خبراء يناقشون موضوع الصحافة و نشر الأخبار الزائفة بين النص التشريعي و ميثاق أخلاقيات المهنة بطنجة
جريدة النشرة : كمال الديان _ عدسة : ملاك الحياني / طنجة
إلتأم مجموعة من الخبراء و المختصين في الصحافة و القانون و القضاء ببيت الصحافة يوم الخميس 27 أبريل 2023 ، في يوم دراسي نظمه بيت الصحافة في موضوع : “الصحافة و نشر الأخبار الزائفة بين النص التشريعي وميثاق أخلاقيات المهنة “، لما لهذا الموضوع من راهنية و تأثير كبير على المشهد الإعلامي المغربي .
سعيد كوبريت رئيس مؤسسة بيت الصحافة وفي تصريح لجريدة النشرة ، اعتبر اليوم الدراسي مناسبة مهمة لتبادل الأراء بين مختصين يشكلون صرح الأمان وقوة اقتراحية لمعالجة ظاهرة تنخر المشهد الصحفي ، كوبريت اعتبرنشر الأخبار الزائفة أمرا مشينا يؤرق مضجع الجسم الصحفي بشتى تعابيره و تلاوينه، مما يستدعي مقاربة هذه الظاهرة من منظور يستند على ثالوت الصحافة و التشريع و القضاء على حد تعبير المتحدث.
اليوم الدراسي انقسم إلى جلستين ، حيث تميزت جلسة الصباح بمناقشة أخلاقيات المهنة بالإستناد إلى ميثاق الصحافة الذي يشكل صمام الأمان أمام ممارسة صحفية مسؤولة و حرة في الوصول إلى المعلومة و تقاسمها مع المتتبعين ، حيث سير الجلسة د توفيق السعيد عميد كلية القانون بطنجة ، و جاءت المداخلة الأولى في محور علاقة الصحافة بالقضاء بين حرية التعبير و أخلاقيات المهنة ، و التي قدمتها ذة عائشة بلحاج وكيلة الملك لدى المحكمة الابتدائية المدنية بالدار البيضاء ، بلحاج قدمت عرضا حول مقاربة القضاء لقضايا الصحافة المعروضة أمام محاكم المملكة ، مرتكزة على دور القضاء المهم في معالجة هكذا قضايا.
عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية و في مداخلته قدم قراءة نقدية في القوانين المنظمة للصحافة ، حيث سلط الضوء على مجموعة من الخروقات التي شابت الجسم الصحفي ، البقالي نسف بقوة تصنيفات كلاسيكية لوصف العمل الصحافي ، ووضع يده على مكامن الخلل في قراءة لمنظومة القوانين التي تنظم العلم الصحفي ، معتبا الصحافي المهني هو المخول له قانونا ممارسة مهنة يترتب عنها بقوة القانون الحماية و الزجر .
بينما جاءت مداخلة د كريم ايت بلا وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بالقنيطرة في موضوع حماية الحق في الخصوصية في ضوء القانون 88.13 وميثاق اخلاقيات المهنة ،حيث رفع اللبس و الغموض عن مجموعة من التمثلات الخاطئة حول الخصوصية و بين بجلاء حدود هذه الخصوصية .
جلسة المساء ارتكزت في مجمل المتدخلين على محور التصدي للأخبار الزائفة ، هذه الأخيرة التي اعتبرها ذ عبد العزيز البعلي وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بأبي الجعد ، خرقا سافرا لممارسة اعلامية تتطلب الإيمان بحجم وعظم المسؤولية .
دة مارية بوجداين عميدة كلية القانون بتطوان ، أكدت على أهمية دور البحث العملي و التكوين في تأطير مهن التواصل كنموذج ، بوجداين قدمت عرضا حول مشاريع جامعية همت خلق تخصصات ماستر في هذا الشأن لمواكبة علاقة القانون و الإعلام تأطيرا وممارسة .
ومن حيث فهم الظاهرة قدم د عبد الواهب الرامي أستاذ بالمعهد العالي للإعلام و التواصل عرضا حول الأخبار الزائفة و التضليل الإعلامي و سبل الحد منهما. فيما قدم د إسماعيل الجباري الكرفطي عضو هيئة المحامين بطنجة وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ، مداخلة ارتكزت على الجانب الحقوقي المترتب عن تأثير هذه الأخبار الزائفة على المتلقي وحجم الضرر الناتج عنها .
المنظمون خرجوا بتوصيات مهمة لعل أبرزها ما ذهب إليه الخبراء من التنصيص على احترام ميثاق أخلاقيات المهنة ، وكذا تقوية المنطومة الحمائية و الزجرية لكل ممارسة قد تنسف قدسية مهنة أريد لها أن تكون سلطة رابعة ، لبناء صرح مجتمع يؤمن بحرة التعبير لكن بمسوؤلية احترام تام للقانون .