المغرب يتحول إلى معادلة صعبة ويسعى إلى تحقيق استقلاله الاقتصادي والسياسي عن الغرب .. الجزء 1

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … عرفت المملكة المغربية في السنين الأخيرة عزما كبيرا وطموحات واضحة وغير محتشمة في السعي إلى اكتساب استقلالية حقيقية في عدة مجالات استراتيجية ، اقتصادية وسياسية وثقافية وغيرها عن الغرب المتمثل في أوروبا وبالخصوص فرنسا شيطان الغرب ، وذلك باتباع سياسة الند بالند والفعل ورد الفعل وتحرر جريء من التبعية الكبيرة التي كانت مفروضة على الدولة المغربية نظرا لعدة أسباب فرضتها أحداث تاريخية تمثلت على الخصوص في الاحتلال متعدد الأطراف والجوانب ، والذي استهدفت فيه المملكة المغربية الشريفة  من الدول الأوروبية كفرنسا وإسبانيا ، بحيث كانت أراضيه مسرحا لاحتلال مزق ربوعه وبقيت رازخة تحت نفوذ الاستعمار الغاشم الذي قسم الغنيمة الترابية والثروات الكثيرة والمتنوعة التي تزخر بها العديد من المناطق بالمغرب ، بحيث وجدت الدول الاستعمارية ضالتها في إشباع غرائزها الاستعمارية المحضة واستنزاف خيرات المملكة بفرض شتى الطرق القذرة والأساليب الخبيثة  للتفريق بين مكونات الدولة ، الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعرقية ، لتثبت أقدامها بأرض المملكة وتحكم قبضتها عليها ، لتلقى بلدان أخرى شقيقة وصديقة نفس المصير ، الأمر الذي جعل المستعمر الغاشم يحصل على عدة مصادر متنوعة من الثروات المختلفة كالفوسفاط والمعادن التي استطاع بفضلها أن يبني اقتصادا قويا ويحتل مناصب رائدة في مجالات متعددة ويقطع أشواطا واضحة في التقدم والتحضر والريادة في ميادين عدة ، جاعلة من مستعمراتها بشمال إفريقيا وغيرها مصدرا لثرواتها وسوقا استهلاكية كبيرة وواسعة لترويج منتوجاتها معتمدة على الريع الفاحش والنرجسية الاستعبادية والعقلية الاستعمارية التي كرستها ولازالت في حق الشعوب المستعمرة ، هذه الأخيرة التي يبدو أن بعضها استحسنت وضعها وباركت عمل الأنظمة الاستغلالية والتوسعية المستبدة التي استحلت التبعية لها ورضوخها لنزواتها الاستعمارية .

إلا أن المغرب انتبه إلى ذلك ولم يرضه حدو الدول الضعيفة والخمولة قياداتها ، فقرر اتخاذ طريق الحرية والكرامة باتباع خارطة طريق تضمن له الاستقلالية عن أي كان ، ليخط مصيره بنفسه حسب تطلعاته بقيادة ملوكه ورجالاته ليحقق إنجازات تلو الإنجازات جعلته رائدا في العديد من المجالات كمجال صنع السيارات الذي تمكن فيه من صنع سيارات محلية ذات جودة عالية أصبح يصدرها إلى دول العالم ،وتجدر الإشارة إلى ما توصل إليه الإبداع المغربي في نفس المجال الذي توصل فيه إلى اختراع سيارة تسير بالكهرباء وأخرى تسير بالهيدروجين الأخضر ، كما أصبح أيضا متطورا في صناعة الطائرات النفاثة والسفن الفضائية ، ناهيك عن العديد من الصناعات العصرية المتقدمة ، مكنته من تحقيق طموحات تضيئ طريقه نحو الآفاق الواعدة ،.. وللحديث بقية .

 

 

About Abdellatif saifia 7118 Articles
الدكتور عبد اللطيف سيفيا

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن




83 − = 74