الإعلان عن فعاليات مهرجان المسرح العربي

0

جريدة النشرة : حليمة باهي

 

عقد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح السيد اسماعيل عبد الله مؤتمرا صحفيا للإعلان عن فعاليات الدورة ١٣ من مهرجان المسرح العربي-المغرب، يوم الثلاثاء ٣٠ دجنبر ٢٠٢٢ على الساعة ١١ بتوقيت الإمارات في مقر الهيئة بالشارقة.

وقد افتتحه السيد اسماعيل عبد الله بإلقاء كلمته التي رحب فيها بجميع الداعمين والمساندين لكل فعاليات الهيئة العربية للمسرح، كما أوضح أن هذا المؤتمر يتم عقده بمناسبة التحضيرات الأخيرة ونحن في الأمتار الأخيرة لتنظيم دورة جديدة من دورات المهرجان، واختار السيد الأمين العام للهيئة أن تسمى هذه الدورة بدورة التحديات والانتصار؛ “فقد كان التحدي الأكبر هو الجائحة التي اضطرتني للتأجيل المرة الأولى في عام ٢٠٢١ ثم التأجيل الثاني في عام ٢٠٢٢ وصار المهرجان أمام استحقاق وحق للمسرحي، وهو موعدهم وبوصلتهم…” يقول السيد اسماعيل عبد الله. ويؤكد أيضا على أن هذه التحديات لم تواجهها الهيئة وحدها بل معها الشريك الإستراتيجي المغربي ممثلا في وزارة الشباب والثقافة والتواصل، منوها بكوادرها الذين دللوا وسهلوا كل عقبة يمكن أن تواجه انعقاد المهرجان في عام ٢٠٢٣ وكذا الكوكبة الكبيرة واللامعة لمسرحيي المملكة المغربية الذين وقفوا وقفة رجل واحد وتعاونوا فيما بينهم ومع وزارتهم وهيئتهم مدركين أهمية الحدث المسرحي؛ أهمية المهرجان من ناحية وأهمية الحضور المسرحي المغربي على مدار الدورات السابقة وخاصة هذه الدورة من ناحية ثانية وأهمية الحضور العربي في الأفق المغربي من ناحية ثالثة، على حد قوله. وأشار إلى أن المغرب الصاعد بجهود أبنائه في شتى المجالات لم يغب منذ دورة المهرجان الأولى وسجل حضوره الباهر فنيا وفكريا، كما سجل ذلك في مشاريع الهيئة الإستراتيجية، وأضاف السيد اسماعيل عبد الله أن المسرحيين المغاربة كانوا فاعلين في صياغة الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، وكانوا فاعلين ومؤثرين في استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، وسجلوا حضورا مهما في إصدارات الهيئة والنشر في مجلتهم وكذلك في مؤتمراتها الفكرية ونمو الحركة النقدية، كما سجلوا الحضور الأبرز في مسابقات البحث العلمي؛ إذ فاز عشرة باحثين مغاربة من أصل واحد وعشرين باحثا في مسابقاتهم، لذا تمكنا معا بتوحد جهود المخلصين للمسرح العربي المبتعدين عن الذاتية والرؤى الضيقة من أجل أن نصل بالمهرجان إلى موعده، يقول الأمين العام للهيئة العربية للمسرح. كما يتشرف بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الدورة، ويعتبرها بمثابة تتويج لجهود هذا الجمع المسرحي؛ حيث يرى أنها تمنح الحادث رفعة، وتؤشر بما لا يدع مجالا للشك أن المسرح يمتلك أهمية لا بد من العمل على ترسيخها وتعميقها في حياة أمتنا. مضيفا أن هناك المنجز التاريخي الذي يستمر العمل عليه منذ سنوات التعاون مع مسرح محمد الخامس والنقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية ولفيف من المسرحيين المغاربة وتوثيق الحركة المسرحية المغربية ضمن مشروع الهيئة خزانة ذاكرة المسرح العربي، ويضيف قائلا: “إننا اليوم لابد أن نحيي كل تلك الأسماء التي يضيق المجال لذكرها لكنهم وكما يعملون بجد وصمت ينفخون روح الحياة فيما ينجزون، ونقول لهم موعدنا أنتم ومسرحكم، موعدنا عربي مشرق يليق برعايتين كريمتين لهذا المهرجان رعاية جلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لإتحاد الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح”. منتقلا للحديث عن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشر والمزمع عقدها -بمشيىة الله- في المملكة المغربية بالدار البيضاء، وقد ذكر أن هذا المهرجان له مسارات عديدة سواء كانت العروض المسرحية المشاركة وهي عروض في مسارين، المسار الأول: هي عروض المهرجان، والمسار الثاني: هي العروض المسرحية المشاركة للتنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي، بالإضافة إلى مجال فكري متنوع، كما أشار السيد اسماعيل عبد الله إلى المجال الفكري لهذه الدورة يعتبر من أكبر الندوات المصاحبة للمهرجان، حيث ستذهب لمساءلة التجارب المسرحية المغربية، ويشارك فيها أكثر من ٦٠ باحثا ومبدعا مسرحيا مغربيا. ويضيف كذلك أن هناك ١٥ ورشة مصاحبة للمهرجان، منها خمس ورش تشرف عليها الهيئة العربية للمسرح، وستنظم لصالح الشباب في المراكز التابعة للوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بالإضافة إلى عشر ورش ستساهم أيضا الوزارة في تنظيمها إبان انعقاد هذا المهرجان. ويذكر أيضا أن هناك لقاءات فكرية لقامات مسرحية عربية ستنظم في كلية بنمسيك بالدار البيضاء. مع الإشارة إلى العروض المسرحية المتقدمة وهي ٢٠٣ اختارت منها لجنة التحكيم ١٦ عرضا مسرحيا، أربعة من هذه العروض ستكون في المسار الأول، و١٢ عرضا ستتنافس من أجل الحصول على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي.

