الألعاب النارية .. الفرحة القاتلة
جريدة النشرة : د. سعيد سيف السلام
مع كل بداية راس سنة هجرية، والعواشر تبدأ فوضى التفجيرات في كل مكان وفي كل الأوقات، دون احترام لمريض أو شيخ او حسن جوار…..الكل يتفنن في الإتيان بلعبة نارية شديدة الانفجار،لاتخلو مناسبة عائلية أو مجتمعية،أفراح، أعياد،ملاعب رياضية، وتشجيع فرق رياضية وإلا وتحضر هذه الألعاب النارية حسب حجمها، وقوتها التفجيرية. ورغم اننا نتفهم وجودها بالملاعب لإضفاء البهجة على التيفو غير أن هنآك إجماع على أن هذه العادات الدخيلة هي سبب مآسي و أحزان، والتي تقلب الأفراح إلى مآثم.
كم من شباب فتقت عينه، وكم من عروس شوهت ملامحها بعد أن نشب حريق بكسوتها البيضاء الناصعة القابلة للاشتعال لسقوط شهب صغيرة مشتعلة، وكم من صوان وخيمة فرح احترقت لطيش أحدهم وأشعل لعبة نارية …
هذه مآسي يتم السكوت عنها فور تقديم المخالف وبداية التحقيق وفض الجمع الغاضب….فترة وننسى ..وتعاد المآسي….لأن ذاكرتنا كذاكرة السمك..
لهذا فالواجب اتخاذه ، لكبح لجام هكذا كوارث بشرية ، هو تجريم هذا الفعل الإرهابي، بدءا بالرؤية الكبرى التي ساهمت في إدخاله عبر الحدود، وتدمير سلسلة الترويج(بالجملة والتقسيط).
أما وأن نسكت عن الفاعل الحقيقي، وحصر القضية في المستهلك النهائي، وتقديمه ككبش فداء، فهذا قمة العبث.
ختاما اللعب بالنار يعني أساسا المغامرة و حب تدمير الذات والآخر، وهذا فعل جرمي….وجب معاقبة مقترفيه.