مائدة مستديرة حول الذكرى السبعين لانتفاضة 07 و 08 دجنبر 1952 بالدار البيضاء بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة
جريدة النشرة : عمر بنعلي / طنجة
تخليدا للذكرى السبعين لانتفاضة 07 و 08 دجنبر 1952 بالدار البيضاء نظم كل من “مديرية التأطير والتكوين بالمنتدى الدولي للتعاون المغربي الافريقي بطنجة “و جمعية بيكا سبور فاميلي” “والنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطنجة” :
مائدة مستديرة بمناسبة هذه الذكرى الغالية على قلوب جميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة وفي هذا السياق قدمت السيدة القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة كلمة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حول الذكرى والتي ركزت على أهمية هذه الذكرى التي جسدت عمق البعد المغاربي للكفاح الذي خاضه العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال، والسيادة الوطنية والوحدة، وتضامن الشعب المغربي مع شقيقه التونسي، غداة اغتيال الزعيم النقابي المغاربي فرحات حشاد، على اثر عملية غادرة وجبانة نفذتها عصابة “اليد الحمراء ” قرب منزله بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة ، حيث تم حينها الإعلان عن اضراب عام يشل الحركة في كل المرافق ويوقف العمل في شرايين الدار البيضاء برمتها ، كما بادرت جميع فئات الشعب المغربي لمساندة ودعم مسيرة الكفاح المشترك ، وهكذا دخلت جموع المتظاهرين في صدامات عنيفة مع قوات الاحتلال الاستعماري التي لم تتورع عن اطلاق النار على المدنيين العزل بل هاجمت حتى مواكب الجنائز في خرق سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية والشرائع السماوية،
وأضافت القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير من خلال الكلمة على أن هذه المحطة النضالية تعتبر دليلا على عمق وصلابة الروابط التي تجمع بين كل الشعوب التي تشترك بأواصر الدم واللغة والدين ووحدة المصير. وهو ما أكده الحاضرون بعد فتح نقاش مستفيض حول سياق هذه الذكرى ورمزيتها .
ثم تم الانتقال بعد ذلك لكلمة الأستاذة لطيفة خال “مديرة مديرية التأطير والتكوين بالمنتدى الدولي للتعاون المغربي الافريقي”و التي عبرت من خلالها عن فرحتها الغامرة بهذا اللقاء الذي سيشكل حجر الاساس لبداية تعاون مشترك ومثمر مع “جمعية بيكا سبور فاميلي وذلك وعيا من “المنتدى الدولي للتعاون المغربي الافريقي” بضرورة الانفتاح على الشباب واعتماد مقاربة تشاركية تروم خدمة الوطن ورفعته، وتدمج بين خبرة الاساتذة وطموح الشباب ، وذلك باعتماد قنوات تشاركية يتم الحرص فيها على تقديم تكوين مستمر لأعضاء الجمعية بالتنسيق مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة في مجالات مختلفة تهم مجال التنمية الذاتية ، والتواصل و التخطيط الاستراتيجي ، و تقنيات التواصل بمختلف أنواعه ، و تقديم العروض والندوات والدورات التكوينية في ما يهم ترسيخ قيم الوطنية والمواطنة الايجابية.
وهو ما أكده السيد المنسق العام للمديرية الأستاذ الغالي الزنطار الذي وضع خبرته التي تفوق 30 سنة في العمل السياسي والجمعوي رهن إشارة أعضاء جمعية بيكا سبور فاميلي مشيدا بالعمل الجماعي الذي يعد الطريق الأمثل للنجاح ، وهو ما أكده الاستاذ عبد الاله البرنوصي مدير العلاقات العامة للمديرية، الذي اعتبر ان تجربته في العمل الجمعوي والتي تزيد عن 35 سنة ونيف ، علمته أن العمل الجمعوي لا يمكن أن ينجح الا بتظافر وتكامل كل الجهود سعيا إلى الرقي بوطننا الحبيب في مدراج التقدم والنجاح.
وقد أكد الاستاذ ياسين البقيجر رئيس جمعية بيكا سبور فاميلي على استعداد هذه الأخيرة للانخراط في جميع الأوراش التي من شأنها تطوير عمل الجمعية والانخراط في كل ما له علاقة بالتنمية وترسيخ قسم الوطنية والمواطنة، لا سيما وان ذلك يتفق و فلسفة جمعية بيكا سبور فاميلي التي تعتبر ان الرسالة الأسمى للرياضة لا تتمثل فقط في الحفاظ على الجسم وصحته بل تهدف إلى محاربة العنف والمخدرات والانتحار وغيرها من الآفات الاجتماعية اضافة الى تعزيز الثقة بالنفس وتقوية المناعة النفسية فالعقل السليم في الجسم السليم ، وهو ما أكده السيد الكاتب العام للجمعية الأستاذ الطيب الخدادي الذي اعتبر أن جمعية “بيكا سبور فاميلي” كما يدل اسمها على دلك هي يد واحد متراصة هدفها الأسمى هو تكوين وتأطير أعضاء الجمعية والعمل على تسطير برامج مستقبلية تروم تقديم التكوين المستمر لهم في مختلف التخصصات المرتبطة بالتعليم والحث على مواصلة المسار الدراسي والتطوير في الجانب الرياضي كذلك.
وبعد النقاش المستفيض في كل ما سبق توافق الحاضرون على مناقشة الانشطة المشتركة التي تهدف الاطراف المشاركة إلى تنظيمها والتي تتركز حول المحاور التالية :
* ترسيخ قيم الوطنية والمواطنة
* الاعتزاز بالذكريات الوطنية وتثمينها
* تنظيم انشطة رياضية ودورات تكوينية خاصة بالتربية البدنية
* تنظيم انشطة تحسيسية ودورات تكوينية في الاسعافات الأولية
* تنظيم انشطة ثقافية وفنية وورشات تكوينية في التأطير والتكوين
* تنظيم أنشطة تربوية وتعليمية وتوجيهية في ما يخص استكمال المسار الدراسي
واختتمت المائدة المستديرة بتأكيد السيدة القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير على ترحيب النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطنجة على الاستعداد الدائم للتنظيم والمشاركة في كل ما من شأنه العمل على الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية وصيانتها وترسيخ قيم الوطنية والمواطنة ، وختاما تم الترحم على شهداء الحرية والاستقلال الذين استرخصوا دمائهم الزكية فداء للوطن ،والدعاء لصحاب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالنصر والتمكين .
كما تم والتأكيد من طرف كل المشاركين في المائدة المستديرة على الدفاع المستمر عن وحدتنا الترابية وقطع الطريق على كل المتربصين بها، في عزم اكيد على مواصلة السير قدما نحو مغرب الحداثة والديموقراطية وفق الحكامة الرشيدة والرؤية المتبصرة التي ينهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله له النصر والتمكين .