القمة العربية بالجزائر .. قمة للم شمل العرب أم للتفرقة بينهم؟

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … أخذ النظام الجزائري على عاتقه لم شمل صفوف الدول العربية ، حسب الشعار الذي تبناه خلال اللقاء التحضيري لمؤتمر منظمة دول الجامعة العربية الذي تحتضنته الشقيقة الجزائر ، والذي قدمته كطبق شهي مدسوس بالسم ، ومتخم بالإديولوجيات الخبيثة التي تضرب في عمق الوحدة العربية وتطعن في عمقها بخنجر صدئ وسياسة بائدة تنم عن جهل وجاهلية تهدف إلى العصف بالوحدة العربية .
لكن العديد من زعماء الدول العربية تنبهوا للمكائد التي ينصبها النظام الجزائري الغاشم والغدر الذي ينوي القيام به ، وعلى رأسهم ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان الذي استبق تكهنه سوء نية النظام الجزائري ، وعبر عن عدم قبوله المشاركة في اللعبة القذرة التي تحاك للدول العربية وعلى رأسها المملكة المغربية الشريفة ، من خلال هذه القمة التي حكم عليها بالفشل الذريع أثناء مخاض الاستعداد لها لتخرج من رحم الدسائس إلى الوجود بعاهات لا تسمح لها بالعيش ولا بتحقيق أي نتيجة إيجابية إلا ورطة زجت بالجزائر في عمق موقف صادم لا تحسد عليه .
كما أن العديد من الأخطاء الفادحة التي سقط النظام الجزائري الفاشل في شراكها وسرب الشكوك إلى نفوس الدول المشاركة هو عدم استقبال ممثل الجزائر للوفد المغربي الذي قاده الصنديد ناصر بوريطا وزير خارجية المملكة المغربية المشهود له بالدبلوماسية الراقية والرفيعة والناجعة ، واكتفوا بتفويض استقباله من طرف وزير خارجية جمهورية السينغال ، وقد عرف اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، المنعقد أمس السبت في الجزائر، تحضيراً للقمة العربية في دورتها الـ31، استفزازات وخروقات في حق الوفد المغربي المشارك فيه، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية مغربية رفيعة المستوى، معبرة عن رفضها التام لهذه التصرفات اللامسؤولة بقولها أن الجزائر ارتُكبت في حق الوفد المغربي خروقات بروتوكولية وتنظيمية، تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية، والممارسات المعمول بها في الاجتماعات التي تلتئم في إطار جامع للدول العربية ، وأن الخروقات بدأت بالتقصير في استقبال رئيس الوفد المغربي في المطار، وأن هذه الخروقات تفاقمت عند وصول الوفد إلى قاعة الاجتماع، وحتى في الأنشطة الموازية، بما فيها مأدبة العشاء التي أقامها وزير الخارجية الجزائري (رمطان لعمامرة) ، حيث تعمدت الجهة الجزائرية وضع المغرب في غير محله، من حيث الترتيب البروتوكولي أو الأبجدي ، بالإضافة إلى استفزازات أخرى من لدن الأمن الجزائري مارسها في حق الوفد المغربي مما أثار الامتعاض من سوء تنظيم غير مسبوق في القمم العربية.

كما توالت أخطاء النظام الجزائري حين فضح السيد بوريطا النوايا الخسيسة لمحتضني القمة العربية في نشر خريطة العالم العربي على غير عادتها مبتورة من الصحراء المغربية ، مما أثار حمية الخارجية المغربية منتقدة هذه التصرفات السخيفة والمناوئة لوحدة تراب المملكة المغربية الشريفة ، ناهيك عن فتح مجال الجزائر في وجه الإرهاب الذي يتبناه شيطان الشرق المتمثل في دولة إيران والتي تسعى كل جهدنا إلى خلق القلاقل والفتن في غرب شمال إفريقيا وتحويلها إلى منطقة ملغومة تهدد أمن شعوبها وجميع أوجه التراضي والاتحاد والتعاون ، بحيث في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية المغربي خلال الجلسة المغلقة لوزراء الخارجية العرب، إلى إدراج نقطة تسليح إيران لجبهة (البوليساريو) بطائرات (درون)، واستهدافها للأراضي العربية ، سواء في الخليج أو المغرب، ضمن جدول الأعمال . غير أن طلب بوريطة واجهه وزير الخارجية الجزائري بالرفض، ليرد عليه بوريطة بالقول: “ليس من حقك الرفض. هناك تصويت وإجماع”. ثم أعاد وزير الخارجية المغربي الطلب نفسه الذي ‏لقي دعم معظم من كان في القاعة من ممثلي الدول العربية الحاضرة.

وفي إطار الاستفزازات التي عمدها النظام الجزائري الباهت دافع الوفد المغربي بشراسة رافضا ما تم عرضه لخريطة عرضتها قناة الجزائر الدولية (AL24 News)، تُخالف الخريطة التي ذأبت جامعة الدول العربية على اعتمادها؛ لأنها تظهر “الصحراء” مقتطعة من خريطة المغرب.
وتعليقاً على الخريطة، أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بياناً رسمياً، نفت فيه أن يكون لها أي “شركاء إعلاميين” في تغطية أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين التي تُعقد بالجزائر، وأكدت عدم وجود صلة لها بأي مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة.
وأكدت الأمانة العامة أن الجامعة العربية لا تعتمد خريطة رسمية تبين الحدود السياسية للدول العربية، موضحة أنها تتبنى خريطة للوطن العربي بكامله من دون إظهار للحدود بين الدول، تعزيزاً لمفهوم الوحدة العربية.
كما أهابت الأمانة العامة بجميع وسائل الإعلام توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها.

وبهذا تكون النوايا السيئة والتصرفات اللامسؤولة للنظام الجزائري الذي أخذه الخرف ، قد حكمت على القمة العربية في دورتها الواحدة والثلاثين بالفشل الذريع الذي قد يتسبب في اتساع الهوة بين الدول العربية بدل لم الشمل الذي تدعيه الجزائر كشعار للقمة بعيد المنال ، بعد نواياها السيئة والخسيسة … فبالأحرى بالجزائر التي تريد جمع شمل الدول العربية وتوحيد صفوفهم والسعي إلى مصلحتهم ، أن تنظر أولا وقبل كل شيء في هويتها واستقلاليتها عن الإملاءات الخارجية التي تجرفها نحو الهاوية وأن تنظر في واقعها الداخلي المشين وأوضاعها الاقتصادية والصحية والاجتماعية المتردية وعلاقاتها السياسية والدبلوماسية المتدهورة والمشكوك في مصداقيتها  … وللحديث بقية .

Leave A Reply

Your email address will not be published.