هل صحيح أن الاختلاف والتنوع في المجتمع الفرنسي ربح وثروة تساهم في إغناء فرنسا؟ الجزء 1
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … نادت فرنسا ، التي تعتبر من أبرز الدول وأكثرها فاعلية في المنتظم الدولي ، والتي تنصب نفسها كمتزعمة وحامية للديمقراطية والليبرالية والتحررية ، واعتمادها لأسس الدفاع عن حقوق الانسان وجعل أسس رموز دولتها تنادي بالحرية والمساواة والأخوة ، واعتبار الاختلاف والتنوع في المجتمع الفرنسي بمثابة ربح وثروة يمكنهما أن يغنيا فرنسا ، كما جاء على لسان الرئيس الفرنسي الراحل ” جاك شيراك ” ليعتمد نفس الاسلوب الرئيس الحالي للجمهورية الخامسة إمانويل ماكرون ، الذي سار على هذا النهج في حملته الانتخابية الكاسحة والتي استطاع من خلالها جلب تعاطف المهاجرين معه وكسب العديد من الأصوات التي جعلته يسحق اليمين المتطرف ويهزمه بفارق كبير ، ليحرز رئاسة الجمهورية الفرنسية الخامسة ، فيستبد بالأمر ويتنكر للفكرة ولمبادئه ووعوده الخادعة ، بعد التمكن من السلطة ، فعمل بعد ذلك على تقويض كل فكرة تصب في بناء مجتمع فرنسي يقوم على قبول غير الفرنسيين ، وقام بنشر أفكار معادية للأجانب وعلى رأسهم العرب والأفارقة والدين الإسلامي ، فقام بحملة مسعورة على المسلمين والإسلام وشجع على ذلك عن طريق الوكالات الصحفية والإذاعات والقنوات التلفزية وغيرها من وسائل الإعلام وذلك بواسطة آلياته في المجال وبواسطة مؤسسات الدولة الفرنسية المعنية بذلك ، لتقوم بقمع الصحافة وحرية التعبير ، بعد طردها لعنصرين من قناة فراس 24 بسبب انتقادهما لمواقف وزير الداخلية الفرنسي بخصوص القمع الذي تعرض إليه المتظاهرون المنددون بالتدخل القمعي واللا إنساني للقوات الأمنية الفرنسية في حق المتظاهرين والتي أدت إلى مقتل مواطن فرانكو-جزائري بإطلاق النار عليه على مستوى الرأس بطريقة غير مشروعة فأردته قتيلا وبكل برودة دم …
وهكذا نجد أن فرنسا تضرب كل شعاراتها الفضفاضة التي تنادي فيها بالحرية والمساواة والاخوة ، ليتبين أن كل أسسها تلك مبنية على الكذب والنفاق والتحايل على الشرعية والقانون في سبيل خدمة أهدافها ومبادئها القمعية والإديولوجية والسلطوية والاستعمارية ، التي لازالت تنخر أحشاءها وتقبع في أعماقها ، والتي تفيض بالسم الذي لم يسلم منه حتى مجتمعها ، والذي تحاول نفثه في عمق مكوناته على جميع الأصعدة سواء التربوية والأخلاقية والاجتماعية ، مكرسة لذلك من خلال سياستها الخبيثة وبرامجها المتعفنة المطلية بالعسل ، ومواقفها البئيسة والمخادعة التي استطاع الشعب الفرنسي أن يفطن إليها ليفقد الثقة الكاملة في دولته ومسؤوليها المشكوك في شخصياتهم وانتماءاتهم ومخططاتهم التي لا تبشر بالخير … وللحديث بقية .