كما ألقى كلمته السيد المستشار الدكتور يوسف عيدابي مدير إدارة التوثيق والنشر في الهيئة العربية للمسرح، حيث تحدث عن أهمية أهمية المجال الفكري خصوصا أنه يتناول منطقة مسرحية مهمة في الوطن العربي وهي منطقة الشمال العربي الأفريقي، ويضيف أن محور الندوة يدور حول شعار الهيئة الواسع وهو ” نحو مسرح عربي جديد ومتجدد” وهو بحث في آفاق التجدد والتطور للمسرح العربي بشكل خاص. مشيرا إلى أن تجارب الفنانين والكتاب والمخرجين والسينغراف والممثلين والمعدين الذين لهم باع وتجربة في تاريخ المسرح المغربي تم اختيارهم بالتشاور مع المسرحيين المغاربة أنفسهم، وبالتالي يتوقع السيد المستشار أن تكون هذه الندوة مثمرة ومهمة تصل إلى ما يطور المسارح العربية بشكل عام لكونها ستناقش فيها أفكار كثيرة لأطراف متعددة من حداثيين وما بعد الحداثيين ومنظرين ونقاد وممارسين مسرحيين… ويؤكد على أن هذه التجربة متشابهة ومتواصلة إلى حد كبير بعضها ببعض وهناك علائق وثيقة من خلال مهرجان المسرح العربي ومهرجانات أخرى بين المشرق والمغرب، ويأمل أن يفضي هذا التواصل إلى تنظير عربي مغاير للتنظير الأوروبي ويصل إلى مساحة أوسع من الخصوصيات والهويات المهاجرة أو المحلية. وفي نظر الدكتور يوسف عيدابي أن الندوة الفكرية تتشارك بشكل رئيس مع إصدارات مغربية متميزة؛ حيث هناك ١٢ كتاب جديد يناقش مجمل تمددات وتجديدات الكتابة والإخراج والشأن المسرحي كله في المغرب، ويضيف أيضا أن هذه الندوة تتكامل مع جملة من الأشياء الأخرى من ضمنها محاضرات وندوات تطبيقية وورش تدور في فلك تجديد المسرح العربي على وجه عام والمسرح المغربي على وجه الخصوص. وقد أشار إلى أن هناك اشكاليات كثيرة تطرح عبر العروض المسرحية بما فيها آخر استنباطات وتجديدات المسرح حتى الأوروبي في تقبلها في الشمال الإفريقي، ويلاحظ في ذلك مساحة شاسعة بين المشرق والمغرب، لكن الجميل أيضا هو العروض التي تكاد تتوازن بين المشرق والمغرب، وبالتالي يمكن أن تخلق نوع من الجدل ونوع من الصراع المفيد والايجابي نحو هذه الصيغة، على حد قوله. ويؤكد من جانبه أنه سيتم إصدار عرض خاص عن المسرح المغربي لم يؤلف ولم يشكل وإنما استنبط من الواقع الحالي، من مقالات ودراسات وصلت للمجلة وتم تركها لتكون عدد احتفائي بالظاهرة المغربية، ويتمنى الدكتور يوسف عيدالي أن يوفق هذا العرض على شكله التلقائي ويكمل جانبه المسرحي إلى جانب البحوث والدراسات أيضاً التي فاز من بينها باحثين عرب، منوها أيضا بالباحثين المغاربة الفائزين في الدورات السابقة…

