رسالة مفتوحة إلى الصويحفيين والمدَّعين ممن في قلوبهم مرض وعلى أبصارهم غشاوة .. الجزء الخامس
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … والغريب في الأمر هو أنه مهما كان الكلام في الصميم ومن ذهب فإنه لا حياة ولا حياء لمن تنادي لأنهم من معدن صدئ . بحيث يبدو أن البعض منهم قد ألف التفاهة والسفاهة … واستحلاها يا سلاااااام … ولم يستطع سبيلا للفطام …
فكفى تلاعبا بمصير البلاد والعباد ، ولنكن في مستوى الرفع من مستوى النقاش والسير به في طريق الصواب والإيجاب ، عاملين على التضييق بكل ما لدينا من قوة على من ليست له رغبة صادقة في خدمة هذا الوطن العزيز وأبنائه البررة .
ولنكن أبناء جلدتنا المهنية والوطنية مناضلي السلطة الرابعة ، جسدا واحدا قويا متناغما ومتناسقا ، يدافع بعضنا على الآخر للإنصاف ورفع صوت الحق والحرية ونكون في مستوى تحمل المسؤولية والحفاظ على الأمانة وخدمة الوطن والاعتزاز بالقيم والمبادئ وأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام وإزالة الشائبات والطفيليات الفاسدة وكل ما يقف حجر عثرة في طريق صاحبة الجلالة والعمل على الرقي بها لتتبوأ المكانة اللائقة بها حتى تؤدي الدور المنوط بها بكل نجاح ومسؤولية …
فاستتباب الأمن وضمان الأمان لا يقتصر على جهة معينة دون أخرى ، إنما ذلك رهين باستجماع كل القوى وتحسيس كل المكونات والجهات المعنية بالمسؤولية والواجب الملقى على عاتقها واستنفار كل الوسائل والإمكانيات وتظافر الجهود جنبا إلى جنب دون تقصير أو تماطل أو ميل إلى التغاضي والتعاطف مع جهات معينة مشكوك في أمرها وهيآت فاسدة تسعى إلى خدمة إيديولوجيات معادية لمصلحة بلادنا ، وإنما باعتماد الحذر واليقظة والصرامة والحزم والتطبيق الفوري للقانون على الجميع ودون استثناء طرف معين أو تردد في ذلك ، لردع الجناة وإعطاء العبرة لمن يعتبر …
وهذا بالنسبة لجميع القطاعات دون استثناء أو محاباة ، لأن زوبعة الميوعة قد استفحلت وفي طريق تحولها إلى عاصفة هوجاء سيصعب استيعابها والحد من قوتها وخطورتها لتحول الحضر إلى قفر مادي ومعنوي وتنتزع الشجر وتعبث بالمكتسبات المشرفة التي حصل عليها المغرب طيلة عقود وقرون وعصور من الفخر والاعتزاز بالماضي المجيد والحاضر المزدهر والرائد ، مما يوجب علينا عدم التفريط بكل هذه المكتسبات المشرفة حتى لا تتحول إلى نقيض أو إلى لا شيء … ونحن في غنى عن ذلك ولا نرضى لبلدنا العظيم شر الهزيمة أمام تربصات أعدائه ولؤم حساده …
حفظ الله مغربنا الأبي ملكا وشعبا ومؤسسات ونظاما وأمنا وقيمة فعلية ومشرفة مضافة إلى المنتظم الدولي ، أحب من أحب وكره من كره ، وحفظ الله وطننا من كل أطماع خبيثة وشر مستطير ، وجعلنا الله من الصالحين المصلحين الساعين في الخير وجعلنا على قدر تطلعاتنا في خدمة البلاد والعباد … وللحديث بقية .