ضربة قاضية وكارثية للرياضة بإقليم مديونة … فهل من رقيب منقذ ؟ إنه العبث بالشأن المحلي والإقليمي…

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

عرف مجال الرياضة بإقليم مديونة انتكاسة مفجعة تمثلت في سقوط بالجملة م إلى أقسام دونية بعد أن هوت كل من فرق هذا الإقليم المنضوية تحت لواء عصبة الدار البيضاء الكبرى والتي وصل عددها خمس فرق بالتمام والكمال ، وهي نادي أمل تيط مليل ونجاح مديونة الممارسين في القسم الشرفي الأول وشباب تيط مليل وأمل المجاطية للرياضة ووحدة مديونة الرياضي الممارسين في القسم الشرفي الثاني ،

مما احدث لدى ساكنة الإقليم والجمهور الرياضي الواسع المتتبع بشغف لمسيرة فرقه العصامية والمناضلة بكفاءاتها الشابة والطموحة وبإمكانياتها البسيطة جدا والخاصة محاولة رفع مشعل الرياضة بالإقليم في غياب اهتمام المسؤولين والجهات المختصة في المجال بالإقليم ، ولامبالاة المجالس الجماعية التابعة لإقليم مديونة بهذا الشأن الذي يراد وأده في مهده … “وإذا الموؤودة سئلت …” بسبب عدم امتثال القيمين على هذا الشأن لتعليمات صاحب الجلالة الرياضي الأول الذي لا يبخل بمجهوداته الجبارة للرفع من مستوى الرياضة بالبلاد ، وخير دليل ما حققه الأسود في العرس الرياضي العالمي الذي أقيم بقطر 2022 والذي استطاع  الفريق الوطني المغربي خلاله تحقيق آمال المغاربة والعرب والافارقة باحتلاله المركز الرابع عالميا وإبهار المتتبعين بمستواه الكروي الرفيع وتسويق صورة مشرفة في العالم لمستوى الرياضة بالمغرب ، مما ساعد على إعطاء نظرة مثيرة لإنجازات المغرب والمغاربة في عدة ميادين ، بالإضافة إلى ما تمكن الابطال المغاربة من تحقيقه في مجالات رياضية متنوعة كالملاكمة والكيك بوكسينك والجري … إضافة إلى ما يحققه الآن أشبال المملكة بالتظاهرة الرياضية الإفريقية لكرة القدم الخاصة بأقل من 17 سنة المنظمة بالجزائر والتي استطاع اشبال الاطلس المرشحين بالفوز بها وتحقيقهم للتأهل لكأس العالم .

كل هذه الإنجازات إن دلت على شيء فإنما تدل على النظرة الثاقبة لجلالة الملك بنهجه لاستراتيجية القيام بالبلاد بنفس جديد وطموح للرفع من مستوى الرياضة بالمملكة وخلق روح المنافسة الشريفة لدى الشباب المغربي وجعله خير سفير يمثلنا في المحافل الإقليمية والدولية واحتلال المراتب العليا والمتقدمة بين الدول الرائدة .

إلا أنه وللأسف الشديد ، يبدو أن المسؤولين بإقليم مديونة يسيرون في الاتجاه المعاكس لسياسة ملك البلاد ، بحيث لا يهتمون بخدة الشان المحلي الرياضي لدرجة أن أربع فرق هوت من أقسامها إلى أمستويات أدنى ، وإن عبر هذا الامر عن شيء فإنما يعبر عن عدم قيام هؤلاء بالمهام الموكولة إليهم لخدمة الشباب والشأن المحلي الرياضي الذي يعتبر رافعة اساسية للدفع بعجلة النمو والتقدم إلى الامام لخدمة هؤلاء الشباب وتشجيعهم على ممارسة الرياضة في ظروف احسن تسير وطموحاتهم وطموحات صاحب الجلالة ، بدل إحباط رجال الغد ودفعهم إلى الغضب والتشاؤم والانهيار لتحتويهم اوكار الفساد وتحولهم إلى قنابل موقوتة لا يمكن اتقاء شرها وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية …

ومن أسباب تراجع الفرق الرياضية بإقليم مديونة جملة وما دفعها لتهوي إلى اقسام دونية :

– عدم وجود منح وسوء تسيير المجالس المنتخبة لذلك .