وقد أشار الأمين العام للهيئة السيد اسماعيل عبد الله إلى أن المهرجان عادة أينما حط الرحال يكرم كوكبة من القامات المسرحية في كل بلد عربي، حيث سيتم تكريم عشرة من القامات المسرحية المغربية وقد قامت الوزارة المعنية باختيار أسماء العشرة المكرمين على هامش هذه الدورة. والجدير بالذكر أيضا أنه سيصل عدد المشاركين في الدورة إلى حوالي خمس مائة مشارك مسرحي من خارج المغرب وداخله، هذا الاحتفاء الكبير بمنجز المسرح العربي السنوي يستحق هذا الحضور المسرحي العربي لنتعرف على تجاربنا المسرحية ونحتفي بها ونحتفل بها من خلال هذه النافذة المسرحية الكبيرة، يقول الأمين العام للهيئة. وأشار أيضا إلى أن المهرجان سيفتتح في اليوم العربي للمسرح، وبهذه المناسبة يتم اختيار قامة مسرحية عربية لكتابة وإلقاء كلمة في هذا اليوم، وقد وقع الاختيار هذه العام على قامة مسرحية نعتز ونفتخر ونفاخر أيضا بانجازاتها، على حد قوله، وهو الفنان العراقي جواد الأسدي، حيث سيلقي كلمته في العاشر من يناير في حفل افتتاح المهرجان. وقد أضاف أن الوزارة المعنية ستبرمج ٣٠ عرضا مسرحيا في مختلف المراكز الثقافية في الدار البيضاء وخارجها تزامنا مع هذه الدورة للمهرجان، وفي ختام كلمته، أبدى السيد اسماعيل عبد الله سعادته واعتزازه بما قامت به وزارة الشباب والثقافة والتواصل، متقدما بالشكر إلى معالي الوزير وكل الطاقم الوزاري وعلى رأسهم الأستاذ محمد بن يعقوب مدير مديرية الفنون في الوزارة وجميع اللجان العاملة في هذا المهرجان.

 

واختتمت الندوة بفتح مجال الأسئلة، حيث جاءت كالآتي:

  • إلى أي حد وثقت الهيئة العربية للمسرح خطتها؟ وكم دولة في هذا التوثيق؟
  • هل لجنة التحكيم وضعت في اعتبارها الدولة المنظمة في اختيار العروض أم كان اختيار العروض المسرحية فني بحث؟
  • هل يمكن معرفة أسماء المكرمين المغاربة؟

وقد أجاب السيد اسماعيل عبد الله بقوله: “بالنسبة للسؤال الثالث فسنترك الإجابة عنه للمغرب إلى أن تعلن الوزارة عن أسماء المكرمين، أما اختيار العروض المسرحية كما تعلم هي مسابقة لأفضل عرض مسرحي عربي وبالتالي أودى بالأساس في اختيار العروض، فالقرار فني بحث ولا علاقة له بانتماء العرض لأي فرقة ولأي دولة، وبالتالي الجودة هي من تفرض نفسها…”.

وأجاب السيد مدير التوثيق والنشر في الهيئة العربية للمسرح على السؤال الأول، بعد التأكيد على إجابة السيد الأمين العام، مضيفا أن العروض المتنافسة صودف أنها فازت إما في بلدانها أو في مهرجانات أخرى، وكلها عروض متميزة فنيا وعلميا. وأجاب بأن الهيئة بادرت بتوثيق الحياة المسرحية بشكل عام، هناك دول تعاونت ودول لم تتعاون لحد الآن، وبالتالي الأمور لا تزال تحت النظر، وذكر بعض هذه الدول المتعاونة من بينها المغرب، مشيرا إلى أن هناك كتاب متميز صدر مصادفة عن المسرح المغربي في العراق، حيث جاء في ٤٥٨ صفحة، وضم أبحاثا مهمة لم يشر إليها سابقا، وهو للباحث والأستاذ الجامعي علي الربيعي. مع تقديمه سبب صعوبة إحصاء مبادرات الدول في هذا المجال كون التوثيق مهمة صعبة وشاقة بالإضافة إلى أنه لا تتوفر إمكانات ولا باحثين أكفاء في هذا الخصوص، وفي هذا الإطار يتقدم بطلب مساعدة كل من النقابات المهنية والباحثين للتوثيق جل مبادرات الدول العربية في المجال المسرحي.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.