الجزائر ذلك النظام الجاهل المتعنت الذي لا يستفيد من الواقع … الجزء 2
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … لكن الغريب في الأمر أن الحقد والبلادة أعميا عقل النظام الجزائري الأبله وجعله يستمر في رعونته تجاه المملكة المغربية الشريفة التي لم تظهر جاهدا في مد يد الصفح والعون والتعاون لهم وفتح سبل الاتصال والتواصل والتفاهم معهم ، ليستمر جيران الشؤم في تعنتهم والتشبت بموقفهم المبني على الحقد والكراهية ، غير مبالين بمصير هذه الخيرات التي تتبخر في الفضاء دون جدوى ، ظنا منهم أن الحل العسكري هو الذي سيقوي جانبهم ويحسم الأمور ويجعلها في مصلحتهم ، في حين أن المغرب قد توجه في منحى بعيد عن تبذير الأموال وتبديدها فيما لم تعد له جدوى من مواجهات عسكرية مباشرة وضياع العتاد العسكري والأعداد البشرية الهائلة من القتلى والمصابين بعاهات قد تنتج عن هذه المواجهات ، وغير ذلك من الخسائر المادية والمعنوية التي يمكن تجنبها واختزالها بشيء من التفكير واستعمال العقل والذكاء السياسي والدبلوماسي ، الأمر الذي يسير على نهجه المغرب الجديد ، حيث ترك كل ما هو مضيعة للوقت وهدر للمال وخسارة للأرواح ، واختار مواجهة هذا التعنت الجزائري بطرق تعتمد على الدهاء والذكاء “والدق والسكات ، حسي مسي” ليستعمل أسلحته الفتاكة التي تعتمد على خلق البلبلة داخل الكيان الجزائري وجعله يغلي من الداخل وتطبيق القولة المغربية الشائعة “اللي ما رضى بخبزة يرضى بنصها” بحيث أن الكابرانات لم يقنعوا بما حباهم الله من أرض واسعة وخيرات طبيعية كثيرة ومتنوعة وسعوا إلى خلق البلبلة والفتنة في دول المجاورة بما فيها المملكة المغربية ، وطمعوا في اقتطاع جزء من بلادنا بخلق كيان وهمي اسمه البوليساريو وما خفي كان أعظم … فإنها ، أي الجزائر الشقيقة “ونية الأعمى في عكازتها” بدأت تعرف داخليا ما سيؤدي إلى تقسيمها إلى دويلات ، كشعب القبائل في الشمال وشعب الأزواد والطوارق في الجنوب الصحراوي الذين بدأوا يطالبون بالاستقلال وغيرهم … إلى جانب الشباب الصحراويين بتندوف الذين سعت الجزائر إلى خلقهم وزرعهم ككيان تحت اسم البوليساريو لتضرب به وحدة الدولة المغربية ، وصرفت من أجل ذلك أموالا طائلة دون جدوى ، لتجد نفسها في موقف محرج لينقلب سحرها عليها وينتقل هؤلاء الشباب من مطالبة النظام الجزائري الجاهل عبر اللافتات والشعارات الطالبة برفع يد النظام الغاشم عن القضية ورغبتهم في الالتحاق ببلدهم الأم ، المملكة المغربية الشريفة ، ومطالبة الجزائر بتعويض السنوات التي راحت من عمرهم تحت الاضطهاد والتعسف والتعذيب والعيش على أمل ميت وأحلام لا تسعها عقول العصافير بمخيمات الجحيم تندوف ، لينتقل هؤلاء الشباب المناضلون البررة إلى المرحلة الاخيرة من النضال المصيري بمواجهة المسؤولين الإرهابيين ومهاجمتهم في عقر ديارهم انطلاقا من سياراتهم ومساكنهم بتندوف .
وهكذا فإن ما يسمى بدولة الجزائر ،الأطروحة الفرنسية التي هي ألعوبة استعمارية ، يبدو أنها ذاهبة إلى الزوال لا محالة ، كما تذهب رمال تلال الصحراء حين تنفخ فيها الرياح والزوابع لتمسح آثارها وينسى ذكرها مع الزمن الذي لا يبقى معه إلا الأصل … والمملكة المغربية الشريفة هي الأصل ، فلا عاش من خانها أو عاداها… وللحديث بقية.