– عدم حصول الفرق على الدعم .

– فشل اللجان الرياضية في تسيير الشأن الرياضي .

– عدم وجود ملاعب بالإقليم .

– عدم دراية القائمين على الرياضة بالمجالس الجماعية بالرياضة .

وكل هذا دفع بقوة ، فرق إقليم مديونة لتهوي بالجملة إلى أقسام دونية ، مما يوجب على المسؤولين إعادة النظر في طرق تسييرهم للشأن الرياضي المحلي أوتغيير العناصر التي تسببت في هذه الكارثة الرياضية الإقليمية ، والتي يجب على عامل إقليم مديونة بصفته الممثل الاول لصاحب الجلالة بالإقليم المنفذ الاول لتعليماته السامية أن يتدخل بيد من حديد ومحاسبة المعنيين على هذا الإهمال الذي يهدم كل ما يطمح ملك البلاد إلى بنائه ليسمو بالبلاد إلى أعلى الدرجات والرفع من مستوى التنمية والتقدم والازدهار وألا يترك الأمر بين يدي شرذمة من الحثالة يعبثون بمصير البلاد والعباد .

وقد شدد جلالة الملك على ضرورة التطبيق الصارم لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل الأول من الدستور التي تنص على ربط المسؤولية بالمحاسبة.

وقال جلالة الملك “لقد حان الوقت للتفعيل الكامل لهذا المبدأ”، مؤكدا أنه “فكما يطبق القانون على جميع المغاربة، يجب أن يطبق أولا على كل المسؤولين بدون استثناء أو تمييز، وبكافة مناطق المملكة”.

وشدد على “إننا في مرحلة جديدة لا فرق فيها بين المسؤول والمواطن في حقوق وواجبات المواطنة، ولا مجال فيها للتهرب من المسؤولية أو الإفلات من العقاب”.

وتساءل جلالة الملك “وما معنى المسؤولية إذا غاب عن صاحبها أبسط شروطها، وهو الإنصات إلى انشغالات المواطنين ؟”

وأكد جلالة الملك، في هذا السياق، أنه لا يفهم “كيف يستطيع أي مسؤول لا يقوم بواجبه، أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعرفون بانه ليس له ضمير”.

وأضاف جلالته “ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، رغم أنهم يؤدون القسم أمام الله، والوطن، والملك، ولا يقومون بواجبهم ؟ ألا يجدر أن تتم محاسبة أو إقالة أي مسؤول، إذا ثبت في حقه تقصير أو إخلال في النهوض بمهامه ؟”.

وبالنسبة لجلالة الملك فإن “مسؤولية وشرف خدمة المواطن، تمتد من الاستجابة لمطالبه البسيطة، إلى إنجاز المشاريع، صغيرة كانت، أو متوسطة، أو كبرى. وكما أقول دائما، ليس هناك فرق بين مشاريع صغيرة وأخرى كبيرة، وإنما هناك مشاريع تهدف لتلبية حاجيات المواطنين”.

وقال جلالة الملك إنه سواء كان المشروع في حي، أو دوار ، أو مدينة أو جهة، أو يهم البلاد كلها، فهو يتوخى نفس الهدف، وهو خدمة المواطن. “وبالنسبة لي، حفر بئر، مثلا، وبناء سد، لهما نفس الأهمية بالنسبة للسكان”.

كما سبق لجلالته أن خير المسؤولين ، في خطاب مباشر وصريح ، بالقيام بالواجب المنوط بهم ، أو ترك المسؤولية لمن اولى بها من المواطنين الشرفاء والأكفاء الغيورين على البلاد والعباد إنه استمرار المسؤولين في نهج سياسة العبث فيما يخص تسيير الشأن المحلي والإقليمي … فمن المسؤول الرئيسي والمباشر عن ذلك ؟؟؟ وتساؤلات كثيرة تحمل أكثر من ألف معنى ومعنى … وما خفي كان أعظم … وللحديث بقية .

 

About Abdellatif saifia 7124 Articles
الدكتور عبد اللطيف سيفيا

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن




86 − 83 =