليستميل ذوي القلوب المرهفة لابتزازهم و(سرقة)قوت عيالهم.
التسول جبن بجميع المقاييس ، فلا يمكن لشعب متسول أن يكون متضامنا وقويا، مدافعا عن حوزة الوطن أو له ما يتطلب ذلك من إحساس بالمسؤولية والغيرة على الوطن الذي يؤويه ويحميه كيفما كانت الظروف والمواقف .فالمتسول كائن أناني بامتياز لا يعرف غير معيار واحد كيف يكسب المال، وبأي طريقة.
حين ينعدم الحياء تغيب الأخلاق، يتعايش التسول في كنف الدعارة والدياتة، وهذا لعمري هو ما يريد الآخر منا ، أعداء وحسادا وغيورين …
فهل هي مؤامرة محاكة ضد هذا البلد العزيز وشعبه ومقوماته ومقدساته ؟ كل شيء ممكن ، ولكن بأيدينا نحن وسواعدنا والتحامنا وتآلفنا وكل ما لدينا من قوى بشرية وفكرية وغيرها أن نواجه كل أوجه الفساد المسخر لنخر مجتمعنا ، فنحن من نغدي هذه الظواهر، فلو توقفنا عن إعطاء المتسولين المنتشرين بالطرقات وأمام أبواب المساجد لتوقفت هذه الظاهرة، ولو أن الدولة سنت قوانين زجرية بشكل فعلي، وضربت بيد من حديد لانمحت هذه الآفة المتفشية والخطيرة من طرقنا، ولو حاربت الدول أسباب الفساد وفعلت العقاب فيمن سرقوا المال العام ،والسبب في استنبات هذه المآسي وانتشارها مع العمل على اعتماد ربط المسؤولية بالمحاسبة ، ولو أن الدولة فعلت صناديق التكافل والمطلقات ورعاية الايتام، وبنت دورا لاستقبال من لا مسكن له،ولو أن الدولة فعلت القوانين بضمير الإنسانية و بشكل منصف، وتم التوزيع العادل للثروات، لما كنا من البلدان التي تتكدس فيها المواد الأولية تحت الارض،ويعيش الأهالي الويلات فوق نفس الأرض.
فكيف يمكن تفسير هذا؟؟
المشكل له عدة أوجه، مركب ويمكن ان نقول بنيويا ركنه الأساسي استحضار أخلاق الإسلام وملاقاة آلله عز وجل، وأي تقصير في العلاقة العمودية مع الخالق سبحانه، يكون لها تأثير على العلاقة الأفقية والبينية بين البشر.
وختاما،(نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ).