قَصَصِ الْحَيَوَانِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمْ{قِصَّةُ الْفِيلْ}

0

جريدة النشرة : بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

أَبْرَهَةُ الْأَشْرَمُ مَغْرُورْ=فِي دَرْبِ{1}الشَّيْطَانِ يَسِيرْ

كَانَ يُرِيدُ إِقَامَةَ بَيْتٍ=فِي الْحَجْمِ عَظِيمٌ وَكَبِيرْ

كَيْ يَصْرِفَ مَنْ جَاءَ يَزُورْ=عَنْ بَيْتِ اللَّهِ الْمَعْمُورْ

وََََأَقَامَ الْمَغْرُورُ كَنِيسَةْ=بِغُرُورِ الشَّيْطَانِ حَبِيسَةْ

كَيْ يَصْرِفَ جَمْعَ الْحُجَّاجْ=عَنْ شِرْعَةِ أَعْظَمِ مِنْهَاجْ

لِكَنِيسَتِهِ يَدْعُو النَّاسْ=لِتَحُجَّ جَمِيعُ الْأَجْنَاسْ

رَجُلٌ قَدْ فَقَدَ الْإِحْسَاسْ=وَتَمَلَّكَ مِنْهُ الْوَسْوَاسْ

قَدْ جَعَلَ الْمَالَ الْمِقْيَاسْ=لَكِنْ لَمْ يَسْتَجِبِ النَّاسْ

وَتَوَلَّى الْأَشْرَمُ بِالْيَاسْ{2}=يَجْرَعُ مِنْ خَيْبَتِهِ الْكَاسْ{3}

ظَلَّ الْحُجَّاجُ إِلَى الْكَعْبَةْ=يَفِدُونَ وَيَرْجُونَ التَّوْبَةْ

فَتَمَلَّكَهُ الْغَضَبُ الْعَاصِفْ=سَارَ بِجَيْشٍ عَاتٍ جَارِفْ

نَحْوَ الْكَعْبَةِ كَيْ يَهْدِمَهَا=بِهُجُومٍ جَبَّارٍ خَاطِفْ

أَثْنَاءَ السَّيْرِ إِلَى مَكَّةْ= وَبِجَيْشٍ مُكْتَمِلِ الشَّكَّةْ{4}

يَتَصَدَّى أَشْرَافُ الْيَمَنِ=لِلْأَشْرَمِ فِي ذَاكَ الزَّمَنِ

قَدْ هَزَمَهُمُ شَرَّ هَزِيمَةْ=بِجُنُودٍ فِي الْحَرْبِ لَئِيمَةْ

وَيُوَاصِلُ فِي دَربِ الْبَغْيِ{5}=سَيْراً فِي ذَيَّاكَ السَّعْيِ

مَا إِنْ وَصَلَ الْجَيْشُ لِمَكَّةْ=أَخَذُوا النُّوقَ وَزَرَعُوا شَوْكَةْ

{عَبْدُ الْمُطَّلِبِ}الْمُلْتَاعْ=سَارَ لِأَبْرَهَةَ الطَّمَّاعْ

ظَنَّ الْأَشْرَمُ أَنْ قَدْ جَاءْ={عَبْدُ الْمُطَّلِبِ}الْمُسْتَاءْ

يُثْنِيهِ{6} عَنْ هَدْمِ بِنَاءْ=لِلْكَعْبَةِ بِشَدِيدِ رَجَاءْ

قَالَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَأَشْرَمْ=يَا مَنْ جِئْتَ مُغِيراً فَاعْلَمْ

لِلْكَعْبَةِ رَبٌّ يَحْمِيهَا=أَمَّا إِبِلِي أَنَا أَفْدِيهَا

يَطْلُبُ أَبْرَهَةُ الْمَلُعُونْ=مِنْ قَادَةِ جَيْشٍ مَجْنُونْ

تَوْجِيهَ الْفِيلِ إِلَى مَكَّةْ=أَشْدِدْ بِالْحَاجَةِ لِلْحِنْكَةْ{7}

لَكِنَّ الْفِيلَ الْمَأْمُورْ=مِنْ رَبٍّ لِلْحَقِّ نَصِيرْ

يَأْبَى أَنْ يَظْلِمَ وَيَسِيرْ=فِي هَدْمِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورْ

وَتَهِلُّ جُمُوعُ الْأَطْيَارْ=تَرْمِي الظَّلَمَةَ بِالْأَحْجَارْ

فَأَذَاقَتْهُمْ كَأْسَ دَمَارْ=كَعِقَابٍ لَحِقَ الْفُجَّارْ

مَنْ أَهْلَكَ أَصْحَابَ الْفِيلْ؟!!!=وَسَقَاهُمْ كَأْسَ التَّقْتِيلْ؟!!!

مَنْ جَعَلَ الْكَيْدَ بِتَضْلِيلْ؟!!!= مَنْ أَرْسَلَ طَيْرَ أَبَابِيلْ؟!!!

تَرْمِي بِحِجَارَةِ سِجِّيلْ=صَارُوا كَالْعَصْفِ الْمَأْكُولْ

اِعْلَمْ-وَلَدِي-أَنَّ اللَّهْ=حَفِظَ الْبَيْتَ وَمَنْ وَالَاهْ

وَتَوَلَّى إِهْلَاكَ عِدَاهْ=بِجُنُودٍ فِي غَيْبِ عُلَاهْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1}اَلدَّرْبْ: الطَّرِيقْ .

{2}اَلْيَاسْ: اَلْيَأْسْ .

{3}اَلْكَاسْ: اَلْكَأْسْ .

{4}اَلشَّكَّةْ: اَلسِّلَاحْ .

{5}الْبَغْيْ: اَلظُّلْمْ .

{6}يُثْنِيهْ: يُرْجِعُهْ .

{7}اَلْحِنْكَةْ: التَّجْرِبَةُ وَالْبَصَرُ بِالْأُمُورْ .

Leave A Reply

Your email address will not be published.