المغرب ينتقل من سياسة الليونة والدبلوماسية مع الجزائر إلى سياسة الفعل ورد الفعل
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
يبدو أن المملكة المغربية قد سئمت من اتباع سياسة الليونة وحسن الجوار مع الجارة الجائرة الجزائر بعد طول صبر دام لعقود طويلة ، لينتقل إلى سياسة الفعل ورد الفعل مع هذا النظام الذي تمادى في نهج سياسة عدوانية وهجومية مختلفة ، وخاصة في المحافل الإقليمية والدولية مثل ما حدث مؤخرا خلال اللقاء الاستعدادي لمؤتمر جامعة الدول العربية المقام بالجزائر الشقيقة والذي لم تدخر جهدنا في خلق المتاعب للوفد المغربي الممثل للمملكة الشريفة والقيام باستفزازه بشتى الوسلئل .. سواء من طرف المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين أو الأمنيين أو الصحافيين أو الجمارك الذين قاموا استفزاز اتهم الحقيرة بمصادرة وسائل العمل الخاصة بالجسم الصحفي الذي حضر من آلات التصوير وغيرها التي تساعده في تغطية هذا الحدث ليس إلا ومعاملتهم على أنهم جواسيس وليسوا صحافيين حضروا الاستعدادات للقمة رفقة الوفد الدبلوماسي المغربي ليقوموا بدورهم في نقل أجواء اللقاء للرأي العام الوطني والدولي ليكون الجميع على علم بما يحدث من خلل وخروقات تقوم بها الجزائر بغية تمويه الرأي العامهذا وتحريف قطار الدول العربية عن سكته وجعله يسير في الوجهة الخاطئة التي تنوي من ورائها بث الفتنة والتفرقة في الجسم العربي والعمل على نشر كل أسباب التفرقة بين العرب ومنطقة شمال إفريقيا وغربها ، وزرع الحقد بين الإخوة والأشقاء والجيران وقلقلة الأوضاع السياسية للدول والشعوب بالمنطقة وتكريس الفكر الظلامي الذي تتبناه إيران شيطان الشرق المارد الذي جعل من النظام الجزائري الفاشل محورا لنشر أفكارها السادية وخزعبلاته التي لا أساس لها من الصحة جنوب الصحراء وتزويد الثوار والمرتزقة بالأسلحة المتطورة كالمسيرات المتفجرة وغيرها للصنادلية التائهين والمحتجزين بتندوف المتواجدة بالصحراء الشرقية ، لتجعل من المنطقة بؤرة لتجريب الأسلحة المتطورة والجديد حتى تمتحن مدى فاعليتها في البشر وغيره واتخاذ المنطقة أيضا كسوق للأسلحة المحظورة تذر عليها أرباحا طائلة وتستخدمها بعيدا عن شعبها ومنشآتها المدنية وغيرها حتى لا يصيبها ضرر منها ، كما أن الجزائر غير واعية بهذا الأمر الذي سيشكل خطرا على مواطنيها ويخرب بيئتها وطبيعة بلادها ويسبب لها عدة مشاكل صحية وبيئية وهادئة ومعنوية هي في غنى عنها .
لهذا فإن المملكة المغربية الشريفة قد تراءى لها عدم جدوى استمرارها في سلك الطرق السلمية والتعامل باللين مع نظام وحيد القرن الذي لا يفهم لغة التواصل والتفاهم والانفتاح ، لأنه جاهل تماما لدور الدبلوماسية الناجعة ولم يتمكن من استيعاب دروسها من أساتذة العالم في ذلك وهم الدبلوماسيين المغاربة الذين لقنوهم دروسا لا تنسى وجعلوهم يضربون أخماسا في أسداس ويتبعون سراب ما يحيكه لهم الأعداء الذين يؤملونهم بالورود الكاذبة ويجعلونهم يعيشون على أمل تحقيقها ، الأمر الذي يجعلهم يستمرون في تعنتهم وغرورهم يعمهون ، فلم يجد المغرب بدا من تغيير سياسته ازاءهم للحيلولة دون تماديهم في خلق القلاقل والمشاكل التي ليس في حاجة إليها ولا تناسب واقعه الآني أو تطلعاته المستقبلية الواعدة التي لن يسمح لأي كان بزعزعة استقراره وأمنه والوقوف في وجه مسيرته التنموية التي تعرفها مملكتنا الشريفة بقيادة ملكها العبقري محمد السادس رائد مسيرة التنمية البشرية بامتياز ، فكان لابد من سلك المغرب لسياسة مواجهة المواقف والانتقال من سياسة السلام والليونة التي لم تؤتي أكلها مع الجار الجائر إلى انتهاج سياسة الفعل ورد الفعل مع النظام المتعنت وقد أعذر من أنذر … وللحديث بقية .