الجفاف وضعف الإنتاج يضعان المستهلكين المغاربة أمام زيادات قوية في أسعار زيت الزيتون
جريدة النشرة : محمد الصديق / أزيلال
ضعف الإنتاج بسبب الحرارة وندرة التساقطات المطربة يضع المستهلكين المغاربة أمام زيادات في أسعار زيت الزيتون.
تدهور وضعية إنتاج الزيتون، كانت قد بدأت بوادرها، منذ سنة تقريبا، بسبب تراكم تداعيات ضعف التساقطات، مما جعل أولويات المنتجين، حاليا، هي محاولة الحفاظ على أشجار الزيتون، التي بدأت تتدهور بسبب التغيرات المناخية التي اثرث على الفرشة المائية حيث ان المنتجين بدأوا بتعميق الحفر في الابار وحفر الاثقاب بدلا من الابار واثر ضعف التساقطات على مخزون مياه السدود والتي كانت السبب في صعف الانتاج لهده السنة .
وعلى مستوى سهل تابية اقليم ازيلال، تحدث احد الفلاحين للحريدة ، “ان اغلبية المزارعين سارعوا إلى البحث عن المقاولات المختصة في حفر الآبار للزيادة في عمق الآبار بعد تراجع الفرشة المائية، ما كلفهم مصاريف إضافية؛ علما أن البعض منهم لم يفلحوا في إنقاذ الغلة بسبب هذا التراجع المفاجئ”.
“إن الوضع بات صعبا جدا، والفلاح يئن في صمت، ورغم أنه يشكل مصدرا للأمن الغذائي إلا أنه لم يتلق أي توجيهات في هذه الظرفية الحرجة قبل الحديث عن المساعدات، ما جعله يفقد محصول عدة سلاسل فلاحية، فضلا عن الخسائر التي تكبّدها في عمليات الحفر، التي تُقدر بالملايين من السنتيمات”، يستطرد لحسن فلاح بمنطقة بو عشيبة في حديثه.
،احد المستثمرين في مجال الزيتون وصاحب وحدة صناعية عصرية لإنتاج زيت الزيتون، كشف في تصريح لحريدة النشرة أن “أسعار زيت الزيتون مازالت في تصاعد مستمر، بسبب قلة المنتوج هذه السنة، الذي تأثر بشح التساقطات، وتراجع المياه الجوفية والانخفاض الحاد في مخزون مياه السدود”.
“ارتفاع سعر زيت الزيتون يكاد يكون متشابها بجهات المملكة، وأيضا بعدد من دول الجوار، خاصة إسبانيا التي تعتبر من ضمن أكبر الدول المنتجة لهذه المادة، لأن التغيرات المناخية أحدثت شرخا كبيرا على مستوى الإنتاج في هذه السلسة الفلاحية”، يضيف احظ المستثمرين في حديثه للجريدة
وأبرز المستثمر ذاته أن متوسط سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون بالمنطقة بلغ إلى حد الساعة 70 درهما، مستبعدا أن يعرف هذا السعر زيادة أكبر في الأيام المقبلة، رغم تضرر الإنتاج ووقف عمليات السقي في ظرف كانت هذه الشجرة المباركة في أمس الحاجة إلى الماء.
وحول أثمان ثمار الزيتون خلال هذا الموسم قال سعيد السلاوي: “إن ثمن الكيلوغرام الواحد من حبوب الزيتون وصل إلى 11 درهم خلال نهاية الأسبوع من هذا الشهر ، فيما تصل تكلفة اللتر الواحد من زيت الزيتون إلى 70 درهما؛ أما سعر البيع فيتراوح بين 70 درهما و80 درهما بحسب جودة الزيت .
ختاما يعود انخفاض الإنتاجية إلى ارتفاع درجات الحرارة الذي أثر على عملية الاصطناع الحيوي للزيت (تكوُّن المنتجات داخل مصادرها الطبيعية) في الثمار، بالإضافة إلى تأثير الجفاف على مواصفات الثمار ونتيجة ذلك تجعدت ثمار الزيتون بسبب ظاهرة العطش الفيزيولوجي والتي تشير إلى عرقلة عمل الجذور وقلة امتصاصها للماء لدى ريّها بسبب ارتفاع الحرارة، فتذبل الثمار وتعطي مؤشرات نضج غير صحيحة نتيجة تغير لونها بالرغم من عدم الوصول لمرحلة النضج المناسبة للقطاف، الى انه في شهر أبريل من هذه السنة وهو شهر التزهير وتثبيت العقد، ارتفعت درجات الحرارة أكثر من معدلاتها في الأعوام السابقة، إذ وصلت في النصف الأخير من الشهر إلى 33 درجة مئوية فما فوق في معظم الأيام، ما أثر على شجر الزيتون في فترة “الإزهار والعقد”، وهي فترة حرجة وانعكس ذلك سلبا على نسبة الثمار العاقدة والإنتاج، إذ تحتاج شجرة الزيتون في موسم التزهير الذي يبدأ من منتصف شهر مارس وحتى منتصف مايو إلى حرارة تتراوح بين 18 و28 درجة مئوية نهارا وبين 13 و 16 درجة مئوية ليلا، كي تحافظ على الزهر والنموات الخضرية بحسب الخبراء والمهندسين الفلاحيين المختصين في الميدان .
وتجذر الإشارة إلى أن أهداف المخطط الأخضر باتت ضعيفة التحقيق إن لم نقل مغيبة تماما بالنسبة لقطاع الفلاحة فيما يخص تطوير مجال غرس أشجار الزيتون وتطوير صناعاته التي يمكن ان تلعب دورا رئيسا في الرفع من الغنتاج والجودة معا لتزويد السوق الداخلية والوطنية بهذه المادة الحيوية الضرورية والهامة ، مما يوجب على المسؤولين التفكير في إيلاء القطاع أهمية تليق به وترفع من مستوى العاملين به للحد فعلا من الهجرة نحو المدن وإعادة الحياة والحيوية للقرى والبوادي التي تعتمد على هذا النوع من الإنتاج.