
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … وما خفي كان أعظم … فقد تمكن مواطن غيور على تسيير الشأن المحلي من اقتناص عملية استيلاء رئيس مجلس اقليمي ، وفي تحد سافر للقانون ولتعليمات صاحب الجلالة و لجميع المؤسسات الأمنية والقضائية وغيرها وبكل وقاحة وقلة حياء و”تخراج العينين”وبتصرف مقيت لا يمت قط بصلة للضمير الحي ولا للإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كمسؤول يحمل أمانة كبيرة وينال ثقة ملك البلاد والمواطنين ليستولي على شحنة مهمة من الشعير المدعم أمام الملأ ، وذلك باستعمال سيارة الشحن من نوع “بيكاب” التابعة للمجلس الاقليمي ، بعد تسلمها من مخزن جماعة اولاد يحيى ويتوجه بها الى مقر اقامته بتراب جماعة فضالات ، وذلك في صباح يوم عطلة عيد الشغل فاتح ماي.
وخاصة ان السيد الرئيس المبجل قد اتبع مضمون مقولة “خراها اوعلّم عليها”بحيث تم تصوير سيارته التابعة للمجلس الإقليمي الذي يراسه ، وهي تتبع الكمية المسروقة المحملة على متن سيارة “بيكاب” المذكورة .
وهكذا تعتبر السيارتان معا مشاركتين في عملية السرقة هاته في واضحة النهار ، وفي يوم عطلة ، الذي من المفترض أن تتواجد فيه السيارتان اللتان تحملان ترقيم المجلس الاقليمي “ج” لنتفاجأ أنهما تستعملان في سرقة الشعير المدعم ، وافتضاح أمر البطل في هذه العملية الإجرامية الخطيرة لدليل قاطع على تورط رئيس المجلس الاقليمي لبنسليمان في الفساد الذي نبه إليه ملك البلاد اكثر من مرة وحذر المسؤولين من تبعاته ومتابعاته القانونية ، وأعطى في تعليماته أوامره السامية للجهات المعنية لضبط الفاسدين وربط المسؤولية بالمحاسبة في حقهم دون هوادة للقضاء على الفساد والمفسدين ، بعد أن تساءل في احدى خطاباته الجريئة والصريحة في سؤاله التاريخي : أين هي الثروة ؟ .
ويبدو أن بعض المسؤولين لم يبالوا بذلك ليستمروا في ممارسة عمليات الفساد ، غير آبهين بتعليماته وتنبيهاته وتحذيراته السامية بحيث عملوا على عدم الامتثال لاوامره وتوجيهاته واكتفوا بتكريس فسادهم بكل اريحية وجرأة ووقاحة وقلة حياء وانعدام الضمير ، لتلاحقهم لعنة الخيانة الوطنية وتبدأ اوراق خريفهم بالسقوط الواحدة تلو الاخرى ، مثلما حدث مع الوزير السابق المبجل والبرلماني ورئيس لجنة العدل والتشريع والحريات ، محمد مبدبع ، الذي هو في ضيافة سجن عكاشة منذ حوالي اسبوعين ، بسبب ملفات فساد خطيرة وكثيرة ومتنوعة ، لتبقى ملفات الفساد تتوافد على المؤسسات المعنية بالبحث والمتابعة والضبط لتقول كلمتها فيها ، مثلما حدث بالنسبة لكريمين رئيس جماعة بوزنيقة الذي تم توقيفه عن مهامه هذا الأسبوع ، واستدعاء آخرين من طرف الفرقة القضائية للبحث معهم في شبهات تطال وضعياتهم المشكوك في أمرها … ويضع آخرون أيديهم على صدورهم أو جباههم من شدة الصدمة ، والعقبى لمفسدين آخرين انتهكوا حرمة الوطن والملك والشعب ولم يلتزموا بالحفاظ على أمانة المهام التي تم ائتمانهم عليها والبلاد والعباد مما يوجب متابعتهم بجريمة الخيانة العظمى ، ولا عاش من خان الوطن … وللحديث بقية .
وهذان التسجيلان بالصوت والصورة عبر الرابطين التاليين ، يعبران عن مدى استهتار المسؤول بالمصلحة العامة وتعليمات صاحب الجلالة ويعطيان صورة واضحة عن سبب الاثراء الفاحش للمسؤولين ونهبهم للمال العام :
قم بكتابة اول تعليق