جريدة النشرة : سمير السباعي
تم يوم الاربعاء 10يناير 2023 بمسرح محمد السادس الكائن بمقاطعة الصخور السوداء بمدينة الدارالبيضاء حوالي الساعة الساعة السابعة مساء الافتتاح الرسمي لفعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته 13 والمنظم بشراكة بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب. و قد عرف هذا النشاط الثقافي الهام حضور فعاليات مسرحية و أسماء وازنة في سماء الممارسة المسرحية العربية و المغربية إلى جانب عدد من الفرق المسرحية و الأسماء الأكاديمية المشاركة في فقرات هذا العرس المسرحي العربي الذي عرف انطلاقته على ركح خشبة مسرح محمد السادس بعرض كوليغرافي لمجموعة من الشباب المغاربة الذين صنعوا لوحات استعراضية راقصة تحتفي بالحضور المسرحي العربي على أرض العاصمة الاقتصادية للمملكة مقدمين مشاهد امتزج فيها سحر الصورة بأناقة التعبير جاعلين من الحضارة المغربية بأرقى تعابيرها أفقا جماليا للصورة ككل، وبعد نهاية هذه الفقرة الافتتاحية تسلم الكلمة الدكتور و المسرحي العراقي جواد الاسدي الذي قدم رسالة اليوم العربي للمسرح عبر كلمات سافر من خلالها الجمهور الحاضر بين عوالم مسرح اللجوء و المنفى و الطليعية حيث كانت كلمات الاسدي قوية محددها الرئيسي دعوة الإنسان العربي إلى الانتصار للفعل الثقافي فكرا وممارسة بل ووجودا بعد أن نوه باختيار المغرب لاحتضان فعاليات هذا الملتقى الثقافي العربي معتبرا ذالك أنه عرفان للتجربة المسرحية المغربية التي تعيش بحق مسارات تجديد فعلية. كما أشار بدوره وزير الثقافة المغربي في كلمته إلى أهمية عقد هذا المهرجان بأرض المغرب كتظاهرة تعبر عن جغرافية الوطن العربي و ذالك بعد النجاح الذي سجلته دورة الرباط لسنة 2015 مشددا في نفس الان على أن الرهان قوي لإنجاح هذه الدورة رغبة في الانتصار عبر لغة المسرح لقيم التسامح و الحوار مع التأكيد أيضا على ضرورة الانفتاح على مسرح عربي قادر أكثر على تناول قضايا الحاضر والمستقبل و لم تفت الوزير المغربي الفرصة للتنويه بالمشاركات المتميزة التي مافتئ المسرحيون المغاربة يسجلونها عبر مشاركاتهم الوطنية والدولية قاطعا في نفس الان الوعود الرسمية بدعم هذه الانجازات. أما الدكتور سالم بن محمد المالك رئيس منظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة فقد اعتبر احتضان المملكة المغربية لفعاليات مهرجان المسرح العربي انتصار للممارسة المسرحية للامة العربية ككل في أبهى عرس لها مستعرضا في نفس الان الادوار التاريخية التي لعبها المسرح العربي إبان لحظات الكفاح الوطني للشعوب العربية ضد المستعمر مقدما بذالك دروسا في الوطنية والنضال و هو ما يجعل حسب تصريح رئيس الإسيسكو دائما الرهان قويا على أبي الفنون ليستمر في لعب هذه الادوار الطلائعية و العمل على ترجمة مطامح الحاضر و التصدي لأزمات العالم الحالية بحس مسرحي ناضج يقتفي نجاحه من التجارب المسرحية التي سبقت و أسست للفعل المسرحي العربي والعالمي والتي لازالت حاضرة في الذاكرة الجماهيرية أمثال مسرحيات مجنون ليلى لأحمد شوقي و هاملت لشكسبير، ولم يفوت الدكتور المالك الفرصة بدوره للإشادة بأصالة الفعل المسرحي المغربي خاصة الرواد أمثال محمد حسن الجندي والطيب الصديقي في تأكيد على صدى التجربة المسرحية المغربية داخل الوطن العربي. و قد كانت كلمة رئيس الإيسيسكو إطارا أكد فيه هذا الأخير أن اتحاد جامعات العالم الإسلامي سيعقد في مارس القادم الدورة الأولى للمسرح في العالم الإسلامي في تأكيد واضح على توجه المنظمة لدعم العمل المسرحي بمختلف اتجاهاته الابداعية داخل صفوف شباب العالم الإسلامي. وقد تسلم الكلمة مباشرة الدكتور محمد ولد عمر المدير العام للمنظمة العربية للاربية والثقافة و العلوم (أليسكو) والذي نوه بدوره بانعقاد هذا المحفل الثقافي تزامنا مع حلول 10 من يناير كيوم احتفاء بالمسرح العربي و قد أشار رئيس الأليسكو أن هذا العرس المسرحي العربي يأتي في ظل العودة التي يحاول المسرحيون العرب صناعتها بعد أن عرف الفعل المسرحي شبه ركود نتيجة تأثيرات جائحة كورونا و هو الامر الذي يدفع حسب ولد عمر إلى التفكير في صيغ جديدة للإبداع المسرحي العربي ترتب الاولويات و تسمح بالحفاظ على رسالة المسرح التنويرية والتثقيفية. أما أخر المتدخلين في هذا الحفل الافتتاحي لمهرجان المسرح العربي فقد كان هو الدكتور إسماعيل عبد الله الامين العام للهيئة العربية للمسرح والذي اعتبر عقد هذه الدورة بمثابة تأكيد لعراقة و قوة الرسالة الفنية للخشبة معتبرا أن قيمة هذا الحفل المسرحي تكمن في تنوع فقراته ما بين عروض مسرحية ومؤتمر فكري يساؤل علميا واقع الممارسة المسرحية العربية بالإضافة إلى دعم لإصدارات أكاديمية مسرحية بأقلام مغربية حوالي 12 كتابا و هو ما يعبر حسب وجهة نظره على عمق التراكم الذي سجله مهرجان المسرح العربي قبل أن يختم كلمته بالتعبير عن اعتزازه باحتضان الدار البيضاء لهذا الاحتفال بالمسرح العربي في تناغم مع عراقة المدينة وأصالة قيمها الحضارية والوطنية وهو ما تم التعبير عنه من خلال تقديم جائزة شكر وعرفان للمغرب في شخص وزير الثقافة محمد المهدي بنسعيد على الدعم الذي حظيت به الهيئة العربية للمسرح من أجل تنظيم هذه الدورة الثالثة عشر على أرض المملكة المغربية. وبعد أن استمتع الجمهور بوصلة موسيقية من اداء مطربة السوبرانو المغربية سميرة القادري تم الاحتفاء على خشبة مسرح محمد السادس مع نهاية حفل الافتتاح بعدد من الأسماء المسرحية المغربية كعربون اعتراف وافتخار بما قدمته للمسرح المغربي خصوصا والمسرح العربي عموما أمثال نزهة الركراكي وفاطمة الغالية الشرادي أيقونة المسرح بالأقاليم الصحراوية المغربية و عميد مسرح الاستمرار البدوي الفنان والمسرحي عبد الرزاق البدوي و اخرون في التفاتة لاقت استحسان الجمهور الحاضر. للإشارة فحفل الافتتاح هذا كان من تنشيط الاعلامية المغربية سناء الزعيم وإلى تغطية إعلامية لاحقة كل عام والمسرح العربي بألف خير