ظهر الحق وزهق الباطل .. إن النظام الجزائري كان زهوقا

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … يبدو أن النظام الجزائري المبني على الترهلات والأوهام والأكاذيب قد بدأ في الظهور على حقيقته وأن العديد من الدول استفاقت من سباتها ومغناطيسية الطلاسيم التي مدارسها في حقها ليتلاعب بقراراتها ، لتجد نفسها في صدمة قوية جعلتها تنفض الغبار عن علاقاتها بالنظام الجزائري المبنية على الكذب والتزوير والبهتان والاحتيال ، مما استدعى هذه الدول إلى تغيير مواقفها الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية تجاه نظام الكابرانات المبني على الوهم ، فمنها من أوقفت التعامل معهم ومنها من التزمت الحذر وعبرت عن استنكارها لما تنهجه الجزائر من تمويه للرأي العام الدولي والإقليمي وتكريسها لمفاهيم التفرقة والشتات بين الدول الشقيقة والصديقة وزرع الفتنة في المنطقة الشمالية لإفريقيا بتبني إيديولوجيات خطيرة تسعى من خلالها إلى خلق الفرقة والحروب الداخلية وتشجيع حرب العصابات وتمويلها من مصادر دولية تحت ذريعة تحرير الشعوب المقهورة مثل ما قامت به من تلاعبات في قضية الصحراء المغربية بتبنيها لانفصاليين مزعومين طعمت صفوفهم بمرتزقة من دول جنوب الصحراء جندتهم لهذا الغرض مقابل أموال طائلة تدفع جزءا كبيرا من مستحقات شعبها الجزائري المقهور وحرمانه من حقه في الثروات الكثيرة التي تنعم بها أرض الجزائر من بترول وغاز وذهب ومعادن نفيسة أخرى بإمكان مواطنيها التمتع يفضلها من العيش الكريم ووضع حد لطوابير المواد الغذائية ومشاكل السكن والعمل والخدمات الصحية والاجتماعية المتردية التي يعيشون في جحيمها كانقطاعات الكهرباء ونذرة المياه الشروبة وتدهور الاقتصاد وإثقال كاهل المواطنين بالغلاء وارتفاع الضرائب والزيادة من إفقار الشعب وتكريس الفساد في كل القطاعات ، مقابل تخصيص الدول الأجنبية بعدة امتيازات تخص هذه الثروات التي هي حرام على أهلها وحلال على الغير ، لتغري بها هذه الدول لمساندتها ونصرة موقفها الهش واستجداء عطف دول أخرى لتمويل فكرتها الخبيثة الساعية إلى خلق البلبلة والانشقاق في صفوف الدول المجاورة كالمغرب وتونس وليبيا ومالي موريتانيا ، في حين أن هذه الدول الجارة لم يسبق لها أن صدر منها أي موقف عداء للجزائر ، بل منها من كانت سببا في حصول الجزائر دولة وشعبا على الاستقلال ومساعدتها على بناء أسسها السياسية والاقتصادية وغير ذلك من الأمور التي جعلت منها دولة ذات سيادة وقرار .
إلا أن النظام الجزائري قد تمادى في صبيانيته وغرته الأماني بالله الغرور ، وواستباح لنفسه التعالي والظلم والجور في حق جيراه وأشقائه وظن أنه القوة الضاربة فعلا في المنطقة ، ولم يفطن إلى ذكاء من يريد الضحك عليهم واستغلال نيتهم الحسنة ، فبدأ يجني ثمار استعلائه الفارغ وغبائه المفرط ليتلقى ضربات لم تكن له في الحسبان ، واحدة في البطن واخرى في الرأس وثالثة تحت الحزام واخريات متتاليات في جميع أعضاء جسمه المنخور والمتهالك ، يتلقى ضرباتها من كل جهة وعلى رأسها المنظمات الدولية التي استغل سخاءها في العطاء الذي يتجاوز المليارات من الدولار كانت تصبها في رصيد الكابرانات بذريعة تقديم مساعدات مالية وغيرها للبوايساريا الذي ابدعت الجزائر في ترسيخ وضعية هولاء المرتزقة كأصحاب حق مهضوم ويحتاجون إلى مساندة وإنصاف ، لكن جميع الاطراف اهتدت إلى حقيقة الأمر واتخدت موقفا صادما لدولة الكابرانات ، التي كان رد المجتمع الدولي صادما لها لتتلقى الصفعات مضاعفة ردا على ما ارتكبته من خروقات في حق الدول المجاورة وتلاعبات في حق قضايا مصيرية واستهانات بالراي الدولي واستغلال لدول كانت تصدق أطروحاتها وأكاذيبها ، لينكشف أمرها المريع صراحة بواسطة دول كانت تعتمد عليها في تقوية أطوحتها الكاذبة ، كدولة كوبا التي قامت مؤخرا بمطالبة الجزائر بتسديد متسحقاتها في تدريب مجموعة البوليساريو الإرهابية والتي بلغت 450 مليون دولار ، مما يوضح جليا مدى الاموال الخيالية الطائلة التي تبددها الجزائر في سبيل التدخل في قضايا داخلية للدول المجاورة ، وما خفي كان أعظم ، في حين أن دولة الكابرانات كانت ولازالت تنفي أي علاقة لها بكيان البولساريو الوهمي هذا …

فإلى متى ستستمر الجزائر في بلادتها في الترويج للاكاذيب وتغطية الشمس بالغربال والنفخ في قربة دون قعر ، في عصر يعرف تطورا خياليا في رواج المعلومات والحقائق وانتشارها كانتشار النار في الهشيم … فعودا إلى رشدكم ، وتوبوا إلى الله ، لعلكم تفلحون أيها الطالحون … وللحديث بقية .

About Abdellatif saifia 7118 Articles
الدكتور عبد اللطيف سيفيا

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن




8 + 2 =