جريدة النشرة : كمال الديان / طنجة
عند حلول نهاية كل سنة ميلادية ، يحتدم النقاش و يتجدد الحديث عن شرعية الاحتفال من عدمه بمناسبة رأس السنة الميلادية إذ ينقسم العديد من المهتمين في إباحة التهنئة بها ويفضل البعض عدم الإحتفال .. فمنهم لا يرى ضيرا من تقديم التهاني في مناسبة تعد مظهرا من مظاهر الحداثة في زمن القرية الصغيرة ، وبين من يرفضها بدعوى مخالفة جوهر التوحيد والوقوع في الإشراك.
“محسن اليرماني” الباحث في علم الأديان و في تصريح لجريدة النشرة أعتبر أن تجدد و احتدام النقاش حول شرعية و مشروعية الاحتفالات بأعياد ميلاد المسيح عليه السلام، يعود بالأصل إلى تحديد ماهية هذه المناسبة فرأس السنة هي أعياد وليست عيدا واحدا لأن الطوائف المسيحية اختلفت في تحديد يوم الميلاد ، فقد نقل” ديول ورانت” في قصة الحضارة عن “اكلمندس السكندري” وهو من علماء المسيحية الأوائل الخلاف حول السنة التي ولد فيها ” يسوع الرب ” وكذلك اليوم والشهر، وقد أجمع المؤرخون على أن تاريخ ميلاد المسيح لا يعرف على وجه الدقة . على حد تعبير اليرماني .
الباحث نفسه يرى أن عدم احتفال تلاميذ المسيح بعيد مولده ،و اقرار المجامع الكنسية لهذا العيد تأثرا بالأعياد الوثنية وتحديد 25 من ديسمبر قد تم الإتفاق عليه في مجمع نقية، لأنه هو نفسه يوم عيد ميلاد الشمس الذي كان يخلده ويحتفل به الوثنيون قبل أن تعتنق الامبراطورية الرومانية المسيحية كدين للدولة، فقاموا انذاك باستبدال عيد ميلاد الشمس القاهرة، بعيد ميلاد ” الرب يسوع المسيح ”
وفي سؤالنا عن مشروعية الاحتفال بهذه المناسبة في الدين الإسلامي ، فالباحث يرى أن الجواب على ذلك يكمن في أخذ الفتوى من الفقهاء المعاصرين بما يتناسب مع جوهر العقيدة و التغيرات التي يعرفها العالم سواء من حيث النظم و القوانين، وإن كان يرى أن العلماء القدامي قد حسموا الأمر بعدم جواز الاحتفال ؟ فعلة التحريم مازالت قائمة، ولذلك نجد إجماعا قديما وحديثا عند علماء المسلمين في منع الاحتفال بأعياد ميلاد المسيح حسب “اليرماني ”
وخلص الباحث إلى أن التهنئة التي يقوم بها بعض المسلمون تجاه النصارى بمناسبة أعيادهم الدينية، لا تخرج عن دائرة البر و الإحسان الذي أمرنا بها الله تعالى في معاملة أهل الكتاب المسالمين ، دون الوقوع في الاعتقاد الفاسد من كون المسيح عليه السلام هو ابن الله أو تجل الله في الجسد
من جانب أخر اعتبر الإطار التربوي “محسن براضي”، على أن الاحتفال بقدوم تقويم ميلادي جديد ، يعد سلوكا عاديا بما لايتعارض مع جوهر العقيدة الإسلامية ، فتوديع عام و استقبال عام آخر يعد روتينا و سلوكا عاديا على حد تعبيره
بالمقابل شدد “ح بنعلي ” على انه لا يحبذ الاحتفال برأس السنة لأن ذلك يعتبرا تقليدا وتبعية ، مؤكدا أن تعامله مع المناسبة يكون طبيعيا جدا وغير متميز عن باقي أيام السنة .