أنهار ميتة

جريدة النشرة : باتريسيا مارتان دياز

 

كما هي حال أهم الأنهار في منطقتنا كالنيل ودجلة والفرات، دخلت أنهار العالم مرحلة الاحتضار، وهذا يعني أن البشرية أيضاً باتت في حالة احتضار، حيث لا امكانية للحياة من دون هذا المصدر الهام للمياه العذبة.

يؤكد الخبراء على ضرورة التحرك السريع لمواجهة هذه الكارثة، لأنه من المحتمل أن يعاني ثلثي سكان العالم، من عدم الحصول على ما يكفي من المياه العذبة لتغطية احتياجاتهم الرئيسية خلال عامين من الآن فقط. ستؤثر هذه الكارثة على المليارات منّا، لذا نحن بحاجة إلى تحرك عالمي سريع من أجل تفاديها.

سوف تجتمع حكومات العالم في قمة أممية خاصة بالمياه لأول مرة منذ ٥٠ عاماً، من أجل مناقشة مشروع طموح يهدف إلى إعادة تأهيل أنهار العالم الملوثة وضمان الأمن المائي باعتباره حق أساسي من حقوق الإنسان وليس سلعة من أجل الربح. أكدت لنا مصادر خاصة أن فرص التوافق على خطة لحماية المياه ستكبر في حال وجود ضغط شعبي كبير، لأن بعض الحكومات المتقاعسة والشركات الكبيرة ستبذل ما في وسعها لعرقلة أي اتفاق.

لذا، دعونا نعمل على خلق أرضية شعبية دعماً لاتفاق يحمي مياه العالم العذبة، وإيصال أصوات الناس من كل حدب وصوب للمطالبة بحماية النيل ودجلة والفرات وباقي الأنهار والبحيرات في العالم قبل فوات الأوان!

لا يوجد أي وقت للتردد بشأن حماية مصادر المياه العذبة. لا يمكن لدورة المياه في الطبيعة أن تستمر من دون الأنهار والبحيرات وأحواض المياه الجوفية والاراضي الرطبة، التي ترزح جميعها تحت وطأة السدود والنفايات والتلوث بالمواد الكيميائية والعضوية وغيرها. وتتحمل الشركات المنتجات العضوية المعدلة جينياً وشركات التعدين والزراعات الكيمائية والصناعات البلاستيكية المعدة للاستخدام لمرة واحدة فقط الجزء الأكبر من المسؤولية. وعلينا التصدي لهم من أجل إنقاذ مستقبلنا.

تعهد قادة العالم خلال العام الماضي بحفظ ما لا يقل عن ٣٠٪ من مساحة الكوكب بحلول العام ٢٠٣٠. ورغم أهمية هذه الخطوة، إلا أن العلم لا يحتمل التأويل. لذا يتوجب علينا زيادة المساحات المحمية إلى ٥٠٪ من مساحة الكوكب من أجل منح الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة الفرصة للنجاة.

وبعيد التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي مع نهاية العام الماضي، بدأت فعاليات القمة الأممية التاريخية بشأن المياه، من خلال المفاوضات الأولية الهامة بين وفود دول العالم. سيحاول الناشطون المختصون بحماية دورة المياه في الطبيعة وبعض حكومات العالم بذل ما في وسعهم من أجل ضمان الحصول على الالتزام والتمويل اللازمين من أجل إطلاق أهم عملية إعادة تأهيل لمصادر المياه العذبة وحمايتها في التاريخ.

يجب على البشرية التحرك فورا قبل فوات الآوان! لا يمكن لأي شخص في العالم العيش من دون مياه عذبة نظيفة، شاركوا معنا في هذه الحملة العالمية من أجل حماية الأنظمة البيئية للمياه العذبة في الأرض وانشروا العريضة بين جميع الناس، وسيتم إيصال أصواتنا داخل قاعات المفاوضات مباشرة!

About Abdellatif saifia 7118 Articles
الدكتور عبد اللطيف سيفيا

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن




− 4 = 4