
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … وقد حقق القطاع الفلاحي في المغرب حسبما جاء في عدة إحصائيات ، اكتفاءً ذاتياً بالنسبة للاستهلاك الداخلي بنسبة 100% للحليب واللحوم والخضراوات، وبنسبة 60% للحبوب، و 43% للسكر. كما يوجد في المغرب بنية تحتية هيدروفلاحية مهمة تتكون من 139 سد وتمكن من تعبئة 15.2 مليار متر مكعب من المياه، منها 13.3 مليار موجهة للاستعمال الفلاحي. ويتوفر المغرب على إنتاج فلاحي متنوع يتكون من مليون هكتار من الزيتون، وأكثر من 000 250 هكتار من الخضراوات، و 000 125 هكتار من الحوامض، و 28 مليون رأس كقطيع لتربية الماشية منها 66% من الأغنام.
لكن ، وحتى نعود إلى أغنامنا الواقعية ، فإن ما يمكن ملاحظته هو أن ما جاء به المخطط الأخضر ، كان كارثة على مجال الفلاحة بالمغرب ، بحيث أعاد هذا المجال إلى مستوى الصفر ، ضرب كل الإنجازات السابقة عرض الحائط ، وأتى على الأخضر واليابس ، بالرغم مما صرف عليه من أموال طائلة تعد بالملايير استنزفت خلاله ما يفوق 15 ألف مليار سنتيم بالإضافة إلى ضياع حوالي 80 بالمائة من الموارد المائية وعرض حوالي 70 ألف هكتار للضياع بإقليم بني ملال واولاد مبارك رغم تواجدها على مقربة من ثاني اكبر سد بالمغرب ، ومما يؤكد على فشل المخطط الأخضر ، الإعلان عن الانتقال إلى الجيل الجديد ، الأمر الذي يعبر عن الاعتراف بالفشل الذريع لهذا المخطط والذي استنزف المال والوقت والثقة والمصداقية من هذه المخططات وواضعيها والتي ذهبت معه كل الإمكانيات سدى ودون نتيجة تذكر أو تتماشى مع طموحات ملك البلاد وشعبه ، فهزل الانتاج الفلاحي وتقلصت المحاصيل إلى درجة كبيرة عرفت معها أسعار المنتوجات ارتفاعا مهولا ألهب جيوب المواطنين وخاصة في المواد الغذائية الأساسية كالدقيق والزيت والسكر والخضر وغيرها ، متزامنة مع ارتفاع أثمنة البنزين والنقل بجميع أنواعه ، ليكتوي المواطنون بنار غلاء الأسعار ، لدرجة أن ذلك تسبب في مسح الفارق بين الطبقة المتوسطة والفقيرة ليدمج بينهما في هزالة القدرة الشرائية وضعفها .
بالإضافة إلى ما حدث منذ حوالي أسبوع حيث حل عيد الاضحى وبأي حال عاد؟؟؟ ، عاد ليستقبله المغاربة بالدموع والإحساس بالغبن جراء سياسة الحكومة الفاشلة ووعودها الكاذبة في عدم توفيرها للذبائح التي قامت الدولة بدعمها ب500 درهم لكل رأس غنم سيتم جلبه من الخارج قصد توفير الأضحية للمواطنين ، مع العلم أن ثمن هذه الاغنام المستوردة لم يتجاوز 600 درهم ، ليتم بيعها بالأسواق بأثمنة خيالية وصلت إلى 3000درهم للرأس مع نذرة تواجدها بالأسواق ليكتفي المواطنون البسطاء بشراء بعض الكيلوغرامات من لحم البقر أو الغنم او الدجاج إرضاء لأبنائهم الصغار وإحساسا بنكهة العيد الذي لم يعد من حقهم الاحتفال به بسبب جشع لوبيات المال والاعمال الذين سحقوا الطبقة الكادحة من الشعب وحرموها من حقها في العيش الكريم بتكريس هذه اللوبيات لسياسات التفقير والتجويع .
لهذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه بكل قوة ، هو ما دور حكومة التكنوقراط هذه ، التي حلت كالصاعقة على المغرب والمغاربة والتي جاءت بوعود كاذبة وبرامج من نسج الخيال ، لم تراوح منشورات الحملات الانتخابية السابقة ، لتنكشف الحقيقة المرة ويبقى مصير البلاد والعباد معلقا ومجهولا … والعلم عند الله … وللحديث بقية .
قم بكتابة اول تعليق