
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … تقوم مجموعة ال “بريكس brics” التي تشكل أحد أهم التكتلات الاقتصادية العالمية والمتألفة من 5 دول تشكل اقتصاداتها أهمية كبيرة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا والتي تحتضن هذه الأخيرة مؤتمرة خلال هذا اليوم الجمعة 7 يوليو 2023 قصد وضع مخطط لتوسيع رقعة المنضوين تحت لواء هذا التكتل والذي من المحتمل أن يصل عدد الدول المكونة له 18 بلدا ، له ما له ، من وزن اقتصادي ومالي وسياسي ودبلوماسي ، بإمكانه أن يشكل قوة ضاربة في عمق الاقتصاد الدولي ، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل وتلك الدول التي تنوي الالتحاق بها خلال السنوات الأخيرة مما أضحى يهدد هيمنة الغرب ويسعى إلى إنهاء نظام القطب الواحد الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك من خلال تركيز هذا التكتل على التنسيق فيما بينه وتحسين الوضع الاقتصادي العالمي وإصلاح المؤسسات المالية وكذلك مناقشة الكيفية التي يمكن بها لبلدان هذا التكتل أن تتعاون فيما بينها على نحو أفضل في المستقبل .
وكل هذا سيساهم بقوة في انهيار العملات الدولية كالدولار والأورو والجنيه الاسترليني والفرنك السويسري وغيرها من العملات الدولية الأخرى التي لها وزن مالي واقتصادي عالمي ، وذلك في انتظار التحاق العديد من الدول الراغبة في الانتماء إلى البريكس والتي يرتقب أن يتجاوز عددها 18 دولة أو أكثر ، مما سيجعل هذا التكتل الجديد يشكل قوة هائلة ويتسبب في انهيار الاقتصاد الغربي بزعامة أمريكا وجعله يرضخ لنظام جديد يسحب بساط الزعامة والقوة من تحت قدميه ، كما تنبأ محللون اقتصاديون ، وعلى رأسهم “جيم أونيل” كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤسسة الخدمات المالية والاستثمارية الامريكية أن اقتصاد هذه الدول المتكتلة تحت لواء ال ” بريكس bric ” سيهيمن على الاقتصاد العالمي بحلول 2050 ، بحيث تمثل هذه المجموعة مجتمعة ، قبل التحاق دول أخرى ترغب في الانضمام إلى ال”بريكس brics” نحو 40 في المائة من مساحة العالم من سكان الكرة الارضية ، حسث تضم أكبر 5 دول مساحىذة في العالم وأكثرها كثافة سكانية ، وهي بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة مجموعة السبع “G7″ التي تستحوذ على 60 بالمائة من الثروة العالمية .
وهذا ما أثبتته الأرقام الصادرة عن ال”بريكس brics” التي كشفت عن تفوقها لأول مرة على دول مجموعة ” السبع G7″ بحيث وصلت مساهمة مجموعة ال”بريكس ” في الاقتصاد العالمي إلى 31.5 بالمائة ، بينما توقفت مساهمة غريمتها مجموعة السبع عند 30.7 بالمائة فقط.
إلى جانب ذلك ، تعمل مجموعة ال “بريكس” على تحقيق مجموعة من الاهداف والغايات الاقتصادية والسياسية والأمنية من خلال تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم والتعاون الاقتصادي بين دول تكتل ال”بريكس” وهو ما من شأنه أن يسهم في خلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية عبر كسر هيمنة الغرب بزعامة الولايات المتحدة بحلول 2050 .
ومن بين الأهداف الرئيسية الأخرى للمجموعة رغبة القوى الخمس الناشئة في تعزيز مكانتها على مستوى العالم من خلال التعاون النشط فيما بينها، وذلك من خلال:
- السعي إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل بهدف القضاء على الفقر ومعالجة البطالة وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.
- توحيد الجهود لضمان تحسين نوعية النمو عن طريق تشجيع التنمية الاقتصادية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وتنمية المهارات.
- السعي إلى زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء في مجموعة بريكس.
- تعزيز الأمن والسلام من أجل نمو اقتصادي واستقرار سياسي.
- الالتزام بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، حتى يكون للاقتصادات الناشئة والنامية صوت أكبر من أجل تمثيل أفضل لها داخل المؤسسات المالية.
- العمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على استقرار النظم التجارية متعددة الأطراف وتحسين التجارة الدولية وبيئة الاستثمار.
- السعي إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالتنمية المستدامة، وكذا الاتفاقات البيئية متعددة الأطراف.
- التنسيق والتعاون بين دول المجموعة في مجال ترشيد استخدام الطاقة من أجل مكافحة التغيرات المناخية.
- تقديم المساعدة الإنسانية والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وهذا يشمل معالجة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي.
- التعاون بين دول بريكس في العلوم والتعليم والمشاركة في البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي المتقدم.
- وتتوقع الدول الأعضاء للمجموعة أن تحقيق هذه الأهداف من شأنه أن يعطي زخما جديدا للتعاون الاقتصادي على مستوى العالم .
لهذا فإنه لابد من طرح بعض التساؤلات التي تراود فكري بقوة حول نوايا العناصر المكونة لل “بريكس BRICS”وهي كالتالي :
- إلى أي حد يمكن تصديق تطلعات هذه الكتلة الاقتصادية الجديدة ورؤيتها تتحقق على أرض الواقع لأن الجهة الغريمة لها ليست بالشيء الهين ؟
- كما أنه من يضمن حسن نية هذا التكتل في الإصلاح فعلا دون استبداده بالوضع عند تمكنه من قبضة الاقتصاد العالمي دون نية مبيتة ؟
- ومن يضمن حفاظه ، بعد الاستقواء والتمكن ، على احترام حقوق الدول المستضعفة ومساعدتها وتحقيق الحلم الوردي الذي جاء في ميثاقها ؟
- أليست هي عبارة عن نهج سياسة الوعود للتمسكن إلى غاية التمكن ؟ … وللحديث بقية .
قم بكتابة اول تعليق